الحكومة التي سرقت احلام الناس


كتب النائب علي السنيد - هي لعمري حكومة بلاء على الوطن تلك التي تفقد شعبها بارقة الامل، وتدفع بعض الشباب الى تفضيل خيار الانتحار جماعياً، وقد وصلوا الى مأزق في الحياة، وهي تمضي السنوات الطوال في مواصلة سياسة الجباية العمياء التي تترك الناس صرعى الفقر والحاجة، وتهمل الدور التنموي المنوط بعملية الحكم، والذي هو اساس عملية الحكم، وبما يفضي الى ضياع الاجيال، وتوهانها، وان تخطئ طريق المستقبل ، وتظل هذه الحكومة العاجزة تنموياً تزرع البؤس والحرمان والمعاناة في كافة ارجاء الوطن، وتقتل احلام الشباب بافقادهم القدرة على العمل، وقد اضعفت بسياساتها الجبائية قدرة القطاعات المنتجة على توليد فرص العمل للاردنيين، وتسببت بمغادرة المستثمرين للبلد على خلفية عدم توازن السياسة الضريبية المتبعة في الاردن.

وهي حكومة تملك الصلاحيات والقرار، وتبقى هي المسؤولة عما الت اليه احوال الشعب الاردني في المحافظات والقرى النائية من ضيق وهم، وقد بلغ الفقر والقهر الزبى الى الدرجة التي اوصلت الاردنيين فيها الى حافة الانفجار.

ولم يلمس الاردنيون منها خيرا ، وقد جاءت بالضرائب والاسعار والرسوم، وفاقمت المديونية، وفشلت في تحريك الواقع التنموي في المحافظات، وبقيت امال الاردنيين معلقة على السراب، وعيونهم شاخصة الى غد لا بشائر فيه. فماذا ننتظر الا انفجار المحافظات لاسباب معيشية. وستفشل كافة الاجراءات والقوانيين التي شرعت لمنع الناس مرة اخرى من الخروج الى الشوارع اذا دعاهم داعي الفقر، والحت عليهم الحاجة، وقلة ذات اليد.

والشباب المعطلون عن العمل لن يندرجوا في قائمة الصمت، وفقدان الامل، وانما سيكونون قلقا، وغضبا في مستقبل الايام، حيث الفقر مدعاة للهموم والالام ، ولن يبرح الاردنيون حقهم في الحياة، ولن يطيقوا صبرا على التلاعب بمستقبلهم ، وقد طال انتظار الفرج والحكومات لا تشرع سوى بالاستيلاء على القليل الذي في جيوبهم، وانشغال بعض اصحاب النفوذ بتحقيق مطالبهم الاسرية والشللية، ويتم تفويد المحاسيب والمصفقين ايضاً، ويبقى الشعب على حالة حبيس الالم والشكوى والاحتقان، ويظل ابناء الاردنيين العاطلين عن العمل يمثلون مأساة في كل اسرة اردنية.

فأين هي تنمية المحافظات، وما هي الفرص التي تم توليدها للشباب، واين جدوى الصناديق التي اخترعتها الحكومات لشراء الوقت، وسرقة احلام الناس، والابقاء عليهم في دائرة الوهم، وماذا تعمل الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي سوى بيع الكلام، ومحاكاة الصورة الاعلامية في برامجها التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتقتصر اعمالها على مخاطبة الاعلام، واجترار التصريحات.

والحكومة تبتعد كثيرا عن حس الناس، ووجعهم لانها تمثل بعدا ارستقراطيا في المجتمع، ولا تعيش الواقع، ولا تنزل الى مستوى الناس البسطاء حيث الهم الشعبي العام، ولن تحرك روح العمل والابداع في الجيل الذي اصبح يتيه ضربا في بيداء حزنه، وتعب ايامه ولياليه.

فمن يداوي حرن الاردنيين على وطنهم المضاع، ومن يعوضهم عن احلامهم المفقودة، وقد سرق حلمهم في حياة متواضعة لصالح من ينعمون بخيرات الاردن، ويبذرونها اناء الليل واطراف النهار.
والشباب الذين سدت في وجوههم ابواب الرزق في وطنهم اين سيستقر بهم الحال ان لم تبتلعهم غائلة التطرف، وكيف تستمر معاناتهم لسنوات طويلة ثم تأتي الحكومة تلو الحكومة بالهباء، ولا تقدم على ارض الواقع ما ينهض بالواقع التنموي في المحافظات والالوية المنكوبة.

ونحن شهود عيان على ما تعانيه هذه الحكومة من غياب الرؤية التنموية، ومن عدم وجود خطة لديها للارتقاء بمستوى معيشة الاردنيين، وخاصة في المناطق المهمشة والتي تمثل خاصرة الدولة الرخوة، وهي المهيأة لكي تتحرك في اية لحظة قد ينفجر فيها الغضب الشعبي العام.

ان حكومة الاردن الشرعية هي حكومة رجال مخلصين ينتمون طبيقيا الى قاعدة الفقر العريضة في المملكة ، ويسعون في صالح فقراء الاردنيين، ويسهلون لهم سبل معيشتهم، ويوظفون الامكانيات في توفير مشاريع واستثمارات مدرة للدخل بهدف ملاحقة البطالة، ومنع الفقر من ان يستولي على ارواح الاردنيين، ويلوعهم في كل قرية او تجمع قرى في الاردن، ولا يهدرون ما هو ممكن في الهراء، وفقط يحافظون على مستوى معيشة الطبقة السياسية المرفهة، ويخدمون في الاطار الضيق من طبقة الحكم.

وقبل ذلك تكون حكومة الشعب تملك رؤية واقعية للاوضاع في المملكة، وتعرف الهوية الاقتصادية للمحافظات، وتفعل خاصيتها الانتاجية. ولا تقبل بان تستمر المعاناة ، وبأن تستمر الوعود الكاذبة ، وكي يتواصل الاحتجاج الشعبي وصولا الى وقوع الانفجار لا سمح الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات