كيف نخرج


في المجتمع العربي الذي يتسم بالفقدان العام للحكم السياسيّ الحر والخلق الحسن والإيمان يكون الحديث عن مفاهيم عصرية كالوطنية والانتماء مضيعة للوقت ونفاق يداري الخوف , ويكون منح السلوك الفردي والجماعي الصفة الايجابية ضمن حلقات اركان الاسلام باطل وفي غير مكانه , فعندما يغيب الفكر ويستفحل الجهل , وتحتكم الامور الى المصلحة الخاصة يختلف القياس فيكون وزن الشخصية بالغرام وطول القامة بالسنتيمتر.

لا مستقبل لأمة لا تعترف بأخطائها وتجمّل ذلها وهوانها وتستمر على طريق التبعية والتزمت والفكر البال, أمّة يحتقر ابناؤها ابناءها لأجل المال والجاه والمنصب . في مجتمع عربي يتباين فيه سلوك الفرد بالالتزام العام خلال لحظات قصيرة لن يظهر الحق و لن يزهق الباطل وستكون الحالة العامة اوضاع مليئة بالهم والغم والانفصام والذل .

في مجتمع عربي محلي يستهزئ بالعالم والحكيم وينفى العبقري والمبدع ويُفقد فيه حق الجار واحترامه ويكون القريب عدوّ جاهل ومستودع للحماقات , ويظهر القانون فيه ضعيفا جائرا كالشرذمة الذين شرّعوه ليعبّد دروب الفساد ويمنح الجنسية للمرتزقة ويعين سفلة اغبياء يتحكمون في الرقاب , هناك يكون ازدواج الجنسية كازدواج الشخصية قدح أخر يملؤه صاحب الشأن ليسقي لسيده.فمن اغتال الشعوب غير ابناء الشعوب , ومن جلب سماسرة الاديان غير اصحاب الجيوب , هؤلاء من اعتادوا ان يصوبوا فوهات الافتاء على رأس المخلص والأمين والصالح ثم يدّعون بهذا أنهم يحاربون التطرف وينظمون النسل الوطني بعد أن أستيقظ وكشف حقيقتهم والتاريخ المزور ...

والشعب بين ذلك كله بلا اتجاه , ويسير بتنويم أعلامي رخيص , يضيع مع الحدث والخبر أوقاتاً طويلة حين الوقت يعدّ من ذهب , أصبح هو من يصنع الخلاف وهو من سهل مهمة السياسي الفاسد والنائب الفاقد , وهو من تبع الطائفية وجذّرها في نفوس الجيل وفي حوار حول القادم على المجتمعات العربية الاسلامية كم تمنيت أن يكون الخلاف بين من يدعون الاسلام خلافا فقط حول رواية حديث او أحقيّة والٍ او تفسير نص قرآني ...ما يغلق جميع نوافذ الامل انّ الخلاف في الاصل هو سباق الى عبودية ليستوطن الذين في قلبوهم مرض على سدة الحكم وتستمر المعاناة ويستمر تقدم الامم الاخرى ورقيها من فاتورة الوقت والحدث الذي نضيع ونتمسك, وفوق كل ذلك نرى بعضهم يسبّون العلمانية وهم في حقيقتهم الحالة اللادينية اللامدنية والعلمانية تلك في أحلك لياليها تضيء الدروب لتكشف عن أقنعتهم الشيطانية وصفقاتهم الجنسية ,ويتهكمون على البوذيّة , أتكون البوذية التي حلقت ألاف الاعوام في سماء الحضارات وأراضي الامم , كافرة في خضم أودية ردتهم السحيقة... عندما تخلق بالتزمت والتعصب والعناد عدوا فجهّز للمعركة ...من الغباء ان تستكثر عليه طموحاته , ومن السذاجة ان تستنكر عليه أهدافه , ومن الضعف انْ تستهجن اساليبه...

سنين طويلة ونحن ندعوا الله ان يسلط على الظالمين من لا يرحمهم , وقد استجاب الله وهم الان مسلّطون علينا بلا رحمة ,عندما نرى في امرأة كامرأة فرعون ذاك الايمان والخلق العظيم وتلك القوة , كيف ندّعي الرجولة والإيمان والخلق والقوة,نحن من صنع من الحمقى رموزا ومن الخونة تماثيل ...
الفساد عندنا أصبح نظام والنظام لا يحترم فوضى الاخلاق ....فهل ننظم اخلاقنا لتعم الفوضى في الفساد...

shnaikatt@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات