النكتة الذَكيَة .. والذَكاء الأجتماعي .. !!


عندما يكون الانسان قلقا , يعاني من واقعه المر , وزمنه الرديء, يجد حالة من الشعور تدفعه الى سلوك معين , كنتيجة حتميَة ورد فعل معاكس , فكانت النكتة وسيلته ولسان حاله, وهي- أي النكتة- ليست كما يعتقد البعض , للتسلية او من اجل الضحك ,بل هي عمل أدبي درامي لها تركيبة جمالية عند الأذكياء يبتكرونها في نسق خاص ومؤثِر, ويتناقلونها بحرفيَة ومهنيَة , يصعب التَحكم في مصدر صناعتها , او ضبط إيقاعها , أو إيقاف رواجها كتعبير.

هذه النكتة جديرة بالتَأمل, لارتباطها بالواقع الاجتماعي, تكشف عن الوعي المدرك للتَصورات والمعتقدات في مختلف المواضيع والمجالات , ولهذا فهي تطول كافة شرائح المجتمع لاتستثني أحدا منهم , الكل ينال منها نصيبه وحقَه من السُخرية , وخصوصا إذا كانت مكتَظة بشعور من الحرمان والمعاناة , وكان لها تاريخ ومعنى سياسي , والأذكياء هم صانعوها لأنهم هم القادرون على إيصالها للناس بأقصى سرعة زمنية مهما كانت خافية.

وكنموذج للنكتة الذَكيَة التي استطاعت ان تؤثر في مجتمع عربي عُرِف رئيسه بالغرور وحب الظهور أذكر القصَة التالية: وهي ان مواطنا من رعايا الرئيس , ولدت قطته فنزلت القطيطات تهتف ( يعيش الرئيس ) ولما بلغ الرئيس الخبر,جمع الصحفيين والاعلاميين لعرض المعجزة عليهم ونقل اخبارها للعالم, ولما رفع السِتار وطلب من الهريرات ان تهتف للرَئيس كما فعلت عند ولادتها, فلم تفعل , فسأل الرئيس المواطن عن السَبب ,فأجاب: فتَحت ياسيادة الرَئيس.

وهكذا استطاع صاحب النكتة الذَكية ان يصل الى الحقيقة ويوصلها بذكائه ,أمَا في الذَكاء الاجتماعي يكون السلوك عند صاحبه قائما على فهمه للآخرين ,وكيفيَة التعامل معهم مثال ذلك: أن الحسن والحسين رأيا رجلا يتوضأ خطأ ,فتقَدما منه وقالا له:ياعم نحن مختلفان في الوضوء ,دعنا نتوضأ امامك لتحكم بيننا ومن منَا الأصح ,ولما انتهيا من الوضوء,ورأى ان كليهما توضأ نفس الوضوء أدرك خطأه وعرف كيف يتوضَأ . وكذلك قصَة الإمام أحمد بن حنبل ,عندما دعي للتَحاور
مع الشيعة في بغداد,ودخل عليهم متأبطا حذاءه ,فاستغربوا واندهشوا وسخروا منه , كعالم يتأبَط حذاء ,ولما سألوه ,قال: بلغني أن الشيعة كانوا يسرقون الأحذية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلَم فقالوا :لم يكن في زمن الرَسول شيعة ,فقال :وهذا مااردت ان نصل اليه كي ينتهي الحوار.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات