رئيس جامعة البلقاء الذي نريد!


وأخيرا اقتربت لحظة الحقيقة، واقترب إعلان الرئيس القادم لجامعة البلقاء، حيث أصبح السؤال اليومي لمعظم العاملين في الجامعة من رئيسنا القادم؟ كنت قد كتبت عن حسبة برما في اختيار الرئيس وهي خيارات وممارسات حقيقية مستوحاة من واقع اختيار من سبق من رؤساء الجامعات، لكن يسود مزاج عام شئنا يتداوله الناس في جلساتهم الخاصة، أن دولة رئيس الوزراء هو من سيقرر، فهو أصبح العنوان للتغول على كل المؤسسات في بلدنا، يستخدم نفوذه وخنوع الناس وزراء ولجان ومجلس تعليم عالي وغيره في تمرير ما يريد، ومن ثم يلبس عباءة الطهر والنقاء لا بل يقنعنا بأنه لا يتدخل ولا يعرف شيء، وصار لزاما على أي شخص يريد أن يشغل مركزا عاما أن لا يعتمد على مؤهلاته، بل يجب أن يحصل على بركات دولته، وأظن هذا ما جعلنا وسيجعلنا نسير بخطوات ثابتة للوراء، فالتعليم والتعليم العالي يا سادة هو روح الأمة التي ستبث فيها الحياة كلما ترنحت أو اصابها النكوص والتراجع، التعليم فقط هو رافعة الأمم اقتصاديا واجتماعيا ومن هنا يجب أن لا يخضع لأي هوى أو مزاج لأي كان مثله مثل القضاء ولهذا لا نريد لدولة الرئيس أن يزج به في هذا الموضوع ونريد له أن يثبت لنا أن اللجان التي تشكل هي ليست صورية سواء لجان الاختيار أو لجان مجلس التعليم العالي أو المجلس نفسه، فالوطن اكبر من الجميع لمن يفهم.

اما رئيس جامعة البلقاء الذي نريد كعاملين في هذه الجامعة ونحب لها ولوطننا أن تسير على الطريق الصحيح وتزدهر وتتقدم هو ليس مجرد اسم أو انتماء أو ولاء لشخص أو مجموعة أو محسوب على س أو ص، الرئيس الذي نريد هو ذاك الرئيس المحسوب على الوطن فقط بجهده وانتمائه وتميزه ولا اغمز أو المز جهة أي شخص بعينه فكل الأسماء المطروحة هي من رحم نظامنا التعليمي واعتقد أنهم يحملون حب الوطن كغيرهم من الأردنيين دون منة أو تكلف بل فطرة ككل الأردنيين الشرفاء، ولكن الناس يتميزون بعضهم على بعض بما انعم الله عليهم، ولهذا تشكل اللجان لتختار الأفضل من الفضلاء، أما لسان العاملين في جامعة البلقاء التطبيقية الأكبر بين جامعاتنا والمتميزة بانتشارها على مدى مساحة الوطن والتي تتميز ببرامجها والدرجات العلمية التي تمنحها، ومن خلال التجربة واستعراض تجربة جميع من تسنم رئاستها فيجب التذكير بصفات بعينها يجب أن يحملها ويتحلى بها الرئيس القادم سلوكا وفعلا وإلا فسيدخل الجامعة في سبات عميق، فإدارة جامعة البلقاء يجب أن لا تكون إدارة تقليدية كلاسيكية بأي حال لان واقع الجامعة يفرض ذلك أما الصفات التي نعتقد أن الرئيس القادم يجب أن يتمثلها فمنها ما يلي:

1- نريد رئيسا للجامعة بكلياتها جميعا من الشمال إلى الجنوب وعلى مسافة واحدة من الكليات وان لا يحابي أو يميز بين كلية وأخرى، وان لا تتوزع مقدرات الجامعة بشكل مشوه في مركز الجامعة دون الكليات.
2- نريد رئيسا ديناميكيا يضع برنامجا دوريا معقولاً لزيارة كليات الجامعة كلها من الشمال إلى الجنوب وان لا يأخذه مكتب الرئاسة من أبناء الكليات، وان لا تكون الزيارات بروتوكولية احتفالية تقتصر على مقابلة العمداء دون أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية، بل زيارات فعالة يلتقي فيها الرئيس مع أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية ويتحسس مشاكلهم ويكون قريبا منهم، وان لا يعتمد فقط على شخص العميد أي كان، فالتجربة أن غالبية العمداء إلا من رحم ربي يكذبون، وينقلون صور مشوهة عن زملائهم ويجملون القبيح ويقبحون الجميل خوفا على كرسيهم ولأن الرئيس هو من اختارهم وهو من سيبقيهم، نريد رئيسا للجميع غير قابل للاستقطاب من أي كان.
3- نريد رئيسا من رحم جامعة البلقاء ما أمكن ذلك، يفهم من فيها ويعرف قوانينها وأنظمتها ومواقعها وواكب مسيرتها، لان عكس ذلك رئيس سيأتي ويخرج دون معرفة مواقع بعض الكليات، رئيس يضيع غالب وقته في فهم ما يدور حوله، مما يضعف الأداء ويؤدي به للرتابة والبيروقراطية والاستمرار في مستوى الروتين المتدني من الأداء.
4- نريد رئيسا خلاقا قادرا على تطوير الجامعة بكل معطياتها، والسير بها نحو التقدم والريادةة، فالجامعة تحتوي على طاقات خلاقة متميزة كبيرة لدى العاملين فيها ولدى طلبتها تريد من يدعمها ويشجعها ويبث فيها روح العطاء للوصول إلى التميز، رئيس يكون قريبا من الجميع مبادرا مشجعا محفزا رافعا للهمم،
5- نريد رئيسا صاحب قرار، لديه الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار المناسب والقدرة على التغيير، لان طبيعة الجامعة وتطورها وتنوعها وتوزع كلياتها على مدى رقعة الوطن تتطلب قرارات صحيحة في وقتها.
6- نريد رئيسا لا يخضع للواسطة (طبعا من المستحيلات ان يحصل ذلك في بلدنا هي أمنيه لكن، شي ومنه على رأي المثل)، فالتجربة تقول أن الواسطة لم تغب عن سماء هذه الجامعة وبشكل صارخ في الكثير من المواقف ولا يدعي احدهم انه لا يقبل الواسطة، فلو سالت أي من أبناء الجامعة سيسرد لك قائمة من الواسطات لأشخاص بعينهم وبشكل فاضح حصلوا على مراكزهم واستمروا فيها عابرين للرؤساء محملين الجامعة أعباء مادية ومعنوية تنعكس بشكل سلبي على الجامعة والعاملين فيها.
7- نريد رئيسا قادرا على رفع مستوى البنية التحتية في كليات الجامعة خارج المركز، فمع كل الجهود لمن سبق من الرؤساء فالوضع في الكثير من الكليات متدني من ناحية البنى التحتية ودون المستوى.
8- نريد رئيسا نشعر انه منا، غير متعال على زملائه، لا يحملنا جميله انه أصبح رئيسا لنا، فمن قبل وجاهد لكي يصبح رئيسا عليه ان يعمل ويعمل، فمنصب رئيس الجامعة ليس (شيخة) بكل الأحوال وخاصة في جامعة البلقاء.
9- نريد رئيسا نتمنى بعد أربع سنوات أن يمدد له وان يبقى رئيسا لنا، لا رئيسا نعد الوقت والساعات والدقائق منتظرين رحيله، نريد رئيسا يعمل بهذه العقلية، يشعر الجميع بأنه موجود لخدمتهم، ضمن القوانين والأنظمة ومصلحة الجامعة، لديه شخصية مؤثرة يعمل والجامعة جل اهتمامه وليس آخره، لا يأخذ الرئاسة منصب سيضيفه إلى سيرته الذاتية لاحقا، نريد رئيسا يستطيع أن يخلق الفرق في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع والانتاج.
هذا بعض مما نتمناه في الرئيس القادم، معالي وزير التعليم العالي ومجلس التعليم العالي واللجنة المعينة لاختيار الرئيس، فهل تكونوا بقدر المسؤولية؟ التي أعلنتموها، ونرى رئيسا ينتخب بشفافية! لسنا عدميين، ولن اذكر الإخفاقات السابقة، بل ننتظر منكم ومن تاريخكم الأكاديمي أن يحترم من قبل رئيس الوزراء قبل غيره، وانتم من يفرض هذا الاحترام، فلا تراهنوا على مناصبكم التي تتغير بين يوم وليلة، راهنوا دائما على الوطن فالوطن لا يخذل أبناءه المخلصين.....حمى الله الأردن.



تعليقات القراء

علي المومني
كفيت ووفيت دكتور صح لسانك
16-05-2016 01:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات