" ارحيل " في الرابع !ِ


لما لا ؟!
د. ارحيل الغرايبة يكاد يكون السياسي الاردني الأبرز في السنوات الأخيرة تحديدا , الرجل لم يبتعد عن الاضواء و لم ينزوي و لا يعرف الإحباط , له باع طويل في السياسية , لا يختلف احد على نزاهته و زهده و رصانته , و اثبتت التجارب انه منفتح على كل الاطراف . فهو غير اقصائي, و عبر مؤخرا عن تطور غير مسبوق في تاريخ الاسلاميين في الاردن تحديدا بأن تبنى الاطروحة الوطنية المتصاعدة التي تعيد لفت انتباه الاردنيين لمسألة علاقتهم بوطنهم , بعد ردح طويل من زمن قميء كان ايمان الاردني فيه بوطنه يصور على انه عمل شائن !
د. ارحيل غرايبة – اكثر من ذلك – إستجمع مخزونا فذا من الذكاء و الشجاعة حينما توصل لإستخلاصات مفادها بحتمية عدم جدوى بقاء جماعة الاخوان المسلمين على شكلها التقليدي الراكد في زمن التحولات الكبرى التي نعيشها , سيما انها صاحبة إرث اقصائي و مستعلي على باقي القوى الاخرى سواء التقليدية منها , او تلك التيارات الوطنية المتصاعدة التي تتمسك بحزمة افكار وطنية جرئية غير مألوفة كان لها الفضل في نشوء الحراك الوطني السلمي , حتى و ان فشلت في تنظيم و تأطير نقسها لاسباب ليس هذا مجال بحثها .
و أكثر من ذلك , تعرف الدولة عبر إجهزتها الامنية انها هي التي تدخلت في الإنتخابات النيابية التي ترشح فيها الدكتور لتغير نتائج التصويت , و هي تعرف انه قد حصل على أعلى الأصوات على مستوى الاردن حينها لما للرجل من مصداقية و رصيد شعبي .
يضاف لكل صفات الرجل الشخصية ان تكليف الغرايبة بتشكيل الحكومة القادمة يعد اختراقا سياسيا نوعيا على مستوى المنطقة , تقول الدولة عبره انها تختار نموذجا إسلاميا " اقرب لنموذج مهاتير محمد " في الوقت الذي ينخرط في الاسلاميون في غير مكان في الفوضى العارمة التي تجتاح دولنا العربية , و يستعدون دولهم و شعوبهم , لا انظمتهم فحسب , و ينخرطون في حملات مشبوهة لتدمير هذه الاوطان لحساب المشروع الصهيوني. فيما نحن نقدمهم للحكم بالرضى و التفاهم و نقدم حالة تنم عن ذكاء و تميز يبعث برسائل ايجابية لكل العالم .
الاهم من ذلك كله ان الدولة ذاتها لم تعد تحتمل مزيدا من الخيارات الفاشلة التي ليس انها عجزت عن تقديم نموذج ايجابي , و لا انها استطاعت الحفاظ على الحد الادنى للنجاح في تسير امور الدولة الادارية البسيطة , لا بل انها استنفذت كل ثقة الاردنيين بالمجموعة التي تم تدويرها في اعلى مراتب الدولة و ها هي تتحفنا بنتائج وخيمة بسب سوء ادارتها و تقاسمها المناصب ليس بناء على مؤهلاتها و انتمائها للبلد لا بل بناء على مصاهراتها يا للعار !
د. ارحيل ليس جهويا مثل الرئيس الحالي , و لا صاحب مشروع خاص يسعى للثراء مثل كثيرين ما زالوا يرتعون , و لا متعصب مثل اعداء اليوم و " اخوة " الامس , و فوق ذلك لديه مشروع اصلاحي سلس و هادئ يراعي ظروف الدولة و المنطقة .
نحتاج " ارحيل" في " الرابع "... و نحتاج لاسماء لا نقاش على نزاهتها في مواقع اخرى حتما .
تكليف د. ارحيل بتشكيل حكومة جديدة ,و نجاحه في استعادة ثقة الاردنيين بكل بنى الدولة و ركائزها منوط بتوفير جو سياسي اساسه وقف التكاذب على الذات و السعي بنية صافية لتصحيح خطايا الحقبة الماضية التي انهكت العباد و البلاد و لم تبادل الاردنيين الوفاء بالوفاء .
أخيرا , أجد نفسي مجبرا على القول اني لم التقي بحياتي د. ارحيل اكثر من مرتين في لقاءات عابرة , و لا تربطني به اية مصلحة , و اظن اني التقي به في النسب بعد الجد العاشر. و انني لم اكن قبل استخلاصاته الاخيرة هو ورهط من " رفاقه " في مبادرة " زمزم " نلتقي في اي شيء سياسي حتى توصلوا لقناعاتهم الوطنية التي بسببها يحظون اليوم بالعداء و التشكيك ... و هذا التوضيح ضروري في مجتمع يدمن على مناقشة الاشخاص لا افكارهم !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات