عاصفة في اسرائيل بعد اعلان اولمرت تجديد المحادثات مع سورية


جراسا -

الناصرة ـ على الرغم من ان الحلبة السياسية في اسرائيل منشغلة في الانتخابات العامة التي ستجرى في العاشر من شهر شباط (فبراير) المقبل، عاد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، لتصدر الاجندة السياسية بعد ان قام ديوانه بتسريب معلومات الى وسائل الاعلام العبرية حول نيته مواصلة المفاوضات غير المباشرة مع سورية، الامر الذي اثار عاصفة سياسية داخلية في تل ابيب بعد قيام نواب المعارضة، وتحديدا من حزب الليكود المعارض بزعامة بنيامين نتنياهو بتوجيه الاتهامات اليه.

وتوجه العديد من اعضاء الكنيست من اليمين الى المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، المحامي مناحيم مزوز، مؤكدين له ان اولمرت لا يملك الشرعية في هذه المرحلة الانتقالية لتجديد المفاوضات مع سورية، في حين قال المقربون من زعيمة حزب كاديما ووزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، ان اولمرت لم ينسق هذه الخطوة معها، وانها لا تعلم بذلك، على حد تعبيرهم.

من ناحية اخرى، قالت صحيفة "معاريف" ان زيارة اولمرت الى واشنطن الشهر المقبل ولقاء الرئيس جورج بوش، جاءت لمحاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي اقناع بوش بالضغط على الفلسطينيين لتوقيع اتفاق مبادئ، كما ان اولمرت يريد طرح الملف النووي الايراني على بوش، واقناعه بعدم ترك الخيار العسكري لمواجهة البرنامج النووي الايراني، بحسب ما اكدته المصادر المقربة من اولمرت.

يشار الى ان اولمرت زار واشنطن في تموز (يوليو) الماضي واجتمع الى بوش في لقاء وصف بأنه اللقاء الوداعي بين الاثنين، وبالتالي فان الزيارة الجديدة تبدو مفاجئة للعديد من المحللين في اسرائيل.

ونقل عن مصادر مقربة من اولمرت انه يسعى الى التوصل الى اتفاق مكتوب في سلسلة من القضايا الامنية التي تم الاتفاق عليها بينه وبين بوش، وذلك لنقلها الى الادارة الجديدة، وخاصة القضايا ذات الصلة بالبرنامج النووي الايراني وصفقات السلاح والمساعدات الخارجية للسنوات المقبلة.

وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا في الدولة العبرية قد كتبت الجمعة في عنوانها الرئيسي انه وفقا لمصادر عليمة في ديوان اولمرت، فان رئيس الوزراء يعمل على تجديد المفاوضات غير المباشرة مع سورية، بوساطة تركية، وانه سيعمل على اطلاع تسيبي ليفني ووزير الامن وزعيم حزب العمل ايهود باراك على التطورات التي تحصل في هذا المجال.

وتابعت الصحيفة قائلة ان رئيس الوزراء اجرى الخميس، محادثات مع وزير الدفاع التركي وجدي غونول في مكتب رئيس الوزراء في تل ابيب، وطلب منه نقل رسالة الى الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد تفيد انه بالامكان تجديد المحادثات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية اسرائيلية تقديراتها انه بعد جولة المحادثات غير المباشرة القريبة من الممكن ان تنضج الظروف للمحادثات المباشرة مع سورية، على حد تعبيره.

يذكر ان المحادثات غير المباشرة كانت قد توقفت قبل ثلاثة اشهرعلى خلفية استقالة اولمرت، وفي الاساس على خلفية الاعتقاد بأن وريثته ليفني ستتمكن من تشكيل حكومة جديدة. الا انه وبعد ان تبين ان اولمرت سوف يبقى في منصبه في الاشهر المقبلة، فقد قرر تحريك المحادثات مع سورية مجددا.

وبحسب الصحيفة فانه خلال الجولات الاربع التي جرت في السابق ناقش الطرفان عددا من القضايا من بينها الترتيبات الامنية والتطبيع والمياه والخط الحدودي بعد التوقيع على اتفاق سلام.

وتابعت المصادر عينها، نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى مقربين من اولمرت انه لم يتم تبادل وثائق في المحادثات الجارية، ولم تتم المصادقة على ما يسمى بوديعة رابين، ومن بعده شمعون بيريس ونتنياهو وايهود باراك، بشأن الانسحاب من هضبة الجولان العربية السورية المحتلة منذ العام 1967، مقابل اتفاق سلام مع سورية.

وعلى الرغم من ذلك، تابعت المصادر، فمن الممكن الافتراض بأن السوريين يستطيعون التوصل الى نتيجة مفادها ان الجانب الاسرائيلي يدرك هذا المبدأ، الذي ينص على الانسحاب الكامل من الجولان، مقابل اتفاق السلام، وهو الامر الذي يسمى في اسرائيل "وديعة رابين"، على اسم رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين، الذي اغتيل في العام 1995 برصاص متطرف يميني.

كما اكدت الصحيفة على ان مكتب رئيس الوزراء سوف يجدد، في مطلع الاسبوع المقبل، طلب مصادقة المستشار القضائي للحكومة على قيام رئيس الطاقم السابق في ديوان اولمرت، يورام طوربوفيتش بمواصلة اجراء المحادثات غير المباشرة، سوية مع المستشار السياسي لرئيس الوزراء شالوم ترجمان، الذي رشحت الانباء نية ليفني بتعيينه سفيرا لتل ابيب في المملكة الاردنية الهاشمية.

وتابعت ان اولمرت ينوي اطلاع القائمة بأعماله ووزيرة الخارجية، ليفني، بالاضافة الى وزير الامن ايهود باراك، على تجديد المحادثات مع سورية.
من ناحيتها قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان اولمرت اجتمع يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع مع وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر، الذي كان قد اجتمع قبل ذلك في دمشق بالرئيس السوري الاسد وابلغ اولمرت استعداد الاسد لتجديد المفاوضات مع اسرائيل، مشددا على ان الرئيس الاسد جدي للغاية.

وبحسب الصحيفة فان اولمرت رد على الوزير الضيف قائلا انه هو الاخر جدي في قضية المفاوضات مع سورية، وستقوم اسرائيل بالرد على تساؤلات السوريين في الجولة القادمة من المحادثات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات