العلاقات الأمريكية الحوثية والإضرار بالمملكة العربية السعودية


باختلاف الهدف، ترفع الميليشيا الحوثية، كما هو الحال بالنسبة لحليفهم الرئيس إيران التي ترفع شعار "الموت لأمريكا" ،شعار "اللعنة على اليهود" تداعب به مشاعر البسطاء من المسلمين في أنحاء العالم لأجل كسب ودهم وتأييدهم في معركة التمرد الخاسرة على الشرعية اليمنية التي لقيت كل دعم ومساندة من الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية التي حظيت بدورها بتدخلها المبارك في اليمن بتأييد عربي منقطع نظيره مدعوما بتحالف إسلامي عربي متعددة أطرافه وتأييد عالمي نادر حدوثه، من أجل كسر شوكة التمرد وإعادة القيادة الشرعية للبلاد متمثلة بالرئيس هادي عبد ربه وحكومته ولم شملها من جديد.

لكن نظرة واقعية في الأحداث تظهر أن الموقف الأمريكي تحديدا من تأييده لجهود المملكة العربية السعودية في استعادة الشرعية اليمنية فيه من التناقض والاستغراب والأفعال، ما يدعو إلى التفكير مليا بأن الإدارة الأمريكية تدعم المليشيا الحوثية فيما قامت به منذ البداية، وتمدهم بأسباب القوة التي تطيل من أمد تمردهم على الشرعية اليمنية، بما يخدم في النهاية الأهداف الأمريكية والغربية الخفية بتقسيم اليمن إلى عدة دويلات كما حصل في العراق وليبيا وسوريا.

وما يدعم هذا التوجه الوساطة الأمريكية الخفية في مفاوضات ذكرت وسائل الإعلان أنها استمرت أكثر من سنة بين إسرائيل والميليشيا الحوثية توجت بنقل مجموعة تضم19 شخصا يمنيا يهودية ديانتهم قبل أيام من اليمن إلى فلسطين المحتلة. لسنا هنا في صدد مناقشة واقعة النقل، وإنما الثمنالذي ترتب على هذه العملية ودُفع للحوثيين مقابل السماح بنقل المجموعة سالفة الذكر إلى فلسطين. الثمن أيها السادة كما تناقلته الأخبار، كان مبلغ ماليا كبيرا دفعه الكيان الإسرائيلي للحوثيين، وصفقة تسليح ضخمة تساعد الحوثيين على الاستمرار في المراوغة والخداع والتمرد ومحاربة التحالف القائم بقيادة المملكة العربية السعودية الساعي إلى التمكين للشرعية اليمنية، وهو ما لا يُرى فيه إلا موقف أمريكي مستهجن لم يحفظ علاقة من الود والصداقة المتبادلة، قوية وراسخة امتدت لأكثر من 80 عاما مع المملكة، أشار إليها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في مقال له مؤخرا رد فيه بالحقائق الدامغة على اتهام الرئيس أوباما للمملكة العربية السعودية بأنها تؤجج الصراع الطائفي في المنطقة.

كما أن التمعن في تعيين جمال بن عمرمبعوثالليمن في استهلالات الانقلاب الحوثي،انطوى في حينه على الكثير من الأقاويل حول علاقته بالحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح،ذلك أن ثمة عديد من الأطراف التي وجهت للمبعوث الأممي اتهامات تتعلق بتسهيل عملية استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، وكانت الأخبار تتناقل تحركهالدائم تحت حمايتهم، علاوة على إخفائهللكثير من المعلومات عن مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالممارسات القمعية بحق معارضي الانقلاب والتنكيل بهم وزجهم في السجون وغيرها، كما أن هذا الرجلكان يعارض فرض عقوبات على الحوثيين مدعيا أنها لن تؤدي إلا إلى تمسك الحوثيين بمواقفهم المعلنة، مما يعني برأيه إطالة أمد الأزمة اليمنية وعدم التوصل إلى مخارج وحلول لها، وهو ما يفضح المستور في موقف الأمريكيين من الانقلابيين وتوفير الغطاء الدولي لهم ومؤازرتهم غير المعلنة في الوقوف في وجه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بالرغم من تأييدهم الظاهر لهذا التحالف.

مما يثير الاستغراب أيضا الصمت الأمريكي أثناء محاولات الحوثيين بسط سيطرتهم على كافة الأراضي اليمنية ومواجهتهم للجيش اليمني الموالي للشرعية، إذ أن التقارير تفيد أن الطائرات الأمريكية كانت توجه أسلحتها نحو عناصر القاعدة في اليمن رغم أن الحوثيين بالمقارنة مع عناصر القاعدةأكثر عددا وعتادا وخطورة على الدولة من مسلحي القاعدة إضافة إلى قصفها لمواقع المقاومة اليمنية خلال خوضها لمعارك فاصلة مع الحوثيين. كما يأتي في سياق الأحداث أن أمريكا لم تتخذ أية إجراءات بحق الحوثيين خلالومهم وانتقادهم شفويا،وفرض عقوبات لا يعتد بها على البعض من قياداتهم في فترات لاحقة بعدما تمكنوا من فرض سيطرتهم على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، هذا في نفس الوقت الذي تركت فيه أساطيل الولايات المتحدة التي تجوب البحار قبالة السواحل اليمنية السفن الإيرانية تبحر دون اعتراضوصولا إلى الموانئ التي يسيطر عليها المتمردون مزودة إياهمبالسلاح والمؤمن والغذاء والدواء، وكلها عناصر جوهرية لازمة للانخراط في الحروب اليوم. وهذا في مجمله يعكس حقيقة الموقف الأمريكي المتردد منذ البداية في تأييد حاسم للمملكة العربية السعودية وتحالف عاصفة الحزم العربي، كما الدعوةلحل سياسي ووقف لإطلاق النار في اليمن دون إدانة واضحة وقرارات مفصلية تضع حدا للانقلاب، وتعمل على استعادة الوضع الشرعي الذي كان قائما في اليمن قبل الانقلاب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات