حين تتكأ القرى على كتف الوادي ، تنام و تصحو على خرير الماء المتولد حبا من عين سارة (السيل ) ذلك النبي الكهل الذي اتخذ على عاتقة تعميد الفرح في القرى المحاذية للوادي .

بذان وبردى قريتان متجاورتان حد العناق فلا تدري ايهما يحضن الآخر ، هنا يتداخل بناء مدرسة الواقدي الاساسية فيبدأ من قرية بردى وينتهي في قرية بذان فتحتار في تعريف عنوانك اين تكون غير انك لن ترضى بأقل من أن تؤمن أنك تقف على قطعة من ارض الوطن هي الأجمل .

التين والزيتون وطور سنين ، بساتين خضراء تنتشر على مساحة القريتين وثمة زقزقة عصافير تختلط بهمهمات طالبات المدرسة ذات صباح ..

المرايل الزرقاء والخضراء ، جدائل معقودة وحقائب مدرسية ربما كانت تحوي شطائر الزيت الزعتر التي اعدتها الامهات لاطفالهن من زيتون وزعتر الارض المعطاء مع الكثير من الدعاء والاماني

صباحات الخير
يدهشك هذا المشهد حين تتوافد الطالبات الى ساحة المدرسة من كل فج عميق .

الطالبات يحفظن دروس الحياة عن ظهر حب ، لا احد هنا يلقي القمامه في الشارع او في ساحة المدرسه والكل يعرف تماما ما يجب ان يفعله ، اين يقف ، متى يتحدث كيف ينصت للاخر ...

ما اجمل ان تتصفح وجوه الاطفال عندما يباغتك طفل بابتسامة تشبه ميلاد الفجر ، تلك الصغييرة التي ربطت جديلتها بريطه حمراء ابتسمت في وجهي وهي تقول : انا احب مدرستي .

كانت هذه الكلمات كافية لتحملني الى سنين مضت حين قلت لامي انا اكره المدرسه.

كان الاستاذ يلوح بعصاه في يد والاخرى يحمل فيها قلما

اذا كانت المديرة هي ام لجميع طلاب المدرسه ، تعاملهم بالحب والاحترام وتنظر الى زميلاتها على انهن اخواتها المربيات اولا ثم معلمات عندها ستفتح شهية الطالب للعلم وحب الدراسة والاقبال على طلب العلم بالعمل والايمان بمستقبل هو قنديل ينير العتمة ..

مدرسة الواقدي في قريتي بردى وبذان غرب مدينة الكرك .

مابين عسر الجغرافيا وضعف الاماكانات المادية وفقر البيئة المحيطة استطاعت ادارة المدرسة وكادرها من المعلمات ان يصنعن من التفاصيل الصغيرة والمهملة اشياء ذات قيمة كبيرة ووسائل تعليمية مهمه من خلال التدوير واعادة التشكيل ولم يخلو الامر من مشاركات الطالبات .

هنيئا لنا وهنيئا للوطن بكل من ترك التذمر وقلة الحيلة وانطلق للبناء دون ان ينظر تحت قدميه ..
سلام الى مدرسة الواقدي
بردى وبذان الف سلام وسلام