رغم الإثارة التي صاحبت إقالة حكومة الدكتور عبدالله النسور ورغم إشغال الأردنيين بكشف مواجعهم ونكأ الجروح التي تسببت بها حكومة النسور المنتهية ولايتها ، فإن من يقرأ في تشكيلة وزارة الملقي يستخلص بأنه لا يوجد حكومة جديدة ، وأن أعضاء حكومة الملقي هم إما كانوا وزراء في حكومة النسور أو في الحكومتين السابقتين لها.

على الأردنيين أن لا يتباشروا كثيرا بتغيير ملموس فمهندس الاقتصاد الأردني جواد العناني نائب رئيس الوزراء /وزير الصناعة والتجارة بلغ من العمر عتيا ، وتجاوز السادسة والسبعين من العمر ، وهو يؤمن برفع الأسعار ،وخفض الدعم، ورفع الضرائب، والقرارات الصعبة قادمة لا محالة وما هي إلا أسابيع قليلة "ليشمر الملقي والعناني عن ذرعانهم" وإن غدا لناظره قريب.

أشعر بالتعاطف مع كثير من الأردنيين الذين ذهبوا بعيدا في توقعاتهم من الحكومة الجديدة ليتفاجئوا بأن لديهم نفس الماركة المسجلة ولكن بغلاف جديد .نعم هي حكومة عبدالله النسور ولكن بطربوش هاني الملقي الذي سارع بزيارة قبر والده في اربد على غرار ما فعل سلفه عبدالله النسور عندما تسلم مهامه.

لا يوجد حكومات حقيقية في الأردن ولا يوجد تشكيل جديد للوزارات وإنما يوجد حكومات بذات الشخوص من الموظفين البيروقراطيين الذين يأتون بقرارات أو موافقات أو ترشيحات دائرة المخابرات العامة، وأكاد أجزم بأن الملقي لم يكن له دور في اختيار أكثر من وزيرين في هذه الحكومة في الحد الأعلى. وزرائنا لا يتجاوزون أن يكونوا موظفين يتلقون الأوامر والتوجيهات وينفذون ما يطلب منهم بما فيهم رئيس الحكومة وهو كبيرهم الذي وقع عليه اختيار الدوائر الأمنية.

نعم أشفق على وضع الوطن الأردني المأزوم اقتصاديا ،والمعزول جغرافيا، والمنهوب ماليا والمخترق تشريعيا، والمتراجع تعليميا وعلى الأردنيين أن يهيأو أنفسهم للقادم من المشقة وتآكل المداخيل ورفع أسعار الكهرباء والماء والخبز وزيادة الضرائب وعليهم أن "يتبغددوا" بالأمن والأمان حتى وإن تسولوا وشحدوا الملح من الجيران.