جراسا -

أثار ارتفع درجات الحرارة في الأيام الحالية التي تزامنت مع دخول  أربعينية الشتاء الجدل بين المواطنين  بعد أن كان الموسم المطري مبشرا  في بدايته بسبب المنخفضات المطرية المتلاحقة.
 إلا أن بعض المواطنين اعتبروا أن الاربعينية  بدأت تتأخر عاما بعد  عام عن الوقت الذي كانت عليه في السابق في الوقت الذي يؤكد خبراء في  علم المناخ أن هذه الظواهر المناخية لها أسباب وتفسيرات تتعلق بتوزيع  الضغط الجوي والمنخفضات في أماكن أخرى حول العالم وأن الشتاء مازال في  بداياته وما زال هناك متسع من الوقت لمزيد من المنخفضات.
 وارتفعت درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة ومنذ بداية العام الحالي  إلى نسبة قياسية وكانت أعلى من معدلاتها السنوية في مثل هذا الوقت من  العام وخلال الفترة ذاتها حيث تراوحت درجات الحرارة بين(20-22) درجة  مئوية للعظمى في حين أن المعدل السنوي للحرارة في مثل هذا الوقت من  العام يمثل (13) درجة مئوية.
 وتصدرت الأحوال الجوية السائدة وارتفاع درجات الحرارة أحاديث  المواطنين الذي اعتبر جزء منهم أن ما يحصل هو نتيجة للتغيرات المناخية  بينما كان يرى البعض الآخر أنه تأخير لموعد الاربعينية.
 وقال بهاء المجدلاوي (52 عاما) أن فصل الشتاء بدأ يتأخر عاما بعد عام  وأن الأربعينية أصبحت تتأخر عما كانت عليه في الاعوام السابقة.
 وأكد الرجل المتقاعد بينما كان جالسا على باب منزله في منطقة جبل عمان  أن الاربعينية كانت تتأخر وكأنها أصبحت تزحف عاما بعد عام مؤكدا أن هذا  ما فهمه من ظاهرة التغيرات المناخية التي يتحدث عنها الكثيرون.
 وأيده كثيرون من جيرانه الذين كانوا يجالسونه على باب منزله ممن تحدثت  لهم الرأي والذين اعتبروا أن ما يحدث أن الاربعينية بدأت تتأخر فعلا.
 ومن جانبه قال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية المهندس عبد الحليم أبو  هزيم في تصريح إلى «الرأي» أن الاربعينية لا تتأخر أو تتقدم وهي ظاهرة  فلكية تعتبر بداية فصل الشتاء مشيرا إلى أنه عندما تكون الشمس عمودية  على مدار الجدي عند خط (23.5) فإنها تعلن عن بداية فصل الشتاء.
 وبين أبو هزيم أن درجات الحرارة التي صاحبت دخول الاربعينية التي كانت  أعلى من معدلاتها السنوية بما يقارب الـ(10) درجات كانت غير طبيعية أو  اعتيادية وهو ما أعطى الإحساس عند بعض المواطنين أن الاربعينية تأخرت.
 وأشار أبو هزيم أن درجات الحرارة هي نتيجة لتوزيع الضغط الجوي حول  الأرض وأن ارتفاع درجات الحرارة في المملكة والمنطقة سببه المنخفضات  الشديدة التي حملت معها الثلوج والأعاصير التي تؤثر على القارة  الأوروبية حاليا وأدت إلى تساقط كثيف للثلوج على مختلف مناطق القارة  ساهمت في ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط.
 وتوقع أبو هزيم أن تبدأ موجة المنخفضات على القارة الأوروبية بالانحسار  في بداية الأسبوع القادم وأن تبدأ المخنفضات الجوية والتيارات الباردة  بالتأثير على المملكة اعتبارا من ذات الفترة.
 كما أن ارتفاع درجة الحرارة والانحباس المطري أثر في هذه الفترة بشكل  خاص على بعض المزروعات الحقلية التي تحتاج للمطر خاصة في مناطق الجنوب  وبعض المناطق الوسطى والشرقية.
 وأشار مدير عام اتحاد المزارعين في تصريح ل «الرأي» أن المزروعات  الحقلية التي تمت زراعتها في المملكة بعد المنخفض الثاني وفي نهايات  شهر كانون الأول الماضي تأثرت بشكل سلبي بسبب موجة الحر الحالية.
 وأشار العوران أن البذور الحقلية تعتبر الآن في مرحلة إنبات وأنها  بحاجة إلى الرطوبة ودرجة حرارة منخفضة مؤكدا أن خسائر المزارعين كبيرة  وأن  معظم هذه البذار نفقت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.
 وبين أن على المزارعين المتضررين متابعة أحوال الطقس وإعادة حراثة  الأرض وزراعتها مرة أخرى بالبذار قبل تكوين منخفضات جوية جديدة على  البلاد مؤكدا أن معظم المزا رعين وخاصة في مناطق الجنوب تضرروا جراء  موجة الانحباس المطري الحالية.

(الرأي)