تعديل قانون الجمعيات


ماذا لو أنّ دائرة سجل الجمعيات , اقترحت من ضمن خطّتها لتعديل قانون الجمعيات , أن تحدد مدّة بقاء الرؤساء لها لمدة عامين أو أربع سنوات , وبعدها لا يحقّ لهم أن يترشحوا مرّة أخرى لرئاستها, وهذا طبعا غير مطروح , وماذا لو ان التعديل غيّر المؤسسين لكل جمعيّة من سبعة الى خمسين مؤسسا , كما هو مقترح , وماذا لو أقرّ فعلا عدم جواز أن يكون عضو الهيئة الاداريّة أو رئيسها عضوا أو رئيسا في جمعيّة أخرى , ولو أن التعديل طال الجمعيّات الاجنبية الكثيرة التي تسجّل في الاردن من غير أن يعرف أسماء مؤسسيها , ولا من أين تحصل على الدعم لتحقيق برامجها , وهل يستطيع القانون المعدّل أن يحدّ من تزايد أعداد الفروع لجمعيّات تفتح فروعا في كلّ مدن المملكة من غير أن يكون واضحا من أجل ماذا فتحت هذه الفروع , أو ما هو عملها فيها .

الجمعيّات الكثيرة المسجّلة في سجل الجمعيّات في المملكة , عددها أكثر من ثلاث آلاف جمعية , أكثر من ثلثيها جمعيّات خيرية , وبعضها تعنى بالشأن الثقافي , والباقية لأهداف أخرى , ويجري الحديث هذه الايّام عن اقتراح تعديل قانون الجمعيّات المعمول به , الذي لا بدّ وأن يسير في مراحل قانونيّة , وحسب القائمين على العمل الخيري , فان القانون المعمول به , فتح المجال لسبعة أشخاص من الراغبين في تسجيل جمعيّة أن يتقدّموا لتسجيلها , وبقيت معظم هذه الجمعيّات سنين عديدة من دون مقر , وبعضها من دون نشاطات تذكر , الاّ أنّها تنتظر الفرصة للحصول على منحة أو قرض , تقوم الجمعية بإقراضه الى الراغبين من ابناء المجتمع لعمل مشروع صغير ما , على أساس اعادته بأقساط ميسّرة , الاّ أنّه لا يعود في غالب الاحيان , ثم لا تلبث هذه الجمعيّات أن تصبح عبئا على موظفي وزارة التنمية الاجتماعيّة بسبب قلّة نشاطاتها ويجبرون على اتخاذ قرار بحلّها وتشكيل هيئة ادارية مؤقتة لها من موظفي الوزارة .

بعض الجمعيّات العاملة في كلّ مدن الاردن , نشيطة , وخصوصا الخيريّة منها , وعملت على تحسين حياة بعض المعوزين الذين لا تستطيع وزارة التنمية الاجتماعية الوصول اليهم , ولكنّ رؤساء معظمها لا يتنازلون عن عرش رئاستها , ويعتبرون أنّها من دونهم لن تستمّر في العمل , ولا يوافقون في غالب الأحيان أن يدخل معهم أعضاء جدد الى الجمعيّة , لأنّهم يعتبرونها مملكتهم الخاصّة , ولكن العمل الخيري يفترض أن يكون متاح للجميع , وأن لا يكون حكرا على مجموعة من الأشخاص يعملون , من دون أن تراقبهم الهيئة العامّة للجمعية التي لا تمارس رقابة , ولا يهمّها ذلك .

يقول أحد المطّلعين على عمل الجمعيّات الخيرية , أنّ بعضها تعمل وكأنّها لعصابة معيّنه , لهم أكثر من جمعيّة , رؤساء فيها أو أعضاء هيئات اداريّة , يحصلون بطريقة ما على كلّ الدعم المقدّم من كلّ الجهات , الحكوميّة وغير الحكوميّة , وبعضهم يعمل من أجل الوجاهة أو لأغراض انتخابيّة , بحيث فقد العمل الخيري الهدف المرجو منه , ولكن الأمل معقود على كثير من الخيّرين الذين يقدّمون الخير من دون أن ينتظروا شكرا , أو حتّى أن يسجلّوا جمعية أهدافها غير أفعالها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات