الفجر .. وشهداء خَمّس


حالي كحال باقي الأردنيين أمضيت ليلة امس وحتى مطلع الفجر أُرسل التهاني للأهل والأصدقاء بحلول شهر رمضان المبارك.

لم يدر في خلدي انني سأصحو لأترحم على شباب بعمر الورد قضوا أثر جريمة خسيسة وقذرة على يد خسيس وقذر.
ما الذي فكر فيه المجرم أول أيام الشهر الفضيل؟! ' قتل كيف فكر'، ما الحالة التي انتابته؟
كيف احتسى من حثالة القيم وانطلق باحثا عن أفئدة ليوجعها؟

كيف حمل سلاح الغدر وصوبه على شباب خمسة؟ وكيف سار على درب الخونة الدَّنِس وتتبع خطاهم الملوثة؟!.

تجيش النفس من فزعٍ وهي تتلقف خبر الحزن والالم وتفيض الاعين من الدمع وهي ترى ما يسُوؤهَا، بل تسترسل الروح في هذيانها تبحث عن أجوبة لأعمال مبهمة وأحداث مؤلمة وجريمة تدلهم خطوبنا فنتوه في خضم أنفسنا المعتلة نبحث عن أجوبة أو تفسيراً لمصابنا الجلل. نبحث في ضمائرنا عن ضمائرنا وننقب عن سر الخلل.

.شباب خَمّسة. غيبتهم يد الغدر بصورة نهائية، يد آثمة ملعونة، احتمت بشهر رحمة وأمان وقاتل أرعن متجرد من إنسانيته متواطئ على آدميته رهن نفسه للشيطان وباع ضميره في سوق النخاسة بثمن بخس، حقير في طبيعته، وضيع في كينونته وكريه في صيرورته، توارى عن انظار البشر بيد انه لم يتوارى عن رب البشر.

هل علمت أيها الوضيع أي لوعة لدى الأهل تركت وأية حسرة لدى الأم الرؤوم أودعت؟ وهل علمت أيها الظالم أي جرم اقترفت يداك وأي جرح في الافئدة أحدثت رصاصاتك الغادرة الحاقدة؟!.

يا ابن العلقمي: إن الخيانة أمر مذموم في شريعة الله، تنكرها الفطرة، وتمجُّها الطبيعة السوية، ولا تقبلها حتى الحيوانات العجماوات.

يا ابن العلقمي: الخيانة كلمة تجمع كل معاني السوء الممكن أن تلحق بإنسان، فهي نقض لكل ميثاق أو عقد بين إنسان وخالقه أو إنسان وإنسان أو بين الفرد والجماعة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} [الأنفال من الآية:58]

نعم..رحل شبابنا الخمسة عن عالمنا بفعل جريمتك النكراء إلى هناك حيث العلياء إلى الله أرحم الراحمين. فقد قتلوا مظلومين والله حسبهم.

اما انت يا ابن العلقمي يا من سفكت الدم المحرم في الشهر المحرم ستحاسب وستنال نصيبك على ما اقترفت يداك وفؤادك الأسود.

واعلم إن كنت لا تعلم، نك ستذوق من كأس الحنظل والعذاب أضعاف ما اذقته للناس وبأن جزاءك قريب أيها الهالك.
واعلم إن كنت لا تعلم أنك ستبوء بالخسران وبلعنة الورى وآخرة مطافك نار تتلظى لا يصلاها الا أشقى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات