واشنطن بوست: معركة الفلوجة ليست سهلة


جراسا -

اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن معركة الفلوجة التي أعلن عن بدئها ليلة أمس لن تكون سهلة، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة، الذي يسيطر على المدينة منذ قرابة عامين، نجح في وضع عدة سواتر دفاعية لحمايتها.

وأكدت الصحيفة، الاثنين، أن المليشيات الشيعية تشارك في المعركة، رغم كل التأكيدات بعدم مشاركتها وببقائها على أطراف المدينة.

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن في ساعة متأخرة من ليلة أمس عن انطلاق معركة استعادة مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم الدولة، مبيناً في خطاب عبر القناة العراقية الرسمية أن قوات مكافحة الإرهاب والشرطة والحشد القبلي والحشد الشعبي سوف تشارك في المعركة، في وقت نفذت طائرات إف16 التي زودت بها أمريكا حكومة العبادي، عمليات قصف على الفلوجة طيلة ليلة أمس.

الفلوجة التي أصبحت معقلاً لتنظيم الدولة منذ أكثر من عامين، حيث كانت أول مدينة عراقية تخضع لسيطرة التنظيم، سبق لها أن خاضت معارك عنيفة مع القوات الأمريكية عام 2004، خلال معركتين عدتا من أعنف المعارك خلال الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث تشير تقديرات البنتاغون إلى أن القوات الأمريكية فقدت خلال تلك المعارك نحو 100 جندي من قوات النخبة "المارينز".

المعركة تأتي في وقت كانت الأنظار تتجه إلى الموصل، المدينة الشمالية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم الدولة عام 2014، حيث سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن الموصل ستكون محررة نهاية هذا العام، وأن عملية تحرير الفلوجة قد تؤخر تبعاً لذلك.

إلا أن ضغوطاً كبيرة مورست على الجيش العراقي وحكومة حيدر العبادي لاستعادة مدينة الفلوجة أولاً، خاصة أن تلك الضغوطات جاءت من المليشيات الشيعية التي تحاصر المدينة التي تقع على بعد 40 ميلاً غرب العاصمة بغداد.

الهجوم على الفلوجة الذي انطلق ليلة أمس، شهد حضوراً كبيراً للمليشيات الشيعية التي كانت سبباً في دفع السنة إلى التعاطف مع تنظيم الدولة؛ بسبب العمليات الانتقامية التي قامت بها تلك المليشيات ضد أهالي المدينة، بحسب وصف الصحيفة.

وهذا الأمر أثار مخاوف من تجدد تلك العمليات الانتقامية ضد أهالي الفلوجة، رغم أن عدداً من القادة العسكريين أكدوا أن هذه المليشيات ستبقى بعيدة عن المدينة.

التفجيرات الأخيرة التي استهدفت العاصمة بغداد زادت من حدة الدعوات المنادية بضرورة تحرير الفلوجة من قبضة تنظيم الدولة، وأن تحرير المدينة بات أكثر إلحاحاً من تحرير الموصل؛ فالفلوجة لا تبعد كثيراً عن بغداد ووجود التنظيم فيها يشكل خطراً كبيراً على العاصمة.

وقُتل 17 عراقياً، السبت، في تفجير انتحاري استهدف سوقاً شعبية في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، و4 تفجيرات بعبوات ناسفة في بغداد.

ويعبر الزعماء السنة في العملية السياسية عن مخاوفهم من أن تؤدي عملية حصار الفلوجة وقصفها إلى أزمة إنسانية لأكثر من 60 ألف مدني ما يزالون يعيشون داخل المدينة، حيث تحاصرهم القوات الأمنية والمليشيات وتمنع دخول الغذاء والدواء إليها.

ودعا بيان للجيش العراقي أهالي الفلوجة للخروج من المدينة، مؤكداً أنه تم تأمين مخارج آمنة للمدنيين، كما أوعز إلى المواطنين الذين لا يستطيعون الخروج برفع الراية البيضاء على منازلهم.

ونقلت الواشنطن بوست عن جمعة الجميلي، قائد إحدى القبائل السنية في محيط الفلوجة، قوله إن تنظيم الدولة لا يسمح لأي كان أن يغادر المدينة، وإن التنظيم يستخدمهم دروعاً بشرية.

وبين الجميلي أن المليشيات الشيعية تعهدت بالبقاء على أطراف المدينة، مشدداً على أنهم يريدون الحفاظ على الفلوجة، وأن يدفعوا الأهالي إلى الثورة ضد التنظيم، خاصة أن المدينة محاصرة بالكامل.

وعلى الرغم من حديث الجميلي إلا أن المليشيات الشيعية؛ ومنها سرايا الجهاد وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر، أرسلت وحدات من بطاريات الصواريخ إلى محيط الفلوجة للمشاركة في الهجوم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات