اذا كان معالي السيد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية سيغضب فهذا شأنه ، واذا كان دولة السيد رئيس الوزراء سيعتب فهذا رأيه ... لأن غضب سبعة ملايين مواطن أردني أهم من غضب معالي رئيس السلطة ، ولأن عتب سبعة ملايين مواطن أردني أهم من عتب دولة رئيس الوزراء ، ولأن طريق الموت الذي يربط بين عمان والعقبة أصبح عقوبة طال تطبيقها على معظم الشعب الأردني ، ولا يجوز في أي حال من الاحوال أن يبقى القلب النابض في عمان موصولا بالجنوب الأشم بما فيه العقبة بواسطة هذا الشريان الأبهري الذي لم يعد صالحا عليه السير بواسطة الأقدام ...

لقد زرت على مدى عمري الوظيفي في الاعلام 42 دولة في العالم ، ولم أشاهد طريقا مثل طريق عمان العقبة من حيث انعدام صلاحيته لا لسير المركبات ولا لسير الحيوانات ، فوالله لو سار حصان أصيل لمسافة خمسين مترا فقط على الطريق الواصل بين منطقة النقب ومعان الحبيبة ... لتكسرت قوائمه ، وتحطمت حوافره على قارعة الطريق ... والسؤال الذي لم يجد جوابا لدى المسؤولين منذ ثلاث سنوات : الى متى سيبقى هذا الشريان الحيوي الرئيسي جثة مقطعة الأوصال على الرغم من مرور عشرات المسؤولين الكبار باتجاه العقبة كل يوم ... ترى هل انعدمت الرؤيا وغاب البصر وتعامت البصيرة عن معانات ألاف السائقين كل يوم سواء الزوار أو المواطنين الساكنين أو العاملين على هذا الخط الصحراوي ... فمن أراد الغضب أو العتب من المسؤولين عليه قبل ذاك وذلك أن يسافر غدا في سيارته الخاصة من عمان الى العقبة ، ويعطينا اجابته اذا كان لديه جواب ...