في الحياة العامة يتفوق تأثير الانطباع على تأثير الحقائق لذلك فان الحقيقة ان لم تجد قدمين تحملانها فانها تبقى حبيسة الصناديق المقفلة ، هذه بديهية لا ينبغي تجاوزها في سياق اتخاذ القرارات، ولان الاتجاه الحكومي السائد الان يتصل بالعمل الحثيث باتجاه مكافحة الفساد بوصفه - كما قال الرئيس سمير الرفاعي العدو الاول للدولة - فان الرأي العام سيسعد بسماع اخبار من في هذا الصدد ومن شأن تلك الاخبار ان تعزز ثقة الرأي العام بالادارة العامة.

الاجراءات الحكومية تتخذ شكلا عقلانيا اذ لا تجييش ولا استعجال للشعبية ولا تخوض معركتها على صفحات وشاشات الاعلام المنتوعة بل في امكنة تتسم المهنية والدقة والرصانة لذلك فان المتابع الحصيف لا يجد غضاضة في تقديم الدعم المعنوي لجهود الادارة شرط ان لا نصل الى طريق مسدود لان انطباع الرأي العام الأردني في موضوع الفساد واضح وهو اننا نعاني من حالة استشرت فيها هذه الآفة حتى أضحت بالفعل عدو الدولة رقم واحد.

اختيار الاشخاص للوظائف العامة هي الاخرى اما ان تعزز الانطباع السائد بمكافحة الفساد او ترسل اشارة تثبيط لهذا التوجه وبالتالي فان اختيار الاشخاص لشغر المواقع المتقدمة يندرج في سياق قدرة الحكومة على خلق وتعزيز الانطباع الايجابي المستند الى الشفافية.

ولذلك فنحن أحوج ما نكون الى تكريس الانطباع باننا جادون في هذه المعركة ولا نقبل ، كمواطنين وكحكومة، باقل من النجاح الكامل بها، خصوصا وان جلالة الملك قدم للحكومة دعما غير مسبوق في هذا الصدد .

هناك لحنة لانتقاء كبارالموظفين وهذا التقليد جرى استخدامه في حكومات سابقة لكن النتائج كانت مخيبة للامال، ولذلك فاننا لسنا مضطرين لتكرار الخطا ومن هنا فلا بد من الاتكاء تماما على اللجنة في شغر المواقع المتقدمة.

ندعم الرئيس وحكومته في معركتهم ل «تنظيف» الادارة العامة من الفساد لكننا نطالب ايضا بان تحرص الحكومة على ارسال الرسائل الايجابية في سياق معركتها العادلة ضد الفساد من خلال حسن اختيار من يتقلدون الوظائف العامة.

sami.z@alrai.com

الرأي