الأرهاب مفهوم مختلط


من ينادي ويقول ويعتقد بانهاء الارهاب من العالم هو انسان واهم ولم يقرأ التاريخ وهو كمن يطلب من البشر أن تعيش دون شرب ماء أو طعام طوال حياتها

ان للارهاب مفهوم ديني منظم ومفهوم آخر مستحدث بلا ضوابط ، وبكل اختصار دون الخوض المستفاض به فان الارهاب بمفهومه الديني هو الوصول لفرض السلام عن بعد من خلال ايقاع الرهبة والخوف لدى جيرانه بما يرونه ويسمعونه عنه من اعداد قوة وثبات معتقدات والتحام مجتمعي واهداف سامية لتنظيم المجتمعات بالعدل والتساوي فلا يجد الطرف الآخر مناصاً من التسليم بالواقع والهرولة لعقد الاتفاقيات والمعاهدات لحفظ أمنه وسلامته

وما يهمني هو الارهاب المعروف بالمستحدث وهو القديم الجديد وهو فرض الاستسلام بالقوة مع قلب موازين الطرف الآخر وطمس هويته دون ضوابط شرعية أو أخلاقية أو انسانية وهذا النموذج كان يظهر في كل عصر ومادته اللعب على أوتار الفقر والجوع وعدم تكافؤ الفرص والحسوبية والظلم وتكميم الأفواه والفساد وعدم وجود العقاب لفئة في حين يتم على فئة أضعف واغتراب المواطن في بلده

مما يفتح الباب على مصراعيه أمام كل صياد للمظلومين وتمنيتهم بالعدالة أو بالدين أو بالخلاص مما يعانون ويسيرون معهم ثم يجدون حلاوة بمكاسبهم ويتورطون ويسيرون على نهجهم بكل قناعة كردود فعل لما عانوه بمجتمعهم وبحب الانتقام من مجتمعهم القديم غير المتوازن

وأكبر مثال على هذا هو كيفية انشاء دولة القرامطة والتي تعتبر درساً قاسياً لنا وعلينا التعلم منه وعلى حكام العرب والمسلمين التعلم منه والانتباه للمستقبل

دولة القرامطة : كانت على المذهب الاسماعيلي ودخلت قلوب الناس بداية باسم الدين وبانتقاد ما يجري من ظلم وتجويع وفساد وعدم مساواة في المجتمع وجمعت حولها الفقراء والمظلومين ثم سلكت اقتصاد الغزو والسلب والقتل والنهب لتحقيق المساوة وكانوا يخلطون بين المجوسية والبوذية والزرادشت بافكارهم وأعفوا الناس من الفرائض الدينية والمساجد وأحلوا زواج المحارم ومنهم من اتبع الزندقة وأنكروا كل الرسل ونشروا اللواط بالعراق كما عند المجوسية قديما وظهر بعصرهم مصطلح الغلاميات أيام الأمين وكل غلام لا يطيع سيده بالشهوات يذبح كالأغنام وفسدت النساء فساداً ما بعده فساد وظهر بعصرهم فرق اسلامية متعددة ضعيفة كل منها يكفر الآخر سار القرامطة اولها على قطع قوافل الحجاج ونهبهم وقتلهم وأخذ النساء والاطفال للمتعة والبيع ثم توسعوا حت هاجموا الكعبة وقتلوا الآلاف بها وألقوا بالجثث ببئر زمزم ونهبوا ستار الكعبة واأخذوا معهم الحجر الأسود واعادوه بعد اكثر من عقدين حتى وصلت اخبارهم لزرع الرعب والخوف بالدولة العباسية بزمن الخليفة المقتدر ونزح الكثير من بغداد خوفا على حياتهم وأعراض نسائهم واستمر حالهم حتى عام 331 للهجرة حتى جاء البويهيون وقضوا على دولة القرامطه

وها هو الحال يتجدد بكل عصر بتسميات مختلفة ولنفس الأسباب وبنفس النهج ويسمونه الارهاب ..... عودوا للتاريخ واتعضوا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات