ودي أحطها فين ياريس


خلال شهر رمضان الماضي تم عرض دعاية من خلال احدى القنوات الفضائية ؛ وكانت خاتمة الدعاية جملة يقولها أحد البحارة على مركب القرصان وبصيغة سؤال تقول " ودي أحطها فين يا ريس " ، وعند مشاهدتي لتلك الدعاية وسماعي لتلك الجملة قلت أن من سمح بنشر هذه الإعلان وتلك الجملة التي ختم بها الإعلان لايعرف حجم مساحة الخيال القذر في الثقافة العربية ، وهو خيال بني على سنوات طويلة من القمع الفكري والمستند على صارية المحرمات الاجتماعية التي اختلطت بالمحرمات الدينية ، والتي كانت نتيجتها هذه المخيلة الضخمة من الصور القذرة .

ويبدو أن ناشري هذه الإعلان وبعد فترة قصيرة قد أنتبهوا لهذه الملاحظة وتلك الجملة ، وتم حذفها من الشريط الدعائي للمنتج ، ولكن هذا الحذف جاء متأخرا جدا وبعد أن التصقت تلك الجملة بالصورة المتخيلة لدى الجمهور من المحيط الى الخليج وأصبحت مرادفة لأي تساؤل يبحث عن وضع أي شيء في مكان ما ، واليوم تعود تلك المخيلة القذرة لي كمواطن أردني متأثرا بثقافة المحرمات الإجتماعية ، والتي شملت كذلك المحرمات السياسية .

وعند قراءتي للإعلان الحكومي عن قيام الحكومة بتقديم خمس لمبات توفير طاقة لكل منزل أردني ،وبعد أن تم خزوقت المواطن بفواتير الكهرباء التي يتم زيادتها بنسبة 15% منذ ثلاث سنوات والمواطن يجهل ذلك ، قلت في عقلي الباطني العربي المتوارث لتلك الثقافة ؛ ودي أحطها فين يا ريس " ، أين اضعها بين أعداد الخوازيق التي نصبتها الحكومة في جسد المواطن من أعلى رأسه إلى أخمص قديمه ، فهل بقي مكان كي نضع بها هذه المبات ؟ ، وهل ستسخدم الحكومة تلك اللمبات كمسمار حجا كلما صرخ المواطن وقال آخ ، ستقول له الحكومة أنت من حدد أين توضع هذه اللمبات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات