الدراما و الفنون .. حلال في حلال


انا اشك اذن انا افكر اذن انا موجود...تُقَابِلُهَا انا مخلوق على صورة الله و مثاله اذا انا مُمَيَز اذا انا مبدع، لان الله خلق السموات و الارض بابداع كبير و اناقة مميزة جدا خلق بنا العقل المفكر...عقل ينتج قِيَمْ و نشاط ذهني غير مادي حيث يخلقان ما يسمى بالتفكير...و يقول علم النفس بأن الانسان يولد و في ذهنه جاهزية لتقبل اللغة البشرية. فالعقل في الطفل يولد مجهزا لاستقبال اللغة التي سيتلقاها من ابويه حيث يُشَبِهْ علم النفس هذه الجاهزية بألعاب الليجو (الركبات) حيث يكون العقل كالاسنان التي ستركب فوقها قِطْعَةْ اللغة البشرية.

الفكر البشري هو نشاط غير ملموس في عالم البشر ينتج عن عضو في داخلنا مُكَوًنْ من لحم و دم...معجزة غير مسبوقة تعيش معنا بكل نضوج في عالمنا البشري فمن العقل البشري الحي تنولد الافكار الغير حسية لأن منبعها من الاساس ليس الدماغ المجرد كليا...و ليس النبضات الكهربائية المجردة من العواطف و الاحاسيس التي تُشَغِلْ القلب و الدماغ في داخل الجمجة...بل الروح الربانية التي تسكن الجسد منذ ان يتكون الجنين في بطن الام الحامل. فلا حياة من دون الروح التي استندت عليها البيئة الإنسانية و الحيوانية منذ حداثتها في الكرة الأرضية...و كأن الروح كيان خلاق يحرك الجنين ليتكون و ينمو الى مرحلة يستطيع ان ينفصل عن رحم الام فيها...و إلا كيف سنفسر الموت و نُؤْمِنْ بانه ينتج حينما تنفصل الروح (النفس البشرية) عن الجسد؟ فإذا أمنا كما يقول لنا العلم بأن الموت يحصل حينما يتوقف القلب عن النبض و بعدها يموت الدماغ بعشرين دقيقة...فلما لا يعود القلب للخفقان بصورة ثابتة حينما يستخدم الطب جهاز الصعقات الكهربائية على الصدر؟

حينما يراقب العلماء مراحل تَكَوُنْ الجنين في رحم الام و منذ عملية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة عند المرأة تبدأ الحياة في داخل الرحم...فتنقسم البويضة الى نصفين حيث تحمل هذه الانصاف نفس تكوين البويضة الام الملقحة. ثم تنقسم هذه الانصاف الى انصاف مثلها ليصبح لدينا اربعة خلايا. و تبقى هذه الانقسامات دائرة في رحم الام عبر اسابيع الحمل الاولى الى الى ان يحدث امر مازال العلماء يراقبونه بتعجب كبير، فأثناء عملية الانقسامات هذه فجأة يحدث ما يسموه العلماء بالانجليزية
Cell Specialization
و هي عملية تحدث فجأة للخلايا عند هذه الانقسامات لتتنوع في طبيعتها و وظيفتها. فتتنوع هذه الخلايا مع استمرارها بالإنقسام اثناء فترات تكوين الجنين لتتوزع بحيث تبدأ بتكوين الاجزاء المختلفة لجسد الطفل (الجنين) و سبحان رب العباد، و كأن هنالك امر يصدره كيان ما اثناء هذه الانقسامات داخل رحم الام لتبدء هذه الخلايا بالتخصص في وظيفتها بصورة أوتوماتيكية، و يستمر هذا التكوين الخلاق في رحم الأم لتنتهي بالولادة حيث يغادر بها حصانة رحم الأم ليبدأ رحلته بعالم البشر المادية...و سبحان الله،
ان الموهبة هي نشاط و قدرة كامنة ذهنية يتميز بها إنسان عن دون سائر البشر، و منبعها الفكر الإنساني بصورة مطلقة بالدرجة الاولى، فبالرغم من أن هنالك مواهب تحتاج الى لياقة جسدية مُعَيًنَة إلًا أن نقطة بدايتها هي العقل الذي يشعر بوجودها و يفهمها بالدرجة الاولى، فمن دون الإدراك العقلي لهذه الموهبة لن يستطيع الإنسان ان يشعر بها لأن العقل هو منبع الفكر عند الإنسان و المنطق و الإدراك و هو العضو الذي يستقبل الشعور و الصور المرئية و الاصوات المسموعة عن طريق أعضاء الجسم المختلفة و هو من يدركها و يفهمها...فهو المساهم الأكبر في إدراك محيطنا البشري و فهمه...لذلك حينما ندرك أن لدينا موهبة كالتمثيل على سبيل المثال لا الحسر و بالعادة ما تكون قدرة فطرية حيث تنولد معنا منذ نعومة اضفارنا بهذه الدنيا نستطيع القول بأن منبعها هو العقل المفكر الذي أدركها أولا في الذات البشرية...و إذا أخذنا المعطيات التي شرحناها في أول هذه المقالة بأن العقل مصدره الله مباشرة إذ هو هبة راقية منه...نصل الى نتيجة بأن الموهبة اساسها عطية ربانية لا نقاش بها...لأن الموهبة اساسها قدره فطرية مزروعة في الذات الإنسانية و لا تدرك إلا عن طرق العقل المفكر و العقل هو عطية تنحدر من الذات الإلهية...فإذا نصل الى اصل موهبة التمثيل...الله...و هو مصدر كل الفنون التي يتمتع بها الإنسان،

و إذا اعترفنا بأن الله هو منبع العطايا الصالحة فوجب علينا الإعتراف بأن الفنون عطايا صالحة من الله لتتزين حياتنا بالإبداع الراقي...فالمواهب تزين عالمنا الآدمي بالنِتَاجْ الخلاق...و هي عطايا تبقى موجودة بالذات الإنسانية لطالما بقي جنس البشر موجود على وجه الكرة الارضية فإستمرارية الفنون بحياتنا هي جزءا من كينونتنا كبشر...و الفنون كانت تمارس منذ عتقية الزمن حتى و من قبل اقدم الحضارات لأنها هبة موجودة بالذات الإنسانية مثل الروح..فوجودها نشعر به و لا نستطيع نقاشه أو الإستقلالية عنه...فلا أحد يستطيع الأستغناء عن روحه و لأن الروح تحرك الحياة في ذاتنا الإنسانية و هي تبث الحياة لكي يعمل العقل فينا فكذلك هي الفنون و المواهب التي فينا...تستقر بوجود الحياة لأنها جزء من حياتنا العاقلة في هذه الدنيا...

الفنون الجميلة بشتى انواعها مواهب يجب أن يتم توفير لها قنوات و رعاية لترى النور بصورة مستمرة في مجتمعاتنا الإنسانية، فأتمنى أن ارى قطاع الدراما يُؤْخَذْ بجدية أكبر في الأردن و أن يتم تحريك هذا القطاع قريبا في بلادنا حيث يكمن في مجتمعنا الاردني العربي طاقات هائلة لا غنى عنها، فبدل مِنْ أن تسافر هذه الطاقات الى بلاد عربية شقيقة و تحرمنا من ابداعاتها الجميلة لما لا نزرعها بأرض خصيبة في اردننا الحبيب؟ أتمنى أن ارى عجلة الإنتاج الدرامي تتحرك من جديد في بلادنا الاردنية الهاشمية الحبيبة...فنستطيع أن اردنا ذلك، المهم أن نستثمر بالعطايا الربانية بصورة جدية فالأرض من دون زراعة لا تؤتي ثمرها...و كذا هذه الفنون و المواهب،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات