بنك التسليف الوطني ؛أحد مصطلحات العصور الغابرة التي طغت عليها مفاهيم وطنية تكالفية هدفت لرفع سوية أفراد المجتمع لتحقيق عدالة في الفرصة فيما بينهم تؤدي الى خلق أفراد يحققون الإكتفاء الذاتي ويبتعدون عن خزينة الدولة في معاشاتهم ، نظام مالي تكافلي تم تحويره لأشكال كثيرة في العصر الحالي وأبرز تلك الأشكال ما يتم تسويقه أخيرا تحت مسمى تمويل المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من قبل الجهات الحكومية وبالتعاون مع جهات دولية ، ويتم تحديد مسمى وصفة هذه المشاريع بناءا على القدرات المالية المتوفرة لدى تلك الجهات مع وضع قيود صارمة من قبلها لكفالة تلك القروض ، وتكون النتيجة أموال متناهية الصغر متوفرة للإقراض وبحاجة لضمانات .

وعلى الجهة الأخرى من المجتمع نجد أن هناك أفراد تمكنوا من وضع قوانين متعارف عليها فيما بين غالبية أفراد المجتمع تسهل الحصول على قروض مالية خالية من الفوائد ومسيطر عليها في حالة عدم السداد تحت مسمى الجمعيات المالية الفردية ، وهي في أصلها تهدف الى سد حاجات مالية متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة لعدد كبير من أفراد المجتمع ، وتلك الجمعيات لاتستند الى قوانين ورقية موثقة أو ضمانات مالية بخلاف السمعة والجيرة وحسن الخلق في التعامل المالي فيما بين هؤلاء الأفراد .

ونجد أن تلك الجمعيات لاتختلف في طريقة عملها العفوية والخالية من الفوائد والضوابط المالية الصارمة عن سياسة بنوك التسليف الوطنية القديمة ، وهي بذلك تكون قد أحيت تلك البنوك واخرجتها من سيطرة الجهات المالية الحكومية والجهات الدولية الداعمة التي تضع بين عينيها هامش الفساد في الأداء الحكومي قبل الفشل في السداد من قبل المقترضين .