عطشانين يا بلد


قبل أقل من سنة حضر الى منزلي قارىء عدادات المياه وبكل قوة وصلافة صرخ بوجه إبني قائلا ؛ قل لأبوك عليكم مائة دينار مياه وسوف نقوم بقطع المياه عنكم غدا إذ لم يحضر لدفع الفاتورة ، وبدأت معركة الهواتف الخلوية من المنزل الى هاتفي ومحاولات فاشلة كثيرة تمت كي يتم الدفع بعد يومين لأن الراتب لم ينزل بعد ؛ إلا أن إصرار زوجتي وحرصها على موعد الغسيل الاسبوعي موعد سقاية الاشجار الداخلية في المنزل جعلني أترك عملي وأركض باتجاه مكتب سلطة المياه الذي وفجأة وبدون مقدمات تحول لشركة قطاع خاص على حكومي " مبندك " ، وتحت أسم مكتب خدمات زبائن مدينة لواء الرصيفة " شركة مياهنا " ، وقدمت إحتجاجي على كمية الاستهلاك الغير منطقية وحاولت أن أوضح وجهة نظري للموظف ومن خلفه مساعد المدير ومن خلفه المدير ، والنتيجة أن علي الدفع ومن ثم الإعتراض وبخلاف ذلك سيتم قطع المياه عن المنزل ، وبكل رجولة وصمت وخوفا من تداعيات فشلي من إقناع شركة مياهنا من قبل زوجي قمت بدفع الفاتورة كاملة ولم أعود كي أعترض عليها لسبب بسيط هو أن الدولة دائما حجتها قوية وحظها أقوى .

واليوم تقول الرواية الرسمية " الوقحة جدا " أن هناك سبعة ملايين دينار أردني مطالبات مالية لسلطة المياه على فقط ثلاث شركات إنتاجية زراعية أردنية ، وإحدى هذه الشركات حصتها من الدين أكثر من خمس ملايين دينار ، ووزير المياه لدينا يلف العالم على كعب واحد يشحد أموال دعم ومنح لمشاريع المياه لدينا ويأتينا دعم أحيانا بنصف قيمة مجموعة الفواتير المالية الثلاثة ، ويقوم الوزير ومن خلفه ماكنته الإعلامية بالتسويق لهذا الدعم من خلال مؤتمرات صحفية وتصريحات إعلامية ويظهر الوزير وهو منتصر " ليس بشحاد " .

والحكاية هنا وبكل بساطة أن هناك فساد مالي في إدارة ملف مياه تلك الشركات الثلاث في شركة مياهنا وتم الصمت عليه لفترة زمنية طويلة ، وعندما كشف الأمر تم إظهاره من بوابة القانون وحماية الأموال العامة ، وتم تحذير الشركات بطريقة خجلة جدا ولم يتم قطع المياه عنهم رغم ان الرصيد المطلوب يفوق ميزانية ربما ثلاث شركات خاصة أو هيئة حكومية مستقلة أو نصف ميزانية جامعة حكومية أو كامل ميزانية جامعة خاصة .. سبع ملايين فعلا أنكم لاتخافون الله في هذا الوطن !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات