هل نحن امام اعادة تسويق بشار الاسد كقاهر لداعش واخواتها؟


كما توقعنا خلال الخمس سنوات الماضية ونحن نسطّرالمقال تلو المقال نؤكد فيه بان رحيل بشار ليس بالامر السهل ليس حبا في بشار بقدر قراءتنا للاحداث بعيدا عن اي عواطف او تمنيات .

ما تعودنا عليه في الاعلام العربي ان العرب انفسهم وعلى كافة المستويات حكومات وقوى وافراد يهللون ويطبلون ويزمرون اذا ما نشرت اي وسيلة اعلام اجنبية خبرا يدغدغ عواطفهم.

اخر هذه الاخبار كان الانسحاب المفاجىء للجيش الروسي من سوريا قبل ايام حيث قامت الامة العربية ولم تقعد وهي تطبل فرحا بهذا الانسحاب لان هذه الامة قد كتبت عليها لعنة السذاجة وسطحية التفكير الا من رحم ربي منهم.

في تلك الاثناء نشرنا مقالا بعنوان (روسيا لن تنسحب والاسد لن يرحل والعرب يحصدون خيبتهم!!! والمنشور بتاريخ 15/3/2016) تحدثت فيه على ان الانسحاب الروسي انما هوانسحاب وهمي وتكتيكي يهدف به بوتين الى اصابة عدة عصافيربحجر واحد ومنها تحييد المعارضة وتعزيز دور الجيش السوري لاستاعدة تدمر ومن ثم الرقة ودير الزورالامر الذي سيتيح لروسيا من تقديم الاسد كقوة يعتمد عليها لدحر داعش اضافة تعزيز مركز ومكانة روسيا التفاوضية في جنيف ، وكانت تعليقات العرب عليه تتراوح بين مؤيد لهذا الراي ومعارض له.

اليوم وبعد اقل من اسبوعين تتحقق اولى توقعاتنا باستعادة الجيش السوري لتدمر وستتبع سلسلة انتصارات وبشكل سريع لان هذا الجيش بات يحارب في جبهة واحدة بعد ان خمدت جميع الجبهات الاخرى الامر الذي يؤكد بان روسيا لم ولن تنسحب قبل تحقيق اهم اهدافها الاول منها استغلال سلسلة انتصارات الجيش السوري ضد تنظيم داعش في مدينة تدمر وما حولها لزيادة.

اسهم الجيش السوري ورفعها في بورصة المزايدات في السياسة والاعلام العالمي والغربي وبالتالي تكون روسيا قد نجحت في تمرير خديعة انسحابها من سوريا ليختتم المشهد بخروج روسيا كقوة عظمى وحيدة استطاعت من دحر داعش من الجو وعلى الارض الامر الذي سيزيد ثقة العالم دولا وشعوبا بقدرة روسيا على بناء علاقات قوية معها والاعتماد عليها مقابل تشكيك هذه الدول والشعوب بقدرات امريكا وصدقيتها وهذا ما يريده بوتين.

ان وجة النظر الروسية والتي تقول بان كسر شوكة داعش على يد الجيش السوري سيمهد الطريق امام تلميع صورة بشار الاسد امام الراي العام الغربي بما يدعم افكار الحل الروسي القائم على اطالة امد حكم الاسد لاطول فترة ممكنة كي تتمكن روسيا من تثبيت سيطرتها على الارض عسكريا وسياسيا وعسكريا ومعنويا وهذا ما بات يتردد اليوم بعد استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر الاثرية والتي تهم الغرب اكثر من سوريا واهلها !!!.

ان المتابع لوسائل الاعلام سيجد ان تصريحات المسؤولين في كل دول العالم ستتغير بطريقة تعاطيها مع شخصية ورمزية الرئيس السوري ، فبعد ان كانت اللهجة التي يخاطب فيها فوقية وفيها الكثير من الاحترام سنجد ان هذه الدول ستخاطب الاسد باسم الرئيس السوري وربما سياتي بهم الامر لاطلاق اسم فخامة الرئيس والله اعلم.

ان ما نتحدث به ليست تمنيات لان ما نتمناه هو خلاص الشعب السوري من تلك الفئة الباغية التي ورطته على مستوى الدول والقادة والساسة السوريين انفسهم والذين اصبحوا اليوم تجار حرب ينطقون كفرا من فنادق وقصور وفلل عمان واسنطبول وامريكا وبقية عواصم العالم بينما يكبح الشعب السوري تحت نيران القتل والتدمير والتشريد واللجوء والغرق والاغتراب.

خلاصة القول بان ما يتردد في جنيف 3 حول عدم قبول المعارضة السورية ببقاء الاسد في الفترة الانتقالية انما هي جهالة او ضحالة في فكرهم السياسي لان الاسد ليس بتلك الوضعية التي كان عليها حتى قبل بدء الحرب في سوريا وتحديدا بعد مقتل القذافي حيث كان الاسد وقتها في وضع رهيب من الخوف والارتباك وكان الاجدر بالقادة والساسة العمل وبالتعاون مع اصدقائهم الذين خانوهم اليوم وتركوهم بالضغط على الاسد انذاك لاحداث اصلاحات سياسية وبضغط دولي دون اراقة دم سوري او او قصف وتدمير وتشريد.

ان ما سيحققه الشعب السوري بعد كل هذا الدمار والتشريد لن يكون اكثر مما كان يمكن له تحقيقه قبل 5 سنوات اي قبل ان تبدأ الحرب.

من هنا فانني اكرر تاكيدي بان الاسد لن يرحل في المستقبل المنظور وان قرار رحيله سيكون روسيا متبوعا باتفاق دولي ولكن روسيا لن تكون في عجلة من امرها حتى تتاكد على انها قادرة من الاستمرار في هيمنتها على كل مقدرات سوريا كقاعدة تنطلق منها للعالم من جديد كقوة عظمى وان هذا سيحتاج من روسيا حوالي 5 سنوات من الان والله اعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات