خمسة شهداء والفزعة الإعلامية .. لا تكفي يا دولة الرئيس


قدر هذا الوطن يا دولة الرئيس أن كل فرد فيه وخصوصا أبناء قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة هو شهيد أو مشروع شهادة ، ولذلك فقد كان من الأجدر باعلامنا الرسمي (اذاعة وتلفزيونا) أن يستيقظ من غفوته التي دامت عشرين عاما متواصلة .

وان يفيق من سباته بسبب ادارت التخدير ومجالس ادارة التنظير ، لأن التركيز الآن على رفع الحس الأمني للمواطن وزيادة أوكسير المواطنة اليقظة وزيادة المناعة الوطنية للوطن والمواطنين أولى واهم من رفع مهارات نسائنا من خلال شاشة التلفزيون الأردني في تعلم فنون المطبخ الصباحي ، واكثر اهمية من انتاج برنامج رمضان معنا احلى وبرامج المسابقات المفبركة ، لأن المتابع لشاشة تلفزيوننا (المهجورة من قبل الجمهور الأردني) يلاحظ أن المادة الإعلامية المؤرشفة القديمة التي تم بثهاخلال الأسبوع الذي استشهد فيه الشهيد معاذ الكساسبة وبعده الشهيد راشد الزيود رحمهما الله ، هي نفسها المادة الإعلامية الوثائقية القديمة التي يتم بثها اليوم عقب استشهاد شهداء الواجب الخمسة الذين ارتحلوا الى جوار ربهم صباح اليوم الأثنين .

وهذا لا يعني أنها مسؤولية الزميل المدير العام الحالي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون ، بل هي مسؤولية تضامنية مشتركة تشمل كافة المدراء العامين الذين تناوبوا على ادارة هذه المؤسسة العريقة ، حيث كان من المفروض يا دولة الرئيس أن تكون هناك رسالة اعلامية يومية ( موجهة ) للمواطنين تتم صياغتها بطريقة (إعلامية سياسية أمنية) من قبل طاقم متعدد الأراء ويتم بثها بآلية لغوية صحيحة من حيث الأداء والصوت والعاطفة الوطنية الصادقة ، وليس على طريقة اقرأ واستمتع .

الأداء الإعلامي الناضج أمنيا وسياسيا بهكذا ظروف أمنية يا دولة الرئيس مطلوب وقبل الخبز احيانا ، لا بل مهم واهم من حاجتنا للماء والغذاء والدواء ... ولهذا فإن الفزعة الإعلامية على طريقة الحصادين عند نهاية الموسم لم ولن تجدي نفعا ، ولكي نحمي جسد هذا الوطن المقدس من ضربات موجعة قادمة لا سمح الله كتلك التي كانت ، فهناك شيء اسمه (الطب الوقائي) للحيلولة دون تعرض الجسم لنقص في المناعة الوطنية ... والإعلام الرسمي بكل ما يملك من قدرات ومهارات (إذا أُحسنت إدارته) هو بمثابة الإعلام الوقائي المطلوب فورا في هذه الظروف الإستثنائية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات