بعض المعلومات عن زراعة الحدائق عند الفارعنة .. الجزء الأول


يعود فن الحدائق الى عصور عتيقة جدا، و سيستعجب القارئ أن أقدم الحضارات الإنسانية التي عَمِلَتْ بالزراعة تكلمت أثارها عن إلمام أهلها بفن الحدائق فلا ننسى أن الزراعة علم عام يضم الورود و الزهور و النباتات على انوعها، في واقع الأمر لا يستطيعوا العلماء معرفة أول حديقة صنعها الإنسان القديم على الإطلاق كما أنهم لا يستطيعوا بالبراهين الثبوتية تحديد الزمان الذي اتبداء الإنسان به يُسَخِرْ النباتات و الأزهار في البيئة المحيطة للإستمتاع بجمالهما، إلا أن هنالك أثار فرعونية1 على ضفاف نهر النيل لمساحات شاسعة و في الواحات و ضمن المعابد و بيوت الكهنة و الأمراء و مساكن الاثرياء كانت مسخدمة لزراعة الحدائق، هذه الحدائق كانت مُبْهِرَة لدرجة أنها كانت تمتد لمساحات شاسعة رابطة بذلك بيوت الفراعنة مع المروج المحيطة بها مع الأبار المائية التي كانوا يستقوا منها...بل كانت تصل لضفاف نهر النيل ايضا، و كان هذا الحس العالي لزينة الحدائق يعود لأن أهل الحضارة الفرعونية كانوا يمتهنون الزراعة بالدرجة الأولى، فكانوا يزرعون أنواع عديدة من الفاكهة و على سبيل المثال لا الحصر مثل كروم العنب و شجر النخيل و أشجار التين و الأشجار المثمرة بالتمر و السنط و اشجار الأثل او الطرفاء، و تشير المراجع العلمية و الزراعية الى أن أشجار الـ (Acacia) او شجر السنط و (Tamarisk) اشجار الطرفاء كانت تستقطب النحل عن طريق زهرها عند نضوج ثمارها حيث كان المزارعون يستفيدون منه بجمع العسل البري و الطازج.

وجدوا العلماء ايضا أثار على ضفاف النيل لمظلات (او بيوت مظلية) كانوا المصريون القدماء يستخدموها كمأوى لهم اثناء عملية صيد السمك، و كانوا يستخدموها كأماكن للقيلولة ايضا بسبب الهواء البارد و الرطب التي كانت تجلبه للصيادين، و كانت ارضيات تلك الجنان مزروعة بعناية بالقصب و يسمى باللغة الإنجليزية (Reed) حيث كانت القطط المدربة تصطاد الطيور من خلالها، و اكتشف الباحثون في العادات الزراعية للفراعنة القدماء أن الكهنة كانوا يزرعون الأعشاب الطبية بحدائقهم على سبيل المثال لا الحصر مثل نبات الألوة و الشمر و الينسون و النعنع و الورد لصنع التباخير الطبية منها، و للورود المائية مكانة خاصة عند المزارعين ايضا حيث كانوا يهتمون بها، فحتى اشكال بعض الورود ترك تأثيرا على الحياة العمرانية مثل وردة (Lotus) او زنبق الماء و الذي نقش شكل اوراقها على الأعمدة الاثرية، و من الورود المائية المحببة ايضا زنبق الماء بعطره الفواح.

لم تنهي قصة ولع الفراعنة بالورود عند هذا الحد بل أخذوها معهم الى قبورهم بعد الممات، فكانوا يدفنوا مع سادتهم شتى انواع الورود لتزين الحدائق ما بعد الموت و التي كانت تزين صورها جدران قبورهم الملوكية، فاكتشف العلماء و المنقبون عن الاثار في القبور العتيقة أن الفراعنة كانوا يدفنون مع موتاهم الكثير من باقات الأزهار مثل الياسمين و الخبيزة و شقائق النعمان و السوسن و البابونج...يتبع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات