مافيا المستشفيات
استطاع الاردن وبفضل الطاقات والكوادر الطبية المتطورة لديه ان يصبح في مقدمة الدول العربية من حيث تقدمه العلاجي وتوافد المرضى العرب الى مستشفياته الخاصة باعداد كبيرة ولافتة. وصار من الطبيعي ان تجد رجلاً سعودياً او ليبياً جاء الى الاردن كي يخضع لعلاج في عملية طبية معقدة. تتكلل على الاغلب بالنجاح.
لكن يبدو ان هذا التقدم العلاجي الاردني قد ساق بعض الجهات العلاجية من مستوصفت وعيادات ومستشفيات خاصة الى مسلكيات "شيلوخية" هدفها الاول والاخير الربح وتجريد المريض الزائر من جميع امكانياته المادية.
وفي هذا الاطار يجيء ما اكده امس مصدر مسؤول بلجنة الشكاوى المشتركة بين وزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة ان اللجنة نظرت بشكوتين فصلت بهما بنفس اليوم لصالح المشتكي اهمها تخفيض قيمة فاتورة لوافدين. الاولى من 41" الى "5" آلاف واخرى من 70" الى 8" آلاف. وفي هذا الاطار ايضاً كشف رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري تلقي لجنة الشكاوى "32" شكوى من قبل "210" آلاف مريض عربي تعالجوا موضحاً ان غالبية الشكاوى كانت زيادة في الاجور المقررة.
ويزداد الامر سوءاً الى درجة الخزي تماماً حينما تتوسع دائرة الانتهازية الربحية عند بعض المستشفيات والاطباء حينما نكتشف انهم قد خصوا المطارات ومداخل الحدود البرية والبحرية الاردنية بمندوبين يحضرون اليهم المرضى ليحصلوا على "الكومشن" مقابل مثل هذه الخدمات.
ويزداد الامر سوءاً حينما نكتشف ان هناك علاقات اخوانية بين اعضاء اطباء الاختصاص فيما يشبه الشبكات العنكوبوتية غير المعلنة بمعنى "عليك ان تحيل عليّ هذا المريض كي احيل عليك المريض ذاته في اختصاصك" وبالطبع يحدث هذا مقابل "كومشن".
ان المريض العربي الذي يجيء وهو في حالة بين الموت والحياة ويدخل العناية المركزة يكون همه الاول ان يخرج معافى ولا يفكر على الاطلاق بالارقام الفلكية التي تنتظره في الفاتورة التي يقدمها محاسب المستشفى والتي تبدو بشكل او بآخر باعتبارها فاتورة مقدسة.
ان العمل التي تقوم به وزارة الصحة وباقي الجمعيات المختصة بمثل هذه المافيات الطبية التي تمتص دم المريض حتى الرمق الاخير هو عمل يستحق الثناء والتبجيل لانه يدافع عن سمعة طبية وسياحة علاجية للاردن لم نصل اليها ببساطة بل بالكد والعلم والتفوق وهذا ما علينا ان ندافع عنه ونتمسك بثوابته بغض النظر عن الانفس المريضة التي حولت اقدس مهنة في التاريخ الانساني الى محض فاتورة.
التاريخ : 02-02-2010
استطاع الاردن وبفضل الطاقات والكوادر الطبية المتطورة لديه ان يصبح في مقدمة الدول العربية من حيث تقدمه العلاجي وتوافد المرضى العرب الى مستشفياته الخاصة باعداد كبيرة ولافتة. وصار من الطبيعي ان تجد رجلاً سعودياً او ليبياً جاء الى الاردن كي يخضع لعلاج في عملية طبية معقدة. تتكلل على الاغلب بالنجاح.
لكن يبدو ان هذا التقدم العلاجي الاردني قد ساق بعض الجهات العلاجية من مستوصفت وعيادات ومستشفيات خاصة الى مسلكيات "شيلوخية" هدفها الاول والاخير الربح وتجريد المريض الزائر من جميع امكانياته المادية.
وفي هذا الاطار يجيء ما اكده امس مصدر مسؤول بلجنة الشكاوى المشتركة بين وزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة ان اللجنة نظرت بشكوتين فصلت بهما بنفس اليوم لصالح المشتكي اهمها تخفيض قيمة فاتورة لوافدين. الاولى من 41" الى "5" آلاف واخرى من 70" الى 8" آلاف. وفي هذا الاطار ايضاً كشف رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري تلقي لجنة الشكاوى "32" شكوى من قبل "210" آلاف مريض عربي تعالجوا موضحاً ان غالبية الشكاوى كانت زيادة في الاجور المقررة.
ويزداد الامر سوءاً الى درجة الخزي تماماً حينما تتوسع دائرة الانتهازية الربحية عند بعض المستشفيات والاطباء حينما نكتشف انهم قد خصوا المطارات ومداخل الحدود البرية والبحرية الاردنية بمندوبين يحضرون اليهم المرضى ليحصلوا على "الكومشن" مقابل مثل هذه الخدمات.
ويزداد الامر سوءاً حينما نكتشف ان هناك علاقات اخوانية بين اعضاء اطباء الاختصاص فيما يشبه الشبكات العنكوبوتية غير المعلنة بمعنى "عليك ان تحيل عليّ هذا المريض كي احيل عليك المريض ذاته في اختصاصك" وبالطبع يحدث هذا مقابل "كومشن".
ان المريض العربي الذي يجيء وهو في حالة بين الموت والحياة ويدخل العناية المركزة يكون همه الاول ان يخرج معافى ولا يفكر على الاطلاق بالارقام الفلكية التي تنتظره في الفاتورة التي يقدمها محاسب المستشفى والتي تبدو بشكل او بآخر باعتبارها فاتورة مقدسة.
ان العمل التي تقوم به وزارة الصحة وباقي الجمعيات المختصة بمثل هذه المافيات الطبية التي تمتص دم المريض حتى الرمق الاخير هو عمل يستحق الثناء والتبجيل لانه يدافع عن سمعة طبية وسياحة علاجية للاردن لم نصل اليها ببساطة بل بالكد والعلم والتفوق وهذا ما علينا ان ندافع عنه ونتمسك بثوابته بغض النظر عن الانفس المريضة التي حولت اقدس مهنة في التاريخ الانساني الى محض فاتورة.
التاريخ : 02-02-2010
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
فقال الطبيب اخرجي بره مش شغلك .ويوجد كلام اخر لا استطيع ذكره