ما بين مسارنا الهاشمي تجد حقيقة وطن الماء والهواء ..


أتحدث عن أم المدائن، و الكنائس، والجوامع، أتحدث عن الأردن صومعة الأوطان، الوطن الأسطوري، الذي تحوم فوقه كل فرشات الأمل، وعن امتزاج الذات الإنسانية بالذات الوطنية ، لتزهر الحضارة الإنسانية بأزهار الزمان في أيقونة التاريخ والدين ، وها هي أغصاننا سامقة تتشابك لتشكل ظلاً ظليلاً لكل الناطقين بهوى الأردن من اللاجئين ، والفقراء، والضعفاء، والمساكين ، وكل من وضع هذا الوطن العظيم ، موضع الدم من الجسم الحي ، وموضع العين من الحاجبين ، ما أعظمك يا طني الكبير برجالاتك العظام ، رجال العشائر ، الذين وضعوا على عاتقهم مهمتين للنهوض برسالة ـ الإنسانية والأمن الإنساني ـ الأولى : أمنية ، والثانية : تنموية ، وبين المهمتين تضيء شموس الإرادة ونور المعرفة والحكمة ، تلك الشموس التي تدخل خيوطها في ذهنية الذين استوعبوا مسارنا الهاشمي ومنطقنا الإنساني ، ليدركوا عن يقين أن وجود الأردن حاجة حياتية إنسانية ، وليست مجرد دولة عربية ذات حدود جغرافية ، أو سياسية ، أو اقتصادية ، لا المسألة أكبر وأعظم بكثير من هذا الفكر التقليدي ، لأننا حقيقة أمام وطن الماء والهواء ، أمام الممر والمقر ، المعبر والمستقر ..!!

لقد عرفت الحياة يا وطني في العصر الحجري و قبل تسعون ألف سنة من الميلاد ، عن ماذا نتحدث عن الجنوب وعن وادي رم ، أم عن الشرق حيث وادي السرحان ، أم عن الشمال ؟!!

وهاهي الأحافير تثبت لكم صدق ما نقول ، هذا عدا عن أثار كبرى الإمبراطوريات ، وأثار المؤابيين ، والأدوميون ، والبزينطيون ، والرومان ، وأثار مملكة الأنباط ، والإمبراطورية الإسلامية والعثمانية ، لقد كان فيك و سيبقى الإنسان يا وطني هو الغاية والهدف في آن ..!!

إنه الأردن ، أردن العطاء والسخاء ، أردن الشجرة والثمرة العربية الإنسانية الخالدة ، روح الجزالة والأصالة ، المختوم بختم سيد الأنبياء والمرسلين ، ختم أهل بيت النبوة عليهم السلام أجمعين في كل حين ، حامل التأريخ ، والمحمول عالياً فوق النجوم ، لأنه الأمل والفرح والنشيد السماوي .

وإلى كل من لا يعرفه أقول : أسألوا شامخات البوح من أرواح الشهداء عن وطني العظيم ، أسألوا الصحراء عن الفصول والأصول ، واسألوا كل أولئك القابضين على جمر الحب الإنساني الخالد ، عن الوطن الذي كان وما زال وسيبقى وسام فخر واعتزاز ، على صدور الإنسانيين ، الوطن الذي تطرح أزهاره شتى أنواع الوجدان المعطرة بأشواق العشاق .

أسألوا عن ذاك الوطن الذي عمل أبناءه وقبل كل شيء على بناء الإنسان ، من أجل إيجاد أنموذج الأوطان ، نعم ، الأردن صناعة الإنسان الأردني عبر الأزمان ، ذاك القديس الممتلئ بالعفوية المبدعة ، الاستثنائي بكل ما فيه ، المكافح بأناقة ولباقة ، من أجل ترسيخ معاني الإنسانية والأمن الإنساني في العالم أجمع ، ما أعظمك ، وأنت تثبت للعالم وللإنسانية جمعاء أنك رجل التأطير لا التنظير والتسطير لا التفكير ، إلى أن غدوت أيها الأردني شريكاً أساسياً في تقدم الحضارة الإنسانية المعاصرة ، وكيف لا يكون ؟! وقد حمل رسالة الإنسانية والأمن الإنساني للعالم أجمع لكي يضيء بقناديل الإخاء والمحبة والعيش المشترك سلاماً عالمياً كونياً ؟!! أتحدث عن الأردني الذي لا يستطيع إنسان في العالم أن يعرف إن كان مسلم أو مسيحي ، سني أو شيعي ، درزي أو علماني ، إنه الأجدر يا سادة في تقديم درساً لكل معلمي الأخلاقي من حملة الشهادات والدرجات العاليا وفي أرقى العلوم ، لأنه عنوان الصدق والإخلاص والوفاء في زمن الردة الأخلاقية والإنسانية ...!!
نعم ، يا سادة ، ما بين مسارنا الهاشمي، ومنطقنا الإنساني، تجد حقيقة وطن الماء والهواء ، لأنك ستكون أمام الوطن الوريث للقيم الإنسانية السامية من كافة الديانات السماوية ، وستكون أيضاً أمام إنسان مختلف تماماً عن هذا العصر على الرغم من تقدمة عن الآخرين ، ستكون أمام الأردني الذي يحمل سجايا الأولين ، من الأولياء والصالحين والأنبياء والمرسلين ، لإنه ثمرتهم الباقية ، والحقيقة الوحيدة التي تعيد الأمة جمعاء إلى التاريخ الإنساني العظيم ، نتحدث عن عصارة دماء النبلاء ، وعن تنمية العقل والعقلاء ، والطاقة القادرة على إزاحة الغبار عن نفوس الجهالة والجهلاء ، لاستبدال ثقافة التطرف و القتل والدمار بثقافة الإبداع والاختراع ،وكمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي : تعلمون ضميري أن لا يراوغ ولا يبالغ ، وإنما أقف وبحياد مطلق بجانب كل ما يفيد الناس بغض النظر عن كوني أردني ، لأن الإنسانية مقدمة عندي على الجنسية ، ولهذا لا أقول للناس إلا الحق ، وقد وجدت في الأردن أكثر مما قلت ، وما هذا الواقع الإنساني الأردني ضمن المسار الهاشمي والمنطق الإنساني إلا خير شاهد ودليل ، وهنا على الجميع أن يعي أن الحديث عن الوطن والمواطن والقيادة الهاشمية التي شكلت لنا جميعاً طاقة الفرادة والاستثنائية القوية ، ولا أتحدث عن السلطات التشريعية أو التنفيذية أو غيرها ، أي أن الحديث فقط عن القوة الفاعلة والمتفاعلة ، وعن الفكر الإنساني الخالد الذي أستمسك بعروة المعرفة ، أتحدث عن دورة الزمان قبل الإمارة بقرون وبعد الإمارة بسنيين ...!!

خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

أبو جاد المعايطة
رجال وصبايا والحكم هاشمية .... نرفع الرأس وترتفع الإنسانية .
22-05-2016 01:36 PM
صقر الرواشدة
يا وطنا في سما المجد راية وأسمك عليها بأحرف العز مكتوب
اشمخ وحنا لك أمان وحماية ولك عهد منا نوفي بكل مطلوب
22-05-2016 01:38 PM
نزار المعاني
حب الوطن إخلاص مبدأ وغاية تبصر به عيون وتنبض به قلوب
22-05-2016 01:39 PM
مهند الرجوب
وطننا هو العالم بأسره، وقانوننا هو الحرية، لا ينقصنا إلّا الثورة في قلوبنا...
22-05-2016 01:42 PM
رامي خير
بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه .
22-05-2016 01:42 PM
هدى الذهبي
ما أكثر الأوطان التي يبدأ فيها سجن المواطنين بالنشيد الوطني
22-05-2016 01:43 PM
حسين الرعود
لست آسفاً إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحى بها في سبيل الأردن الأغلى ..
22-05-2016 01:47 PM
أبو مؤيد الطاهات
تحن الكرام لأوطانها حنين الطيور لأوكارها
22-05-2016 01:47 PM
سائد خريسات
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن.
22-05-2016 01:47 PM
معاذ طلال
الثورة وحدها هي التي توجه الموت..وتستخدمه لتشق سبلاً للحياة. لنزرعهم شهدائنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف.
22-05-2016 01:50 PM
بهاء صافي
أينما رزق الإنسان فذلك موطنه
22-05-2016 01:51 PM
سامي العموش
كم الوطن عزيز في قلوب الشرفاء
22-05-2016 01:51 PM
حمدالله صالح
نحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل وطننا .
22-05-2016 01:52 PM
علي ربيحات
كل عام والأردن بألف خير بمناسبة الأعياد الوطنية
22-05-2016 01:54 PM
جلال الضمور
من أجمل ما قرأت تسلم الأيادي والأفكار يا دكتور
22-05-2016 01:55 PM
عبد الرحيم السيايدة
إذا لم يكن للعلم وطن فإنّ للعالم وطناً .
22-05-2016 01:55 PM
سعاد نجم الدين
الخروج عن الوطن عقوبة من الله ، ومحبته أفضل النعم ....
22-05-2016 01:57 PM
فارس القرعان
كرامة وطني ولا مال الدنيا
22-05-2016 01:57 PM
م. نعيم ابو عياش
هاماتنا تنحني للرجال الذين يكتبون بأقلام أرواحهم وحبر وجدانهم ، سلمت سيادة الدكتور الشريف رعد المبيضين . كل المحبة والاحترام .
22-05-2016 02:00 PM
حازم الصعوب
الوطن هو الحرية التي لا مقبل لها ، لأن الوطن هو المقابل الوحيد لها ..
22-05-2016 02:02 PM
رائد الخصاونة
إلى أستاذنا الكبير د. رعد مبيضين نقول : لن أتوقف حتى أزرع فيك يا وطني أجدادي من جديد .
22-05-2016 02:04 PM
وريد الطراونة
دكتور في النهاية نحن والوطن قضية واحدة ، فإما أن نعيش مدافعين عن القضية أو نموت فاشلين ، وللعلم نحن الأردنيون لا يهم أبداً أين نموت لأننا ببساطة صقور ولسنا غزلان تحب الموت في أوطانها والحذق يفهم .. أشكركم على هذا المقال الأجمل من الجمال نفسه .
22-05-2016 02:12 PM
نبيل زريقات
ما بين مسارنا الهاشمي، ومنطقنا الإنساني، تجد حقيقة وطن الماء والهواء...!! العنوان قصة ذات معاني عظيمة
22-05-2016 02:14 PM
نواف الخوالدة
بـــحــبــك يا أردن العــــــــــز
22-05-2016 02:36 PM
سعد الصلاحات
روحنا وحياتنا ودمنا للأرض فدا
22-05-2016 02:37 PM
سلمى المناصير
أويها وانتو يا أردنيه يا طيه على طيه
اويها طيه مجيديه وطيه حريريه
اويها وطلي يا بنت اردن وقولي يا بيه ويا خيه
اويها انا اردنيه لا تخافو عليه
22-05-2016 02:38 PM
هايل أبو دلو
أردنيـــــن وراسنا للسما مرفوع ... أردنيـــــن وهاشميين حنا نسبنا ...مانطلب من إنسان لو متنا نحنا من الجوع ... نقول اللـــــــــه ولاغير اللــــــــه سألنا ... واحدنا يساوي جمـــــــوع ... أردنيــــن بدمنـــا الحامـــــي إنعرفنـــــا ... أردنيـــــــن ونمشي لعبدللـــــــه على الطــــــوع ... نقول آآمــــــــــر لجلـــك أرواحنــــــ...ــــا رخصنا
22-05-2016 02:43 PM
عبدالله السرحان
أردنيون ويحق لنا أن نفخر بمليكنا وشعبنا
22-05-2016 02:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات