تشظي الحركه الأسلاميه


نعم لا نستطيع أن نقفز فوق مرحلة الأخوان المسلمين وهم الحزب الأكثر تنظيماً في الأردن, فقد كان الذراع الأقوى الداعم للنظام في خمسينيات القرن المنصرم عندما حاول اليسار وبدعم الأنظمه العربيه اسقاط النظام في الاردن, من هنا لم يصل الخلاف مع الأخوان ذات يوم للمواجهه بل كان يتم حلّه بلقاء مع رأس الدوله وبقوا كذلك حتى بداية ما اسموه بالربيع العربي حيث انقلبت الأنظمه العربيه على الأخوان بعد اسقاط نظام مرسي في مصر لا ذلك فحسب بل هناك من حاول اعتبارهم منظمات ارهابيه,, لكن في الدوله الاردنيه حافظ النظام على شعرة معاويه ولكن تم تفكيك النظام بالتدريج حتى ها نحن نراهم عدة أحزاب وخصوصاً بعد انفلات حبات السبحه بدءاً بزمزم والاخوان الجدد واليوم حكماء الأخوان من اصول اردنيه..

كلنا نعرف ان الاخوان كانوا يراوحوا ما بين التشدد بزعامة الصقور والاعتدال برعاية الحمائم ولكن مشروع الأخوان برغم عمره الزمني الطويل بقي قاصراً على التعاطي مع ما يستجد ,كما انه لم يقدم حلولاً ذات قيمه لمشكلات الوطن لا بل بقي يراوح في مكان التشخيص للامراض المجتمعيه , من هنا ابتعد الشباب الاردني المتعلم عن حزب الاخوان الا من لم يجد غيرهم..من هنا تقوقع الاخوان اضافة الى امتدادهم خارج الوطن تنظيمياً اضعف فيهم حلقة الانتماء للوطن الذي احتضنهم ومن هنا بدأ الشرخ في التنظيم والذي استخدمه اليسار الاردني جيداً حتى بات اليسار مكون من مكونات الدوله العصريه برغم قلتهم وضعف تأثيرهم مجتمعياً.

كلنا مسلمون ونقوم بواجباتنا الدينيه بحريه وانتظام ولكن في اعتدال بعيداً عن التطرف او نبذ الفكر الآخر, ونحترم كل مكونات الدوله الاردنيه برغم تحفظنا على اداء البعض او النكوص في تطوير الدوله ومحاربتها للآفه الاساس وهي الفساد ولا نختلف عن تراجع اداء الدوله في هذا المجال وتخوفها من فتح هذا الباب الذي لربما يزعج كثيرين,, لكن نحترم بقاء الدوله على مسافه واحده ولو ظاهرياً مع كل الاحزاب العقائديه للحفاظ على أمن الوطن وأماننا..

ادوات الدوله تحتاج الى تحديث كما ان قصور الاحزاب الاردنيه في تعاطيها مع الهم الوطني ومشكلات الوطن وعلى رأسها مشكلتي الفقر والبطاله جعل هناك نفور لدى المواطن من الانضمام اليها , كما ان وجود رموز للفساد على رأس تلك الاحزاب فاقم من ضعفها والنفور منها, من هنا نحتاج الى قامات وطنيه يشهد لها بنظافة اليد وبيضاء السريره لتأسيس احزاب اردنيه تولد من رحم معاناة الناس وتأخذ على عاتقها ولوج الابواب الموصده والخطره لوضع النقاط على الحروف والبدء بالاصلاح الحقيقي القائم على ان الوطن الاردني مستهدف ويجب الدفاع عن حياضه بالانتماء لترابه والدفاع عنه..

اعود للحركه الاسلاميه والتي لم تكن يوماً اردنية الهوا والانتماء وها هي قد تشظت ولو كان بفعل فاعل فهي تحتاج الى مصارحه للنفس وللشارع الذي احتواها لربما لاكثر من ثلثي قرن,, ولا اقول للملمة جراحاتها ولكن للانفتاح على المكون الاردني بكل اطيافه والبناء على بعض الايجابيات وتعظيمها والمشاركه في الحياة السياسيه بفكر منفتح وتغليب الهم الوطني على هموم الأمه ومحيطنا العربي يعيش الانقسام والتفتت,, نحن اليوم احوج لكل منتمي لتراب الوطن لاعلاء سوره والدفاع عن حياضه..دام الوطن حراً ابياً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات