"نيويورك تايمز": ما تفعله إيران بالفلوجة يقلق واشنطن


جراسا -

قالت "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تشعر بالقلق من الدور الإيراني الكبير في معركة الفلوجة غربي العراق. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 مايو أن إيران حشدت أبرز مستشاريها العسكريين, وبينهم قاسم سليماني, حول الفلوجة. وتابعت " إدارة أوباما ترى أن ما تفعله إيران والميليشيات الشيعية العراقية المتهمة بالقمع الطائفي، سيفاقم غضب العراقيين السنة, ويجعلهم أكثر تعاطفا مع تنظيم الدولة".

واستطردت الصحيفة " رغم أن الولايات المتحدة تقوم بتدريب الجيش العراقي وتقدم الاستشارات له، وتنفذ غارات فعالة ضد تنظيم الدولة بالفلوجة وما حولها, إلا أن الوجود الإيراني في العراق هو الأقوى لأي قوة أجنبية في البلاد، وقد جعل الدور الأمريكي محدودا.

وكان بيان لهيئة علماء المسلمين في العراق نشرته "الجزيرة" أدان جريمة إعدام سبعة عشر مدنيا في منطقة الكرمة من قبل إحدى فصائل ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، واتهم النظام الإيراني بالإشراف على ما سماه المعارك الطائفية بالمدن العراقية.

وأضاف البيان أن الجريمة وقعت على أبرياء بزعم دعمهم للإرهاب بعد اعتقال ثلاثة وسبعين شخصا من منطقة الرشاد في الكرمة الواقعة شمال شرقي الفلوجة.

وحذر البيان من تعرض أهالي الفلوجة لجرائم وحشية, متهما النظام الإيراني وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بالإشراف على المعارك الطائفية ضد أبناء المدن العراقية.

وأكد البيان أن جريمة الكرمة تؤكد قيام وزراء ونواب، بأعمال عسكرية وجرائم قتل وتعذيب، وإشراف على تصفيات عرقية وإبادة جماعية، وهم في موقع المسئولية.

وكانت مصادر عشائرية عراقية أكدت في 29 مايو أن ميليشيات "رساليون" التابعة للحشد الشعبي أعدمت سبعة عشر من أبناء بلدة الكرمة بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة من بين العشرات الذين تم اختطافهم بعد السيطرة على المدينة.

واختطفت الميليشيات ثلاثة وسبعين رجلا من المدينة ونقلتهم إلى منطقة الرشاد شمال شرق الكرمة, وأعربت المصادر العشائرية عن قلقها من قيام المليشيات بإعدام بقية أولئك الرجال, مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة العراقية لإيقاف هذه الجرائم.

وتتبع ميليشيات "رساليون" النائب في البرلمان العراقي عدنان الشحماني المقرب من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وكانت منظمات محلية وأجنبية معنية بحقوق الإنسان قد وجهت العام الماضي لعناصر الحشد اتهامات بقتل مدنيين لدى استعادة مناطق ذات غالبية سكانية سنية في محافظتي صلاح الدين بشمال البلاد وديالى بشمال شرقها.

وقال نازحون تمكنوا من مغادرة محيط الفلوجة إنهم تعرضوا لانتهاكات "لا حصر لها" من ميليشيات الحشد الشعبي، وأضافوا أنه تعمد تعذيبهم وإهانتهم وشتمهم. ويتزايد القلق على مصير نحو خمسين ألف مدني لم يتمكنوا من مغادرة الفلوجة، ولا يبدو أنهم سيستطيعون ذلك في ظل الأوضاع الميدانية والحصار الذي تفرضه القوات العراقية والميليشيات، إضافة إلى عدم سماح تنظيم الدولة لهم بالمغادرة.

وتمكنت قلة من سكان الفلوجة من مغادرة مناطق وقرى محيطة بالمدينة، حيث روى بعضهم لـ"الجزيرة" جزءا من تفاصيل معاناتهم مع المليشيات والاستجوابات التي تعرضوا لها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات