ابعاد الهجمة العالمية الشرسة على الأخوان المسلمين


رافق اعلان دولة الخلافة في العراق و الشام من قِبل أحد فروع تنظيم القاعدة و مبايعتها من قبل فروع اخرى في آسيا و افريقيا و التحاق عدد كبير من الشباب المسلم من جميع انحاء العالم بها ، رافق ذلك الاعلان هجمة عالمية شرسة غير مسبوقة على جماعة الاخوان المسلمين انتهت في مصر و اليمن ثم دول الخليج التي اعتبرت الاخوان المسلمين جماعة ارهابية ثم الأردن التي زحفت منذ توقيعها اتفاقية وادي عربة زحف السلحفاة على الأخوان حتى وصلت بها الجرأة إلى اغلاق مقراتهم ومنعهم من أية نشاطات مع ان اخوان الاردن لهم مكرمات و أفضال عديدة لا يفتأون يذكرونها خاصة في الآونة الأخيرة لعلها تحنّن النظام عليهم وهم يعملون في الأردن بموجب ترخيص من رئاسة الوزراء منذ عام 1953 كجماعة اسلامية شاملة .
الخَطْو الصحيح في العمل السياسي و الذي يتقنه الغرب و تتقنه الصهيونية ما كان يسمح بأن تترافق هجمة شرسة عالمية على الأخوان المسلمين و جمهورهم الواسع العريض الذي يقدر بالملايين في مختلف انحاء العالم مع اعلان دولة الخلافة و اقبال الشباب المسلم عليها من كل انحاء العالم عدا الجمهور العالمي للاخوان المسلمين الذي لم يلتحق منه أحد بدولة الخلافة المعلنة هناك منذ أكثر من عامين .
و الفهم الصحيح في العمل السياسي يعتبر توقيت هذه الهجمة العالمية الشرسة على الأخوان المسلمين و جمهورهم العريض " غياب حكمة " و خطأ فادح ضار بمصلحة الغرب و الصهيونية عامة كما يضر بمصلحة ما يسمى " اسرائيل " لأن هذا الضغط الهائل على جماعة الاخوان و جمهورها العالمي سيدفعهم يوما بعد يوم واحدا بعد واحد ومجموعة بعد مجموعة إلى الألتحاق بدولة الخلافة "مصائب قوم عند قوم فوائد " .
إذن كيف يمكن تفسير دوافع هذه الهجمة العالمية الشرسة على الأخوان المسلمين مع أن المؤشرات المتوفرة تدل على ان هذه الهجمة انما تتم بطلب من اسرائيل و بموجب اتفاقيات معلنة مع بعض الدول و سرية مع بعضها الآخر و الأعلام الصهيوني يؤيد و يدعم هذا التوجه بشكل واضح و صريح .
في تفسير ذلك يقول البعض ان هذه الهجمة الشرسة على الأخوان المسلمين جاءت مع محاولة جادة من التحالف العالمي الذي ضم أخيرا روسيا و إيران للقضاء على دولة الخلافه المعلنة هذه خلال هذا العام قضاءا مبرما لقطع الطريق على كل من يفكر بالالتحاق بهذه الدولة من شباب المسلمين بما فيهم شباب الأخوان الذي بدأ يتململ .
في حين " يهيجن " البعض شعرا بقوله
" زعم التحالفُ انْ سيهزمَ داعشاً .. أبشرْ بطول سلامةٍ يا داعشُ ".
اما اخرون فيقولون انه حتى لو تم القضاء على دولة الخلافة هذه المعلنة كما زعموا سابقا انه قد تم القضاء على القاعدة فإن الشباب المسلم في كل انحاء العالم و معهم شباب الأخوان الذين هم بالملايين سيبدأون العمل بمجرد فقدان الأمل بعد ان سُدت عليهم المنافذ و أُغلقت في وجوههم الابواب و ضُيق عليهم و بطبيعة العقيدة الاسلامية سيبدأون بتشكيل تنظيمات اسلامية مسلحة جديدة و بأسماء جديدة و سيكون لها جمهور أعظم و أشرس بكثير من جنود دولة الخلافة التي نحاربها نحن اليوم جميعا .
و قد بدأت بواكير و طلائع التنظيمات المسلحة الأخوانية تظهر اليوم في سوريا و اليمن و مصر بعد ان كانت مقتصرة على حماس في فلسطين .
لا أدري لعل الله جل جلاله و تعالى في علاه
هو الذي يدفع بكل ذلك ليقضي امرا كان مفعولا إذ لا يرضي الله ان تزاحمه الاصنام على خلقه .
قال تعالى " فعقروها ..فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات