"العمل" تحارب البطالة باستعراضات اعلانية !!


جراسا -

نضال سلامة - نشطت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي  مؤخرا دعت لفكرة "الانتحار الجماعي" على الدوار الرابع أشغلت الرأي العام و كذلك أجهزة الدولة ، وذلك تحت ذريعة تفاقم البطالة بين صفوف الشباب الاردني وعدم حصولهم على فرصة عمل.

وسبق ذلك قيام  مجموعة من العاطلين عن العمل بمحاولة الانتحار بشكل جماعي من على سطح بناية قيد الإنشاء والواقعة على دوار الداخلية قرب مقر وكالة الانباء، وتحت الذريعة ذاتها ، وكذلك قيام بعض حملة الشهادات الجامعية  باحراق شهاداتهم  بعد أن فقدوا الأمل في العثور على فرصة عمل تناسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يمرون به بشكل خاص ، ويمر به الوطن بشكل عام .

ازاء ذلك، تعج وسائل اعلام محلية "صحف ومواقع اخبارية" باعلانات  وزارة العمل التي تدعو المواطنين الى فرص عمل في العديد من الدول وعلى رأسها الخليج العربي ، وسرعان ما يتقدم المواطن "المتعطل عن العمل" والمتعطش للوظيفة لمكاتب وزارة العمل، ليجد نفسه بالمحصلة كاللاهث وراء السراب وسط صحراء لاهبة .

هذا المشهد يدعونا للتساؤل عن مدى جدية دور وزارة العمل في خلق فرص عمل للمواطنين الأردنيين في ظل احتلال العمالة الوافدة لتلك الفرص ،  في تعارض وتناقض لكل قوانين وتعليمات وزارة العمل المنصوصة ورقيا ، إلا أن ما يكتب على الورق وما يُعلن عنه هو وسيلة لاستعراض "البروبوغاندات" الإعلامية ولا يجد الى الواقع سبيلا .

وكيف لوزارة العمل أن تسعى لتأمين فرص عمل للأردنيين في ظل عجزها حتى اللحظة عن تحديد الأدنى للأجور الذي بات لا يسمن ولا يغني من جوع مع موجة الغلاء "النسورية المستعرة" .

في الوقت ذاته كشف أحد الأساتذة الأكاديميين الأردنيين في الإمارات  لـ"جراسا" - طلب عدم الكشف عن اسمه - ما يقع فيه الأردنيون المتقدمون لفرص العمل التي تدعوا لها وزارة العمل في الخليج من خدع حينما يصل المتقدم الوظيفة الى هناك ، ويفاجأ بأن ما تم الاتفاق عليه مجرد سراب و الأدهى من ذلك أنه لا يستطيع التقدم بشكوى رسمية هناك ، و لا يتمكن من متابعتها ، وبالتالي يعود المواطن للدوران بنفس الحلقة المفرغة .

لا نطالب بحلول سحرية ولا تعجيزية ، لكن ما نريده هو خلق فرص عمل جادة وحقيقية من قبل الوزارة للأردنيين ، ونوعا من الصرامة في اعطاء الأولوية لأبناء البلد في العمل ، لا أن تقوم وزارة العمل بتحدي مشاعر الاردنيين وترتمي في "حضن التطبيع" مع دولة الكيان الصهيوني وتوفد الآف الشبان الاردنيين ليعملون في فنادق "ايلات" ، في حين تعلم الحكومة الأبعاد الأمنية والاجتماعية لتلك الكارثة ، ومن ثم تكتفي بتمثيليات اعلانات الوظائف في الداخل والخارج ، ونشاهد مستقبلا مزيدا من دعوات الانتحار ، أو ان تصل الأمور الى ما لا تُحمد عقباها .

 



تعليقات القراء

مفصول من العمل
ياريت الوزاره تحافظ على العمال, تم فصل 30 عامل من مؤسسه ماليه , واعتصمنا امام الوزاره و الوزير ما له علاقه
17-05-2016 06:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات