لماذا تراجع انتشار إنفلونزا الخنازير؟


حسب احصائيات وزارة الصحة لم يتم تسجيل أية اصابة جديدة بمرض انفلونزا الخنازير في الأردن في الأسابيع الخمسة الماضية. هذا خبر نحمد الله عليه ونتمنى بقاء هذا المرض بعيدا عن بيوتنا ومجتمعنا. ولكن بنفس الوقت من المهم طرح بعض الأسئلة الاساسية حول اسباب تراجع المرض بهذه السرعة خاصة أن نظريات المؤامرة بدأت تنتشر وتربط ما بين تراجع المرض وما بين اتمام عمليات شراء المطاعيم من الشركات المنتجة لها في كافة أنحاء العالم تقريبا.

المنحنى البياني لانتشار المرض في الأردن وفي العالم يبدو مثاليا ومتوافقا تماما مع منحنى العمل على انتاج المطعوم. انتشار المرض وصل الى الذروة محليا وعالميا في شهري تشرين الأول والثاني 2009 والذي ترافق مع اعلان البدء بتوزيع المطاعيم على نطاق تجاري.

من الصعب بل المستحيل علميا الادعاء بأن شركات الادوية تستطيع السيطرة على انتشار الفيروسات لأن حالات المرض وأعدادها والوفيات الناجمة عنها كانت حقيقية وليسا مؤامرة ولا كذبة ، ولكن من المؤكد أن هناك اسبابا علمية لهذا الترابط المدهش.

من الممكن الحصول على الاجابات من خلال تقييم مدى كفاءة الاستجابة للمرض على المستويات المحلية. وهنا في الأردن يمكن الحديث بتجرد وموضوعية عن وجود جاهزية كافية للتعامل مع الاصابات ، بالرغم من الضغط الكبير وسوء الادارة المؤقت الذي ترافق مع وصول الحالات الى الذروة في المستشفيات العامة.

من المؤكد أن حملات التوعية قد ساهمت في تقليل الانتشار من خلال تغيير بعض العادات السلوكية كما أن "حالة الذعر" التي ترافقت مع انتشار المرض ، حتى لو كان مبالغا بها قد ساهمت في زيادة الحذر من الاصابة.

مزيج من الاستجابة الرسمية والاجتماعية كان كافيا لردع الانتشار ، حتى لو كان المطعوم بحد ذاته لم يحظ بالقبول الاجتماعي وأصبحت وزارة الصحة في حالة مربكة من الاضطرار لشراء كميات أكبر من الطلب وعدم موافقة شركات الأدوية التي تعتبر نماذج في الجشع على المستوى العالمي على تقليص الكميات التي تم التعاقد عليها مسبقا.

هذه الحالة تستحق الدراسة من أجل تحديد القوى الدافعة التي جعلت انتشار المرض يتوقف وكيف يمكن استعادة وتكرار هذه القوى الدافعة في حالات أخرى في المستقبل.

بالطبع يتطلب ذلك تحليلا علميا دقيقا لا دعائيا تعبويا وربما من قبل مؤسسة مستقلة قادرة على تحديد الاتجاهات التي ساهمت في السيطرة على المرض في الأردن وهذا ما سيوثق العوامل الناجحة بطريقة علمية وعدم الاستسلام لاغراء القبول بنظرية المؤامرة حتى لا نستكين لها ونرفض اتخاذ اجراءات ضرورية للصحة في حال واجهنا تحديا جديدا لمرض أصعب من انفلونزا الخنازير في القريب العاجل.

batirw@yahoo.com

 


التاريخ : 18-01-2010
 



تعليقات القراء

مصري على دوار دابوق
لأن الله ارحم بالشعب الاردني من ان يجمع عليه حكومة سمير الثاني والامراض.
18-01-2010 04:04 PM
ابو احمد
اولا لا اتفق مع التحليل للكاتب عن سبب تراجع وانحسار المرض خلال فترة وجيزه جدا وذلك لان المطاعيم لم تاخذ وقتها للحماية من المرض !!!
ثانيا انها لعبة التجار الكبار ومصنعي المطاعيم !!!!
ثالثا لقد انكشفت اللعبه للجميع وان اغلب الناس لم يتناول المطعوم لقناعته بعدم وجود مرض اصلا!!!
واخيرا ارادة رب العالمين بفضح العالم الديمقراطي النصاب الحرامي الذي يعتاش من جيوب الجهال في العالم الثالث واظهار زيف وجود مثل هذا المرض!!!
20-01-2010 06:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات