دلالات ما قاله اوباما لمجلة تايم


«هذه مشكلة كلما سعيت لحلها تزداد صعوبة» هذه ليست جملة عابرة قالها رجل عابر بل هي جملة قالها باراك اوباما لمجلة تايم الخميس الفائت في سياق اعتذاره عن رفعه سقف التوقع بشأن ايجاد حل سلمي في الشرق الاوسط.

اذا ماذا يعني ان يعترف الرئيس الاميركي بفشله في ايجاد حل لمشكلة كبرى؟ ان ذلك يعني ان شيئا ما ينبغي ان يحدث على الارض كي تتغير الوقائع الصعبة التي تقف حائلا امام السلام، والخشية ان تغيير الوقائع لا يتأتى الا بالعنف أي اخشى ان تكون كلمات اوباما مقدمة او دعوة لجولة جديدة من المواجهة.

قد يقول ساذح ان كلام اوباما القانط يندرج في سياق الضغوط على الطرف الاسرائيلي وهو استنتاج قد نسمعه قريبا في سياق الاندلاق الى أي طاولة مفرودة للسلام بيد ان حديث الرئيس ليس اكثر من عملية تبديل للاولويات في البيت الابيض واعطاء القوى الفاعلة في الاقليم فرصة اعادة حساباتها بما يؤهلها لاعادة الكرة بحثا عن سلام وقد يكون خيار الحرب واردا.

منذ وستفاليا 1648 وحتى اليوم لم يصنع السلام الا في ذيل حرب دامية لذلك فان سلاما لا ينهي حرباً ليس بسلام لانه ليس ضرورة والسلام الذي يبحث عنه ميتشل ليس سلاما لانه لن يعيد انتشار قوات ولن يفصل اشتباكا وبالتالي فان طرفا على الاقل لا يشعر بضرورته.

مع بداية كل عقد تشهد منطقتنا حربا شاملة تتوسطها حروبا صغيرة ولا يمكن اعتبار حربي اسرائيل على حزب الله 2006 وعلى حماس 2009 سوى جولات في سياق مواجهات بالنيابة مع قوى اساسية في المنطقة وهي معارك اظهرت حدود قوة اسرائيل دون ان تنهي خطر الخصوم أي انها لم تغير في الميزان الاستراتيجي سوى اظهار حدود قوة اسرائيل.

نعود الى ما قاله أوباما لمجلة تايم فالرئيس الاميركي رئيس الدولة الوحيدة القادرة على ممارسة الضغط على الطرف المحتل ،أي اسرائيل، وحين يقول: « اعتقد أنه من الانصاف أن أقول أن كل جهودنا للتعامل المبكر لم تكن حيث أردت لها أن تكون ... ولو كنا توقعنا قدرا من هذه المشكلات السياسية لدى الجانبين في وقت سابق ربما كنا لم نثر توقعات كبيرة هكذا.» علينا ان نرقب ما يجري على الارض فمراقبة الشفاه انتهت تماما مع اخر كلمة قالها اوباما في مقابلته مع مجلة تايم.

Sami.z@alrai.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات