صراع الحلف على النفوذ في سوريا


بدا الخلاف بين قوات النظام السوري وقوات حزب الله في سوريا مستغربا وفي الوقت ذاته تعلن روسيا هدنة مؤقتة لا تعرف دواعيها تحت مسمى هدنة انسانية وتنهار جبهة القوات الايرانية وحزب الله ولو مؤقتا ثم نسمع عن زيارة وزير الدفاع الروسي المفاجئة للنظام السوري... وكيري يعد خرزات مسبحته ليرى كم بقي من المسافات والمساحات الشرق اوسطية يمكن ان يقوم بتدميرها بايدي اهلها .

ان قواعد اللعبة السياسية تفرض نفسها على محور الحلفاء فالتحالف الامريكي الروسي الاسرائيلي الاسدي (النظام السوري) من طرف والطرف الاخر في نفس التحالف وهو ايران وحزب الله، قد طفت خلافات مصالحهما على السطح بعض الشيء، فروسيا وامريكيا مختلفتان استراتيجيا لكنهما التقتا في المصلحة العليا وهي تدمير اي قوة صاعدة في المنطقة يحتمل ان تشكل خطرا مستقبليا على مصالحهما ومن ضمن مصالحهما الكيان الاسرائيلي ذراع الردع السريع فأمن اسرايئل من امنهما .

وقيام دولة اسلامية في المنطقة خطر على روسيا وامريكيا ومن تبعهما بطبيعة الحال لا لطبيعة عدوانية في الدولة الاسلامية ولكن لسوء ما فعلت روسيا وامريكيا في المنطقة فالمجرم في خوف دائم ومن حق المظلوم والمعتدى عليه ان ينتصر، هذا على مدى بعيد اما على المدى الاقرب فهو دخول ايران الى حلبة المنافسة محاولة استغلال الظروف الدولية وضعف المنطقة والنزعة المذهبية لتحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة بوضع قدم لها مستغلة حاجة روسيا وامريكيا لقوة مقاتلة على الارض وقريبة من دائرة الصراع لتواجه حركات التحرر العربية او بالاحرى حركات التحرر الاسلامية، علاوة على الدعم المالي فلا يخسر الغرب مالا ولا رجالا، فسمحت امريكيا وروسيا ومن معهما بدخول ايران وحزب الله حلبة الصراع المباشر وهما على تحفز مسبقا فتذرعت ايران وحزب الله بحماية المراقد وحماية النظام السوري خوفا على سوريا من الانهيار وفقدان الدولة الممانعة في وجه اسرائيل فالمسوغات براقة لكن كل من طرفي الصراع الداخلي ايران وحزب الله من طرف وامريكيا وروسيا ونظام الاسد واسرائيل من طرف آخر كحلف واحد بينهما صراع فالاول يسعى لبناء الامبراطورية الفارسية تحت غطاء ديني مذهبي والاخر يريد تدمير المنطقة واعادة تقسيمها والاستمرار في نهب خيراتها.

والى هنا الصراع خفي وكل يرقب الاخر ويبتزه فالحلف الامريكي الروسي يستخدم داعش مرة ضد ايران ومرات ضد المقاومة. والنظام السوري يدعم داعش وذلك بالمعارك الوهمية التي تسهم في تسليم الاسلحة الى داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) وايران استغلت حاجة امريكيا وروسيا للعنصر البشري في العراق وسوريا فاخذت تكثف وتعزز وجودها ومعها حزب الله وطائفته على حساب نظام بشار الاسد على غير ما تريد امريكيا وروسيا للمنطقة فلا تريدان منتصرا ولا قوة ضاربة غيرهما؛ بحكم عدم مقدرة احدهما على فرض ارادة منفردة على الاخر وبحكم المصلحة المشتركة.

وازاء التمدد الايراني ومحاولة اخذ موطئ قدم صلب في المنطقة وهذا ما لا تقبل به امريكيا وروسيا واسرائيل ونظرا للتطورات على جبهة القتال في العراق وخاصة بعض التقدم على جبهة الفلوجة نشب خلاف بين قوات الاسد وحزب الله واظن بشارا البادئ تنفيذا لرغبة امريكيا وروسيا للحد من اندفاع ايران في المنطقة وتنبيها لها على دورها فلا تتعداها وبطبيعة الحال رغبة اسرائيل فاعلنت روسيا هدنة مؤقتة فانكشفت قوات ايران وحزب الله جويا ولو مؤقتا وتُركت تواجه قوات المعارضة المتحفزة لاي فرصة فانهارت قوات ايران وحزب الله ونحن نسمع ان اغلب القتلى من حزب الله وايران ثم ياتي وزير الدفاع الروسي في زيارة مفاجئة للنظام السوري لينقل تصورات امريكيا وروسيا الواجب على ايران وحزب الله ان يعمل بها او تواجه ايران مصيرها في سوريا الذي ستواجهه لاحقا.

وربما في خضم هذه التطورات سنسمع عن مواقف ايرانية جديدة تنقذها من حبائل امريكيا وآل الاسد فتخرج من المستنقع الذي جرت اليه غير ان الدماء التي اراقتها في سوريا والعراق كفيلة بان تشعل النيران في قلب قم .

لن يستقر لها امر لكن بعد القضاء على حركات التحرر ومن ناصرهم كتركيا فالبحث جار لجر تركيا الى حرب داخلية او خارجية، اما دويلاتنا فهي ضعيفة واخر ما يُفكر فيها وبعد الانتهاء من ايران وتركيا ياتي دور مصر والسعودية والجزائر ولو انها رافعة راية الاستسلام واذا حدث التقسيم والتدمير فيها متزامنا مع ما يجري فالغرب فرحون.

واذا كانت حسابات ايران تقوم على نية التمدد والسيطرة واقامة امبراطوريتها الفارسية من جديد تحت غطاء ديني مذهبي واحلال نظام الملالي محل النظام السوري فذلك غير مسموح به امريكيا وروسيا.

ولن يسمح لها ان تاخذ موطئ قدم في المنطقة فتنافس امريكيا وروسيا ولبس طاقية التقية لن ينفعها فدورها قتال اي حركة تحررية لاهل السنة او اي دولة لهم تخرج عن طوع الغرب حتى لا يضطر الغرب الى دفع ابنائه الى محرقة الشرق وقد جربها مع سنة العراق وهم الان يعاقبون سنة العراق بايد الشيعة على ما فعلوه بجيوش الغرب

لقد حكم الغرب على ايران ان تبقى في صدام دائم مع محيطها حتى تتلاشى قوتها لا هي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات