مسخرة التاريخ : العرب يولّون "عدوهم" قاضياً عليهم ..


ايهاب سلامة - عندما يتولى آخر كيانات الاحتلال في الكون، وأفظع "دولة" إرهابية وحشية بربرية في التاريخ، رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، تسقط الشرعية القانونية والأخلاقية عن المنظومة الدولية حكماً، بل ولم يعد أي قرار أممي لها ومنها ملزماً، للإنسانية ، وبقايا الأمة إن كانت - بعدُ - تحترم لو ذرةً، تاريخها وذاتها ..

عندما يتم اخضاع دول العالم كلها، لتحتكم قانونياً، لكيان مجرم .. وتصبح أعتى دولة إرهاب تنتهك حقوق الانسان عبر التاريخ، هي المخولة بتصنيف "الارهاب" و"الارهابيين"، وهي التي تمنح صكوك الغفران لمن شاءت، فعلى الدنيا الخراب .. وعلى المنظومة الدولية كل خزي وعار بشري وحيواني ..

وعندما يكشف النقاب عن تصويت دول عربية لصالح "العدو" الذي لعنوا عرضنا منذ ولادتنا بمعاداته المزيفة، وخطاباتهم القومية العروبية الكاذبة، لفلسطين المحتلة ومقدساتها، يتكشف للأجيال التي لم تواكب "نكبة" ولا "نكسة" كيف ضاعت فلسطين.. ومن الذي أضاعها، وكيف وصلنا في نظر العالم الى أمة مسخرة.

حينما يكافىءُ كيان إجرامي إرهابي لم يلتزم أو يحترم يوماً أية مواثيق وقوانين دولية، بأن يصبح "قاضي قضاة" الأمم المتحدة.. ومفتيها، والحاكم بأمر قوانينها.. فهو العهر الدولي بعينه، وهو الاستخفاف والاستهتار بالانسانية حد التفاهة، وهي السرسرة والزعرنة والعربدة الاممية بكل ما فيها من جور وخسة وبذاءة ..

حين ترى الشعوب العربية والمسلمة، كيف يُقوّدُ عليها علناً، جهاراً نهاراً، بتواطئ من أبناء الامة ذاتها، فأنّى لهذه الشعوب أن ترتضي بمنظمة الأمم ، وأنظمة الامة ؟..

وكيف لا يُؤَلبُ هذا الفساد الدولي المتواطئة معه عروبتنا العاربة، ملياراً ونصف مليار عربي ومسلم، ضد "الشرعية الدولية" الساقطة، والمتواطئون الاسقط.

ويسألونك كيف ضاعت فلسطين.. وكيف يولد الارهاب والتطرف في بلادنا ولماذا.. وما الذي ينتجه، ومن يحرض عليه، ويهيء له كل الاسباب الموجبة ؟

المثير للسخرية ، أن على رأس أجندات ذات اللجنة القانونية خلال العام الحالي والقادم، مناقشة ملف "الإرهاب الدولي" و"كيفية القضاء عليه"، و"مسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً"ً، ما يعني أن الحرامي، سيكون مكلفاً بالحراسة، والمجرم، بتطبيق العدالة، والعاهرة باعطاء دروس في الشرف والفضيلة ؟!

ما يسمونها "دولة اسرائيل" .. سيبقى إسمها حتى تحريرها، في قواميس الشرفاء والشهداء والمقدسات المغتصبة وفلسطين المحتلة وضمائر أبناء الأمة الحية، ومنقوش في جيناتنا مذ ولادتنا حتى موتنا وبعثا .. عدواً صهيونياً ارهابياً محتلاً لفلسطين العربية المسلمة من نهرها الخالد إلى بحرها..

وما كل هذا الإنحلال الدولي، والتسيب السياسي اللاأخلاقي، المنحاز والخاضع لكيان الاحتلال ومصالحه على حسابنا، سوى صبّ مزيد من الوقود على ثاراتنا.. وفي صدورنا المغلولة ضد الكيان، ولن يزيدنا إلا اصراراً وايماناً بعدالة قضيتنا، ولن يزيد "الامم المتحدة" سوى خزيها، ويقيننا بفقدانها شرعيتها القانونية والاخلاقية - أقلها - في ضمائرنا.



تعليقات القراء

شاهد على العصر
صباح الخير ...
مش غلط لو كتبت الاسم والسيره الذاتيه عن الشخص الذي تتكلم عنه ... وهل هو يحمل المواطنه الاسرائيليه ... ام مواطنه اخرى وهو يهودي الديانه ...

حتى يكتمل المقال ....... مع الاحترام
17-06-2016 09:51 AM
الى شاهد على العصر
المقال واضح ولا يحتاج لهكذا اسئلة
17-06-2016 10:54 AM
اسامه الجهماني
ابدعت يا ايهاب
19-06-2016 10:24 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات