انتخابات المعلمين بين التجيش والاصطفاف


نقابة المعلمين نقابة مهنية تعنى بالشأن التربوي والتعليمي للمعلمين على امتداد الوطن، وصرح وطني شامخ يضم بين طياته ما يزيد على مئة وعشرين ألف معلم والمعلمة يمثلون كل بيت اردني ويشكلون ما يزيد عن نصف موظفي القطاع العام إضافة الى معلمي القطاع الخاص .

تعلمون ان وزارة التربية والتعليم هي المسؤولة عن الشأن التربوي والتعليمي للمعلمين والطلبة طوال السنوات السابقة، هذا ما جعلها تنظر الى نقابة المعلمين على انها جسم غريب في القطاع التربوي والتعليمي، لذا سعت جاهدة لتهميش دور النقابة واعتبارها فايروسا يجب التخلص منه لانها جاءت في ظرف استثنائي وبدون موافقة طبيعية من الحكومة، بالتالي جيشت اجهزة الدولة المجتمع المحلي من اجل اضعافها امام الرأي العام، لكن النقابة تجاوزت كل هذه الهجمات والتجيش ومضت في طريق البناء والمحافظة على الانجاز، وزيادة العطاء، بتأسيس صناديق تخدم المعلمين ومنها( التكافل وتعليم ابناء المعلمين والتقاعد والاستثمار ....الخ) وغيرها من الخدمات التي لا يتسع المجال لذكرها.
جرت انتخابات الفروع للدورة الثالثة 2016 وسط تجيش وتشويه وتدخل امني في كافة المحافظات وجاءت محافظة عجلون في المرتبة الاولى بهذا الخصوص ، ومن المعلوم ان من حق المعلم والمعلمة اختيار من يمثله في نقابته بحرية مطلقة دون اي تدخل.

وما جرى في عجلون على سبيل المثال لا الحصر امر لا يصدقه العقل ونذير شؤم ، حيث تم تجيش المجتمع المحلي بمختلف مؤسساته الرسمية وغير الرسمية لتقف الى جانب طرف دون طرف، وتشويهه ونعته بمسميات لا تمت للواقع بصلة وكأن الطرف الاخر عدو يجب التخلص منه بشتى الوسائل والاساليب ، والخطر الاكبر من هذه الهجمات والتجيش زرع بذور الطائفية في عجلون ، والتي لم تكن بين ابناء المجتمع من قبل وعاش المسلم والمسيحي بأمن واحترام طوال السنوات السابقة، وهذا لكل من له عقل ويضع الامور في نصابها ، ينذر بخطر لا يحمد عقابه، بسبب أرعن او أهوج لا يعي ما يفعل ولا يقدر عواقب الامور مقابل ان يقال له انك مخطط ونجحت.

ولا ننسى استخدام المنصب والوظيفة العامة للوعود، ولتهديد المعلمين والمعلمات للتأثير عليهم، كما ان بعض الجهات والاطراف المشاركة في الانتخابات استخدمت الطرق الغير اخلاقية في عملية التنافس، حيث وصل الامر الى الدعوة بشكل صريح ومباشر الى استثناء بعض المرشحين من الاختيار مدعين ان هؤلاء الاشخاص يشكلون خطرا على النقابة والمجتمع بشكل عام، فكيف بالحكومة تعينه في وظيفة معلم وهي وظيفة ورسالة الانبياء والرسل، وهذا شرخا في النزاهة مستخدمين مناصبهم الادارية والوظيفية في التأثير على الزملاء ولا سيما الزميلات الفضلايات.

والتجييش والتشويه واللعب على وتر الطائفية ليس بجديد جرى في الدورة الاولى والثانية والثالثة ، حيث انه يأخذ منحى تأصيلي في محافظة عجلون، وهذا مع الاسف على مرأى ومسمع وعلم كافة الاجهزة الرسمية ، لذا كان لزاما علينا تسليط الضوء على هذه المشكلة حتى لا تصبح ظاهرة في مجتمعنا بشكل عام ، مقابل مأرب شخصية لافراد معينين ، لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة تهدف الى ضرب بنية المجتمع وتفتيت تجمعات سكانية وعشائرية بعينها، لتحقيق الفوز الموهوم لهؤلاء الافراد، والتي نتمنى ان لا تنسحب على الانتخابات النيابة القادمة.

لذا نهيب بكافة مؤسسات المجتمع المدني والرسمي ورجال الدين المسيحي وقف الدعوات الطائفية والتي صدرت من بعض الاشخاص على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ظنا منهم بانهم بهذه الصورة سيصيطرون على نقابة المعلمين نقابة الجميع.

واخيرا اقول بأننا جميعا معلمين بغض النظر على توجهتنا الحزبية والفكرية والدينية، والجميع ينتمون لهذا الوطن، ولهم الحق في الطموح المشروع والتنافس الشريف الاخلاقي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات