دوله طارئه أم راسخه ..


مع إقتراب رحيل الحكومه ومجلس النواب لربما تتفتح شهية الصالونات السياسيه والكولسات للترقب او استقراء الوضع العام, ولربما يدلي البعض بتصريحات كمراهقه سياسيه للتذكير بنفسه, وهناك من يتكهن ويلمّح من أن مصدر واسع الأطلاع أسرّ له في ليله ظلماء بأنه من الأسماء المطروحه على طاولة التشكيل ولكن هناك ما هو ابعد من تشكيل لحكومه انتقاليه تنحصر واجباتها في تسيير الأمور واجراء انتخابات برلمانيه يتمحور على هل الدوله راسخه وجودياً أم انها في مهب الريح في ظل تجاذبات السياسه عالمياً وشرق أوسطياً؟؟

بعد وعد بلفور سيء الذكر قيل أنه تم استثناء شرق الأردن من الوعد على أن تكون الأماره ملجأ للهاربين من القتل والقهر غربي النهر ذات يوم, وهذا ما حدث في ال48 وال 67 وحربي الخليج ومؤخراً ما أسموه بالربيع العربي لتتوسع دائرة الخطر فلم يعد يقتصر الأمر على الأشقاء من غربي النهر بل تعداهم ليصبح الأردن مؤل لكل الهاربين من ظلم القهر والأنظمه في محيطه..

هناك دعوات لا لتجنيس الأخوه الفلسطينيين او الفيدراليه لاحقاً فحسب بل ايضاً لتجنيس الاشقاء العراقيين والسوريين من المذهب السُني ممن يعانون ظلم الرافضه في اوطانهم, بمعنى تعويم الهويه الوطنيه الأردنيه لتصبح هويه جمعيه عربيه ولربما تغيير الأسم لتصبح مملكه عربيه!! وهذا الطرح يمشي جنباً الى جنب مع الاعتراف الدولي بيهودية الدوله في فلسطين المحتله وترحيل اهلها الأصليين ممن يقاسمون الصهاينه الوطن المحتل ما قبل ال48,,من هنا هناك أطراف دوليه وأخرى عربيه تضغط في هذا الاتجاه وتعمل جاهده ليكون الأردن مستودع لكل هؤولاء لقاء فتات من المال المغسول ليصب في جيوب البعض فحسب ولن يطالنا كأردنيين غير وجع القلب وتذويب وصهر الهويه الاردنيه..

ما أسلفت يثبت اننا دوله طارئه لا راسخه وهويتنا الوطنيه تقف عند حيثيات الرقم الوطني فحسب ومؤسسات الدوله الأمنيه لا حمايةً لوجودنا ولكن حمايةً لتثبيت وجود الآخر على أرضنا وممتلكاته وامتيازاته, من هنا بدأ دورنا كشعب أصيل يتلاشى ووجودنا في عمّان لربما يقتصر على الأحياء الشعبيه, ولم يعد هناك رموز وطنيه تلتقي عند الهم الوطني ليتقلص هدفها في الابقاء على رغيف الخبز يُتداول بين الأيدي المتعبه للحفاظ عليه فحسب..نعم نحن طارئين على الآخر حتى حين!!

إختلفنا على قوانين الأحزاب والأنتخابات ونحوس ونلوص ولسنا المستهدفون بالاصلاح والتغييرات, نعم لسنا بأكثر من رقم وهويه تعددت أهداف منحها,فالتعداد الأخير للسكان لربما لم نقرأه جيداً في حين كان هو عباره عن رساله للاردنيين من انكم اصبحتم قلّه قليله وستصبحون ذات يوم أقليه في وطنكم الذي منحتموه الارواح والدماء دفاعاً عن ترابه ووجودكم ذات يوم..

أخالفكم جميعاً الرأي فالقادم ينذر..فلا تغريكم الوعود فمنذ وجودنا ونحن ننتظر التغيير للأفضل وقد تبدلت لربما مائة حكومه وحكومه وليس منها من كانت من رحم الوطن, فأصحاب الولاية العامه يغريهم بهرج كراسي الرابع, فإذا ما غادروه يفعلون المستحيل ليعودوا اليه ولو على حساب كرامتهم ومبادءهم ,, لم يعد هناك أصحاب مبادىء ولا وطنيين,, نحن جميعاً طارئون وعابرون..حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات