سوريا تغلي كما الأرجيله والنار من فوق


قيل عندما هاجر الشركس والشيشان تاركين اوطانهم فراراً من التقتيل تجاه الشرق الاوسط في طريقهم الى مكه مروا بسوريا, وذات يوم برفقة حكيمهم او كبيرهم قصدوا أحدى المقاهي القريبه لاحتساء القهوه, وفي الاثناء كان هناك من الدمشقيين يدخن الارجيله, وعندما رأوها فروا هاربين ولحق بهم كبيرهم وعندما سؤلوا قالوا لن نبقى في هذا البلد لوجود الجن,,وفسروا ذلك بأنهم يعرفون ان الماء يوضع في القدر فوق النار ليغلي اما وما رأوا في الارجيله ان النار فوق والماء في الاسفل يغلي فهذا مسكون بالجن..

واليوم الشعب السوري لذات السبب ترك وطنه هارباً في كافة الاتجاهات,, فالنار أعلاهم تسقط على هيئة براميل وقنابل فسفوريه تحرق الأخضر واليابس, ولم تترك لهم أرضاً لدفن موتاهم بعدما نفشت الصواريخ كل شبر حيث يعيشون..نعم سوريا مسكونه بالجن البشري,, رئيساً ونظاماً لا يراعي حق الانسان في عيش آمن وكريم فكم تستباح الكرامة وكم تهدر على قارعة الطريق وليس هناك حقوق للانسان,, يقتل المسلم هناك على اسمه وهويته,, يبادوا جماعات جماعات فلا تعرف الطائرات ان تفرق بين مقاتل وطفلٍ او شيخٍ هرم..ارادوها محرقه وهم يستنكرون محارق النازيه,, فهتلر تلميذ في مدرسة العلويين ورئيسهم الأسد..

المسلم ملاحق في وطنه فكيف خارجه,, أضحت الهويه والدين كما يصفونها بالارهاب,, فالمسلم المتشدد يكفّر المعتدل,, والغرب يساعد المتشدد للفتك بالمعتدل والمعتدل في نظرهم ارهابي,, تتلاطم التشبيهات وتتقاطع المصالح والمستفيد ابناء القردة واحفاد الخنازير من الجاثين على صدر الاقصى والصخرة المشرّفه..نعم لم يعد يخفى عداءهم للدين والانسان, فما يصرف على السلاح لو صرف على الغذاء والدواء لتم اجتثاث الارهاب والامراض والفقر من العالم اجمع..ولكن هيهات!!

اعود لسوريا المعارضه وسوريا الاسد,, سوريا نصر الله وايران وسوريا بوتن والاسد, هي ساحة الوغى, وهي ساحة التدريب على القنص والقتل,, هي افغانستان 2,, والبوسنه 3,,هي ارض الحشد للموقعه الكبرى ان بقي فيها من يوحد الله ..سوريا لن تستقر لا اليوم ولا بعد عام او عشره فقد انفلتت السبحه وتناثرت خرزاتها ومن الصعب اعادتهم,, سوريا ستتقسم ان شاءت امريكا واسرائيل, من بعده سيحاولون الاعمار بعدما تكون قد فقدت هويتها وعروبتها, بالرغم من ان هناك من الكاظمين الغيظ الجالسين فوق جمر عروبتها في انتظار ان تزول الغُمّه..

سوريا هي امتدادنا شمالاً وسوريا هي بعدنا القومي ايضاً, ففيها ووري الثرى يوسف العظم ومن استشهدوا دفاعاً عن كرامة الأمه وعلى ارض فلسطين ايضاً ما قبل النظام الحالي وامتداده الشيعي الصفوي,,وسوريا هي الكتف اللبناني حيث تغفو بيروت اذا ما داهمها رصاص المرتزقه,, ودمشق العين الثانيه كما بغداد في وجه التاريخ الاسلامي الناصع.. لم يبقى منها سوى بضع حجاره اختزلت حضارتها , وبضع نسوه أثرن البقاء الى جانب قبر إبنٍ او حبيب...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات