اتقوا الله في هذا الشعب !!


مع تسلم الحكومة الجديدة (حكومة الملقي ) لمهامها ، وخلاص الشعب من حكومة النسور -حكومة الجباية ورفع الأسعار – كان الشعب يتأمل خيرا وينتظر أخبار سارة في إعادة النظر في قرارات إعدام الشعب الأردني والتي خلقت منه شعبا متسولا ، يلهث وراء لقمة العيش .

ولكن حكومتنا الجديدة جاءت بمفاجئة جديدة غير سارة ولا متوقعه ، برفع رسوم نقل الملكية للسيارات المستعملة الى أضعاف ورفع أسعار المشتقات النفطية بصورة جنونية ورفع أسعار الدخان ، التي سوف تؤدي بطريقة غير مباشرة الى رفع كلف المواد الغذائية ورسوم النقل والرحال ، وكأن الشعب الأردني مكتوب عليه ان يبقى ابد الدهر يدفع فاتورة الفساد ، لم يعد هناك فرد إلا وأصابه الهذيان ومحمّل بالديون والقروض يعجز عنها سوبرمان ، شعبنا أصبح في معظمه يغسل كليتيه من كثر تناول حبات الدواء ولم يبق مرض الا وأصابه، من ضغط وتضيق في الشريان ، ناهيك عن إقدام الكثير على الانتحار .

اتقوا الله في الشعب ، فلم تعد مقولة الأمن والأمان تصلح في ظل غياب الأمن الاجتماعي وإفقار الفقير وتشليحه آخر ملابسه ، فأصبح عريان ...اتقوا الله في هذا الشعب ، فاتورة فسادكم ليس المسئول عنها الشعب ، وفشل استثماراتكم ليس مسئول عنها عمّال الوطن ، المسئول عن ذلك فساد مشاريعكم وبيعكم لمؤسسات الوطن بثمن بخس تحت عنوان الخصخصة والاستثمار فخلقت بذلك طبقة برجوازية جمعت مئات الملايين والبعض الأخر مليارات ، تحميها قوانين فاسدة ومؤسسات فاشلة ، بلا رقيب ولا حسيب ، ينظّرون على الشعب في ضرورة التقشف ومحاربة الفساد ، يقيمون في فنادق وقصور يعجز عن بنائها أغنى الأثرياء ، لا يبالون برفع الأسعار وندرة لقمة العيش ومعاناة شعب ، تراهم على الفضائيات وقد احمرت خدودهم من كثرة تناول الكافيار ينظّرون .

اتقوا الله في هذا الشعب ، فالحر في رمضان أنهكه ، والجوع والفقر فتك به ورفع الأسعار يقتله ، ولا يحس به أحد ، فاتقوا الله في هذا الشعب اثبتوا أنكم وطنيون ولو لمرة واحدة فسددوا عجز ميزانية الوطن من ملياراتكم المرصودة في بنوك أجنبية ، وتبرعوا ولو لمرة واحدة لإنقاذ وطن قبل انقاد شعب عانى ويعاني ومغلوب على أمره ، وانتم تتاجرون بمعاناته ، فاتقوا الله في هذا الشعب حتى لا تصيبكم دعوة مظلوم قد تسري بليل وأنتم غافلون عنها .

كان الشعب البسيط ينتظر من حكومتكم عيديه في رمضان تدخل الفرجة على قلوب أطفالهم ولو مؤقتا ولو لبضعة ايام ، لشراء ملابس جديدة لأطفالهم ، أو تسديد أقساط قديمة او دفع فواتير متراكمة ، فإذا به يفاجئ برصاصة رفع الأسعار .

لقد تجرع هذا الشعب كل صنوف المرارة فكان سلاحه الصبر ، فالى متى يبقى الصبر عنوانا لهذا الشعب ، اذا فني نصفه من ضروب القهر والفقر، وبعض الأسر قد ضاق بها الحال حتى أصبحت تتمنى كسرة خبز ، قد لا يصدق المسئول هذا الكلام وقد لا يعرف عن حقيقة الحال ولكنها الحقيقة المُرة ، فالله الله في هذا الشعب ، والله من وراء القصد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات