أن تسمع الثناء على الطب


قد يصفني البعض بعدم الوطنية وقد ينعتني أخر بناظر للنصف الفارغ من الكأس لكني ليس بهذا ولا ذاك فأنا لست سوى مراقب ومجرب.

سأبدأ من عبارات المدح والثناء إن هذا الثناء نسمعه أكثر ما نسمعه من الأشقاء العرب، هؤلاء الذين يأتون للاستشفاء والعلاج بالمستشفيات الخاصة ويدفعون ما يدفعون وما لا يقدر عليه الأردنييون، كما أنهم يتلقون خدمة قلّ نظيرها لكونهم من الخارج، بالتالي يخرجون حاملين معهم صورة مشرقة تتناسب طردياً مع ما يدفعون من أموال.

الأردني عندما يذهب للعلاج في مستشفيات القطاع الخاص ووفقاً لأمكاناته المالية تأتي له الخدمة الفندقية، أما الخدمة الطبية فهي متوقفة على الصدف فقد لا تسمح له موازنته بغرفة بعيدة عن الضوضاء فيستقر به الحال بالقرب من الحفارات ومعدات البناء الخاصة بمشروع قريب او بالتوسعة ولا يتوقف الأمر على ذلك فقد تدخل إلى المستشفى وتخرج منه دونما جدوى أو تحسن وفي هذه الحالة ستتوقع أن ترى الكرة تنتقل من ملعب المستشفى إلى ملعب الطبيب المختص دونما جدوى فالأول سيتذرع بتنفيذ تعليمات الطبيب والذاني سيتمسك برأيه وتحليلاته التي لا تملك دحضاً لها فأنت لست طبيباً، خاصة إن كانت الحالة على درجة كبيرة من التعقيد يتطلب المزيد من الحرص لا التسيب.

كثير من مستشفيات القطاع الخاص لا تملك نصيباً من اسمها فمنها ما يحمل رموزاً لما هو مبارك ومنها ما يؤشرفيأ معناه على الخبرة والكفاءة دونما نرى شيئاً من ذلك.

أما القطاع الصحي العام فقد يذهب بك إلى الهاوية لأنك لست ممن تنطبق عليهم الشروط فالداء يجب أن يكون على مستوى المحافظة لأن سيارة الاسعاف لا تنقل المريض إلى مستشفى خارج المحافظة وإن حدث ذلك فهي حالات نادرة تستلزم إجراءات ووقت قد يدفع المريض ثمنه.

وعن مستوى وجودة الخدمة الطبية فهي بالقطاع العام سواء فلا فرق فأنت لا تدفع المال ولكن قد تجد الفروق بين طبيب واخر او بين ممرض وأخر تبعاً لاعتبارات عدة منها ما يتعلق بالضمير المهني

ومنها ما يتعلق بالمعارف والواسطات ومنها ما يتعلق بالاكراميا.
عندما تعيش هذين الواقعين تقف حائراً ففي القطاع الخاص تجد مستغل مالياً دونما فائدة وفي القطاع العام تجد نفسك في حالة من الترقب والانتظار والسباق مع الزمن والدوران في حلقة مفرغة باحثاً عن مصباح الواسطة السحري على كافة المستويات لتنقذ مريضك.

سأخرج عن النص قليلاً لأتساءل لماذا لا تقوم وزارة الصحة بلعب دور مماثل لدور وزارة التربية والتعليم فالأخيرة تضييق الخناق لضبط تجاوزات المدارس الخاصة لكن وزارة الصحة لا تحرك ساكناً أمام سلوكيات وممارسات المستشفيات الخاصة وبالنسبة لمشافي القطاع العام هل هي بحاجة لأن يتقدم العاملون فيها لامتحان الشهادة الثانوية على غرار المدارس لمعرفة الغث من السمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات