فاقد الدهشة والأسئلة المشروعة،،،؟


- يا سيدي المفتي ، ونحن في شهر الصيام ، وكي لا يُصيبنا الإثم ، فهل إن دخل في حلق الفلسطيني دماء من إصابة برصاصة ، فهل يجب عليه أن يُفطر،،،؟ وهل إن دخل حلق السوري الغبار نتيجة قصف بيته بطائرة إف 16 ، هل يُفطر،،،؟ ، وهل إن غسّلوا جراح العراقي وصبوا الماء على وجهه المحطم ودخلت قطرات ماء في فمه فهل يُفطر،،،؟ ، وإن إمتلأت ريئة اليمني وعينه بالغاز المُدمّع القاتل وهطل عليه مطر القنابل هل يُفطر،،،؟ ، إذا إبتلع البورمي لحمه خلال حرقه حيا هل يُفطر،،،؟،،،سيدي المفتي إن تطايرت الأشلاء وإنتثرت الدماء ، ولم يعد الماء موجودا ، فهل يُمكن للمسلم أن يتوضأ بدمه أم عليه أن يتيم بأشلائه،،،؟ ، يا سيدي المفتي أرجوك قل لي الحق ، إلى أين نحن ذاهبون ،،،؟

- هنا يتوقف صديقي اللدود فاقد الدهشة عند ما يجري في هذا الإقليم الشرق أوسطي عامة ، وفي العالم العربي الإسلامي المُحمّدي خاصة ، وكل ذلك يجري في هذا الزمن الدموي المُعاش ، كنتاج لحالة الهوان التي تُعانيها أمة العربويين والمُتأسلمين ، الذين لم يدركوا بعد أنهم ضحايا لسذاجتهم وغبائهم ، وذلك حين يصدّقون أن الدول الكبرى يُمكن أن تكون أيٍ منهم حليفا صادقا لهم ، وهذا ينطبق على جميع هذد الدول بدأً بأمريكا ، مرورا بروسيا وكل دول أوروبا التي تخضع لليهودية العالمية،،،!!!

- ولأن العرب أمة لا تقرأ ، وإن قرأت لا تفهم ، وإن فهمت لا تفعل،،،كما قال وزير دفاع اليهود موشي دايان،،،وكما أن العرب لا يبالون بغير شيئ غير الأنا المتضخمة والعنترية الكاذبة،،،وهنا لاحظوا ما قالته رئيسة وزراء اليهود جولدامئير يوم تم حرق المسجد الأقصى المبارك،،،عام 1969 ، قالت العجوز الشمطاء لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا من كل صوب ، لكني حين طلع الصباح ولم يحدث شيئا ، أدركت أن بإستطاعتنا فعل ما نشاء في هذه الأمة النائمة . .

- يقول فاقد الدهشة لهذا الأسباب المقيته ، التي طالما كشفت وما تزال تكشف عورات معظم حُكام الدول العربوية والإسلاموية ، بات علينا أن نكررقصة الديك الفلسطيني مرة أخرى وربما مرات ، حيث لعل أن تستيقظ الضمائر المحنطة ، وتفيق من الغيبوبة،،،!!!
- قبل بضعة أشهر مضت أعلن اليهود صراحة وبدون مواربة ، وبعنوان عريض "،،،إسرائيل تقول : نحن صنعنا داعش"، ونحن الأقدر على تخليص العالم منها ، وبجرة قلم يمكنا صرفها ، وهو ما يعني أن داعش لدى اليهود بمثابة عامل التنظيفات،،،!!! ، وأنا الفقير إلى الله لست مستغربا هذا الخبر وأكثر أنني أثني على ما ورد في التقرير ، الذي نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية ، وتضمن حوارات مطولة كشفت عن أن إسرائيل هي من جندت ونشرت كل هذا الارهاب الداعشي في المنطقة العربية والعالم ، وهي الاقدر على تخليص المنطقة ايضا منه بقرار صرفه ، لكنها لن تفعل ذلك والسر معروف وهو لأن داعش وارهابها هي طفل يهود المدلل ، كما أنها "داعش" هي يدها الطولى في المنطقة ، هذه المنطقة بعروبيتها وإسلاميتها التي باتت تترنح ويطالها الإرهاب من كل حدب وصوب ، قد أضحت تحت رحمة اليهود الذين لا يُشق لهن غبار ، في سعيهم المحموم لتدمير الحضارة العربية الإسلامية عامة وبيت المقدس خاصة ، والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك على الأخص ، الذي يتعرض يوميا للتدنيس ببساطير القطعان اليهودية ، وبدون أن تهتز قصبات الغالبية من الحكام العربوييين والمتأسلمين،،،يا والليه،،،!!!

- من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلام ، ولهذا علينا أن نعيد على مسامع حكام هذه الأمة قصة الديك الفلسطيني ، فلعل يستيقظ الضمير ونتعظ .

- لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر فالجوع أبو الكُفّار،،،مولاي أنا في صف الجوع الكافر ما دام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار،،،!!!

- قتلتنا الردة قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده هل عرب أنتم؟؟ والله أنا في شك من بغداد إلي جُدة!!!

-حقا أننا نعيش في زمن الردة ، وكل منا منقسم على ذاته ، نتخبط في ليلٍ بهيم ، نبحث عن كرامة مهدورة ، عن عيش كريم وعن العدالة المفقودة بشمعة ديوجين،،،!!!

- لكن ثلة الساجدين من ثقل الأوزار هُم الحُكم ، النفوذ ، الثراء ، النفاق والسُرّاق ، وهُم سِرُّ خذلان هذه الأمة العربية الإسلامية التي أضاعت فلسطين . فلسطين التي إن لم تعد لأمجادها بقدسها ، مقدساتها المسيحية والإسلامية والعربية ، مشفوعة بعودة الديك الذي كان بداية التفريط وعنوان الضياع ، وإن لم يتم هذا فلن تقوم لهذه الأمة قائمة ، لا في جنيف ولا في فينا ولاحتى في مالطا أو الجحيم،،،!!!

صديقي اللدود فاقد الدهشة ، يعتكف في الصومعة ويأبى الخروج ، وذلك على إيقاع ما تُعانيه فلسطين الأرض ، الشعب ، القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية بصورة عامة ، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من الموت والتشريد بصورة خاصة ، ويزداد غضب اللدود وهو يرى هذا الشعب العظيم ، الذي يخوض هذه الهبة المباركة والتي تتحول تدريجيا لإنتفاضة عارمة ، ستكون نتائجها الحرية ، الديموقراطية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، عاصمتها القدس الشرقية وعلى كامل التراب الوطني الفلسطيني ، كما كان عشية الرابع من حزيران 1967 .

- حين يكون فاقد الدهشة بهكذا مزاج ، يصعب التعامل معه . ولكن خشية أن يُصاب بالإحباط ، تجرأت واقتحمت خلوته وإذ بدموعه دما ، يُعاقب نفسه ، يُضرب عن الطعام والشراب ، يهذي ، يبرطم ويردد الديك ، الديك ، الديك،،،!!!.

- ما هي قصة الديك،،،؟

بعد جهد جهيد والإستعانة بالأعرج ، الحشري وقادة فيلق فاقدي الدهشة ، تمكّنا من إطلاق لسان اللدود بعد حفلة إسترضاء ، ومن ثم غلاية قهوة، شاي وسجائر، ليُعلن اللدود أن الديك الذي يتقمصه ويقض مضاجعه هو الحقيقة ، التي ضاعت بسببها فلسطين . فلسطين التي ولا شك أن تلامذة الروضة يدركون ، أن بدونها حُرّة عربية إسلامية ، سنستمر كأمة عربية إسلامية نتساقط كما نَفَل التين ، نتخبط كما المجانين ، وهذه قصة فلسطين يختزلها الديك ، وإليك الحكاية يا أبا العُرّيف...!

- يُحكى أن شيخا حكيما ، ميسورا ، يمتلك الثروة بمفهومها التقليدي القديم ، الأرض ، الزرع ، الأنعام ، الدواجن والوجاهة ، يعيش مع زوجته الطيبة وأبنائه الثلاثة عيشا رضيا ، هادئا وهانئا ، وقد إعتادت الأسرة أن تلتئم على مائدة العشاء كل ليلة ، حين كانت وجبة العشاء ، هي الوجبة الرئيسية .

- ذات مساء وقد أعدت سيدة المنزل مائدة الطعام ، ومن ثم ذهبت لإغلاق قِن الدجاج ، فلم تجد الديك ، بحثت عنه في الأرجاء ولم تعثر عليه ، وحين عادت إلى تجمّع الأسرة مُتأخرة مكسوفة الوجه ، سألها زوجها عن ما بها ، فأخبرته أن الديك قد ضاع.
- نهض الشيخ تاركا الطعام ونهض أبناؤه ، حين قال لهم إبحثوا عن الديك،،،!!!
- لم يرق موقف الأب للأبناء ، الذين خرجوا وبدلا من أن يبحثوا عن الديك ، أمضوا الوقت في السهر والسمر مع أقرانهم في القرية ، وحين عادوا الى المنزل ، قالوا أنهم لم يجدوا الديك...!!!
- بعد بضعة أيام ، تكرر الموقف حين أعلنت ربة البيت عن فقدان الكبش ، فتوقف الشيخ عن تناول الطعام ، وقال لأبنائه إبحثوا عن الديك...!!!
- خرج الأبناء الجهلة وهم يظنون أن أباهم بدأ يعاني من الخَرَف ، لكونه طلب البحث عن الديك ، فيما المفقود "كما يرون" هو الكبش ، وبدلا من التفكُُّر ، التأمُّل والبحث عن كيفية ضياع الديك والكبش ،ذهب العناترة إلى السهر واللهو مع رفاق السوء ، وعادوا بلا ديك وبدون كبش.

- وهكذا كان الحال يوم ضاع الحصان ، وطلب الأب الحصيف البحث عن الديك ، وكما هو الحال غرق الأولاد في الجهل ، الجهالة واللامبالاة ، وعاد الأوغاد بخفي حُنين ، وهو الأمر الذي سبب المرض للشيخ ، الذي بدأت صحته تَضعُف وتتدهور يوما بعد يوم ، وكانت المصيبة يوم أعلنت ربة المنزل عن فقدان الجمل ، الذي دفع الشيخ الحكيم المريض أن يُكابر على نفسه ، وبصوت ضعيف متحشرج طلب من أبنائه البحث عن الديك،،،!!! ، لكن هيهات وقد توالت الدشارة واللامبالاة ، من قبل الأبناء "الهمل" الذين أهملوا ضيعة والدهم التي أوصلتهم إلى أن يركعوا تحت أقدام الطُغاة ، من الدواعش والأسديين وهم يكابدون الذل والهوان والموت ، وكل ذلك لأنهم لم يستوعبوا درس الديك ، من والدهم الذي مات كمدا ولحقته زوجته ، فتبددت ثروتهم وتفرقوا في أصقاع الأرض مهاجرين ومُهجرين،،،!!!

- إن من سرق الديك هو الذي سرق بقية الثروة ، وكل ذلك بسبب الإهمال ، اللامبالاة والتهاون ، فمن يهُن يسهل الهوان عليه ، وما لجرح بميت إيلام .

- عزيزي الفلسطيني ، الأردني ، العربي والمسلم،،،؟

- هكذا تبددت الأمة العربية الإسلامية ، حين تهاونت لحظة ضاعت أول بُقعة من أرض فلسطين ، وحين سمح الفلسطينيون ، العرب والمسلمون ببناء أول مستوطنة يهودية في فلسطين ، فأرض تلك المستوطنة هي الديك ، وعلى ذلك فإن لم نسترجع كفلسطينيين ، أردنيين وكأمة عربية إسلامية، أول بقعة أرض فلسطينية أقام عليها اليهود مُستعمرة ، فلن تقوم لنا قائمة وسيستمر الديك يوقظنا بصياحه وهو يذرف الدمع دما مع كل فجر،،،!!!
- ملاحظة على هامش هذه الحكاية،،،؟

- أُذكِّر إن نفعت الذكرى ، أن من أهم عوامل ضياع فلسطين ، هو الهوان وتهاون أمة العرب والمسلمين ، يوم تجاهلوا قيمة ومقام فلسطين كأقدم وأطهر بقعة على الأرض ، وأن قدسها بوابة السماء ، وتناسوا المسجد الأقصى المبارك وأنه أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ولم يأبهوا لقبة الصخرة المُشرفة ، التي هي صخرة معراج محمد صل الله عليه وسلم إلى السماء ، ليحتشد الأنبياء ، الرسل والملائكة ويؤدون الصلاة خلفه . أضاع العرب والمسلمون فلسطين ، يوم إستبدلوا مُسماها "قضية فلسطين" ومسخوها ، لحظة أطلقوا عليها ""القضية الفلسطينية"" وكأن المعني بها هو الشعب الفلسطيني فحسب ، وهو ما يعني أيضا أنها لم تعُد قضية أمة عربية ، مسيحية وإسلامية .
- إن لم تعُد قضية فلسطين لعروبتها وإسلاميتها ، بكل ما تعني هذه العودة ماديا ومعنويا ، تشمل الأرض ، الشعب ، القدس والمقدسات ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، فإن لعنة الديك ستبقى تلاحقنا ، ما لم يعُد العرب والمسلمون إلى رشدهم ، وأن تعود فلسطين وقدسها ومقدساتها ، عنوان عزتهم فعلا وليس قولا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات