عين على عجلون


كل من يزور عجلون يؤكد بأنها من اجمل المدن على مستوى الشرق الاوسط، هذه المحافظة الخضراء بطبيعتها الساحرة الخلابة، وبصفحات المجد والتاريخ والحضارة، فهي صورة للتنوع في مكونات الحياة الجميلة, فمن جمال جبالها، إلى روعة وديانها التي تنساب فيها المياه العذبة والعيون الجارية، الى مناخها المعتدل صيفاً البارد شتاءً والذي عادةً تتساقط فيه الثلوج فتتشكل لوحه تمتزج فيها ألوان الطبيعة الخضراء مع الزائر الأبيض، عجلون جمالا عشقته العيون ونطقته الألسن والشفاه.

تقع محافظة عجلون في شمال غرب العاصمة الأردنية عمان على بعد 75 كلم، ويزيد عدد سكان المحافظة عن مائة ألف نسمة، وفيها أكثر من 27 قرية وبلدة. ويتألف سكان عجلون من عدد من العشائر والعائلات المرموقة، ومن أكثرها عدداً وحضوراً عشائر المومني –الذين ينحدرون من آل البيت- والزغول والفريحات والقضاة والصمادية والربضي. وتعتبر مدينة عجلون مركز المحافظة، وجاءت تسمية عجلون من لفظ سامي آرامي قديم نسبة إلى أحد ملوك مؤاب واسمه عجلون عاش قبل الميلاد. وتعتبر عجلون المصيف الأول في الأردن وما يجذب الناس اليها الغابات الحرجية وينابيع المياه والبساتين المثمرة والهواء النقي، ومن اهم مواقع الاصطياف الجميلة: محمية عجلون، غابات اشتفينا، عين القنطرة، شلالات ازقيق (حلاوه)، وادي عرجان، وادي الريان، شلالات راجب وأماكن كثيره يصعب حصرها. بالإضافة للعديد من الأماكن الدينية أهمها: مسجد عجلون الكبير (الذي يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر ميلادي)، مقام سيدة الجبل (عنجره)، مار الياس (مسقط رأس النبي الياس عليه السلام وهو موقع يحج إليه المسيحيون كل عام)، وفي راجب تم اكتشاف كنائس بيزنطيه تعود للقرن السادس الميلادي تزين أرضيتها الفسيفساء وكتابه الإهداء باللغة السريانيه.

قديماً أدرك القائد صلاح الدين الأيوبي المكانة المميزة لعجلون فأمر أحد قادته عز الدين أسامه ببناء قلعة عظيمة على قمة جبل عوف في عام 1884م وترتفع هذه القلعة 1000 م عن سطح البحر والتي تسمى الآن بقلعة عجلون. تشرف قلعة عجلون على المعابر الرئيسة مثل وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان ويعتبر موقعها استراتيجيا لأنها تسيطر على طرق المواصلات بين سوريا وجنوب الأردن وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبين واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون، وتدعم القلعة أربعة أبراج مربعه فتحت في جدرانها نوافذ صغيرة ضيقه لرمي السهام، وتطل القلعة على غور الأردن من بحيرة طبرية حتى البحر الميت، ويستطيع السائح من على أبراجها مشاهدة القدس وجبل الشيخ في لبنان بواسطة المنظار.

بالرغم مما تتميز به عجلون من سحر الطبيعة، ومع انها أقدم بلديات الأردن إلا ان كل من يزور عجلون يصاب بصدمة من الحال التي عليها المحافظة.. والواقع الذي يعيشه ويعاني منه أهلها.. فهي تفتقر لوجود المشاريع الكبرى فيها بسبب تهميش الحكومات المتعاقبة للمحافظة. وافتقار المحافظة للبنية التحتية والتسهيلات والحوافز لجذب رؤوس الأموال المحلية والعالمية. وبالتالي تجد أكثر أبناء عجلون يعملون خارج عجلون لعدم توفر فرص العمل في عجلون!

ولكي نعطي عجلون حقها على الحكومة ان تقوم بعدة اجراءات من أهمها: تحويل عجلون الى منطقة سياحية زراعية خاصة بقانون خاص –على غرار امانة عمان ومنطقة العقبة الخاصة- لجلب الاستثمارات الضخمة المحلية والعالمية في مجالي السياحة والزراعة، وانتخاب مجلس من ابناء عجلون لإدارة منطقة عجلون السياحية الزراعية يعمل هذا المجلس على ايجاد البنية التحتية المناسبة للاستثمار بالسياحة والزراعة من تعبيد وتوسيع وتخطيط شوارع.. وعمل جزر وسطية وارصفة.. وبناء الجسور والانفاق.. وتحسين مداخل المدينة.. وانارة شوارعها واحيائها ومحمياتها.. ووضع الاشارات الارشادية.. والاهتمام بنظافة احيائها واحراجها.. وعمل شبكة للمجاري تخدم كل مناطق المحافظة. وكذلك على المجلس ان يعمل على معالجة مشكلة انقطاع المياه المستمر عن مدنها وقراها.

كذلك على المجلس الاهتمام بالثروة الحرجية وحل مشكلة قطع الاشجار بتوفير الحل البديل لسكانها في الشتاء كونها الاكثر برودة كدعم المحروقات في المحافظة مثلا. وعلى المجلس الاهتمام بالمزارع والزراعة كون ارض عجلون تتمتع بأرض خصبة ويزرع فيها الانواع العديدة من الاشجار والمحاصيل. وعلى هذا المجلس توفير البيئة المناسبة لبناء الجامعات الحكومية والخاصة في المحافظة مع التركيز على تخصصات السياحة والزراعة واللغات وغيرها من التخصصات التي تخدم عجلون السياحية الزراعية. وكذلك على المجلس إعادة تأهيل الينابيع والشلالات لتصبح اماكن يقصدها سياح عجلون. وعلى المجلس ايلاء اهتمام اكبر بالمواقع الدينية المختلفة لتدعيم السياحة الدينية في المحافظة.

وعلى المجلس العمل على تخصيص مساحة لإنشاء مدينة ترفيهية عالمية. وكذلك على مجلس عجلون السياحي الزراعي العمل على انشاء تلفريك يربط بين جبالها وبين جبالها وجبال تل الرمان لما لهذا المشروع من اهمية في تنشيط السياحة في المحافظة والمملكة. وكذلك على المجلس الترويج للمحافظة اعلاميا -الكترونيا وورقيا- كواجهة سياحية اولى في الاردن داخل الاردن وخارجها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية بهذا الموضوع. ويجب على المجلس ان لا يغفل بناء المستشفيات والمراكز الطبية التي تفتقر لها المحافظة. جميع هذه المشاريع ستحل بشكل كبير مشكلتي الفقر والبطالة في عجلون وفي الوطن ككل.

عجلون منطقة جميلة تستحق منا جميعاً الاهتمام والعمل على النهوض بها واعطائها حقها من الاهتمام لتصبح مقصداً سياحياً عالمياً ولتكون رافداً لخزينة الدولة.



تعليقات القراء

محمد المومني
مقالة رائعه وهيثم المومني شخصية معروفة ورائعه أيضا ..... الله يسلم قلمك
12-06-2016 08:16 PM
مهند القضاة
مقال رائع يصف حال عجلون وتطلعات ابنائها
12-06-2016 09:52 PM
المهندس نايف عطالله المومني
مقال جميل ووافي يسرد احتياجات المحافظه ويضع الحلول لها حياك وعافاك أخ هيثم المومني
13-06-2016 01:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات