زيادة رواتب الوزراء !


خاص - كتب ادهم غرايبة  - ثمة نقاش عام – لا يتسم باي حد من المصداقية , و هو جزء من الهوج العام – يُحمَل جزء كبيرا من الاوضاع الاقتصادية المتردية, و تراجع الخدمات العامة بسبب رواتب الوزراء و مخصصاتهم .

لم استطع في اطار الإعداد لكتابة هذا المقال الحصول على معلومات دقيقة بهذا الخصوص , لكن المؤكد ان رواتب الوزراء ليست متساوية , البعض منهم يزداد راتبه تبعا للمناصب الاخرى التي يشغلها بحكم منصبه كوزير , كأن يكون عضوا او مديرا في مؤسسة الضمان الاجتماعي , او الملكية الاردنية , او بعض شركات التعدين التي ما زال للحكومة حصة فيها . المؤكد أيضا أن قطاعا واسعا من العاملين في مراكز قيادية في القطاع الخاص – كالبنوك و الاتصالات و القطاع الطبي الخاص – يحققون دخلا يزيد باضعاف عن دخول الوزراء . أي طبيب معروف في شارع الخالدي يحقق دخلا يوميا اكثر من راتب وزير الصحة حتما !

رواتب الوزراء في الاردن ليست عالية كما يحلو للبعض تخيلها , و تركيز الحديث عن مداخيلهم دون الحديث عن الاهمية السياسة للموقع ينم عن عقلية نفعية باتت تتحكم بنا و تفرغ العمل السياسي من محتواه الاخلاقي . بشكل عام فإن رواتب الوزراء ليست هي المرتفعة , بل رواتب عامة الناس و مداخيلهم هي المتواضعة و متآكلة !, الأولى من الثرثرة حول الموضوع اياه هو ان تنخرط النقابات العامة والاحزاب و معهم كتلة ضخمة من المتأذين من سياسات الخصخصة للإحتجاج على الوضع المعيشي المتدهور , لا دحض الوزراء بالحسد ! . يمكن القبول بالمستوى العام لرواتب عامة الناس في بلدنا لو تحسن قطاع المواصلات , و تحسن اداء القطاع الصحي الحكومي , و البلدي و التعليم العام , مع توفير سلع اساسية مدعومة بشكل ملحوظ .

راتب المعلم الاماراتي في ابو ظبي – مثلا – يزيد عن راتب رئيس الوزراء في الاردن , القول ان الامارات بلد نفطي ثري و لا تجوز مقارنته بنا غير صحيح تماما , المسألة الاساس تكمن في حرص الدولة على اشراك مواطنيها بمنافع التنمية و ارتدادها مباشرة على حياتهم لتعميق انتمائهم لوطنهم .

نحن بلدي ثري ايضا , تشير لذلك دراسات مؤكدة حول ثروتنا من النفط الصخري , طبعا هذا فضلا عن ثروات اخرى معروفة من الفوسفات و البوتاس و النحاس و اليورانيوم , دعك من مقدرات سياحية لم تستغل جيدا و من موقع حساس من المكن استغلاله في موضوع المواصلات بين قارات العالم , و دعك من قطاع زراعي يمكن انقاذه لو كان لدينا ارادة وطنية .

دعك من كل ذلك , لنتحدث عن مردود الضرائب و عن تهرب جهات محددة تعرفها الحكومة و تتغاطى عنها و لنتحدث عن مردود عشرات المليارات من الديون التي لا نشعر اننا استفدنا منها شيئا ايجابيا , و لنتحدث عن مساعدات لا يدقق مساراتها احد .

الغريب حقا ان الحرص الذي نبديه بخصوص ضبط النفقات العامة و اتهام الوزراء بأنهم يستنفذون الموازنة العامة بسبب رواتبهم لا يشمل جهات اخرى لا يضبط مصاريفها الباهظة جدا اي قانون , و لا اي ضمير , و مصاريفها بمئات الملايين !

رواتب الوزراء في الاردن و مصروفات مكاتبهم مقدور عليها فعليا , و هي ليست خيالية كما يتوقع اغلب الناس , منصب الوزير في بلدنا يحتم عليه مسؤوليات اجتماعية لها تبعات مادية , و هذا جزء من ثقافة المجتمع ذاته ,لا سلوك الوزير فحسب .

ما يستحق الاشارة اليه هو كثرة تغير الحكومات و الوزراء بدون انجاز حقيقي . شخصيا لا امانع ان يتضاعف رواتب وزراء الطاقة و السياحة و الصناعة و التجارة و المياه و الزراعة بشرط ان يحققوا انجازات تنعكس ايجابا على حياة الناس .

الغاية من ارتفاع رواتب المسؤولين في كل العالم هو توفير حد مقبول من الرفاه, يردعهم عن قبول رشاوي, و هذا يحتاج لرقابة ذاتية و اخرى امنية هي من واجبات الجهات الحكومية التي لم تقدم الى الان نوذجا يطمئن الناس .

مع ذلك كله فإن نظام رواتب الوزراء يحتاج لمراجعة حتما , فليس من المنصف ان يتقضى وزيرا راتبا تقاعديا عاليا و هو لم يخدم سوى بضع اسابيع فقط , مع انه بالأساس لم يكن مؤهلا للوقوف حارسا على باب الوزارة !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات