صندوق دعم البحث العلمي والفكر المتطرف


البحث العلمي أساس تقدم الأمم ومواكبتها لركب الحضارة والتقدم التكنولوجي، والحاجة ملحة ليخطو بلدنا باتجاه ترسيخ ثقافة البحث العلمي على المستوى ألوطني، وصندوق دعم البحث العلمي من أهم المؤسسات الوطنية التي تدعم البحث العلمي من خلال الأولويات الوطنية للبحث، المنبثقة عن استراتيجيات وتوجهات وطنية ترسم معالم النجاح في مجال البحث العلمي، ونقدر لصندوق البحث العلمي ومديرة جهودهم الجبارة في ترسيخ ثقافة البحث العلمي وتوجيه الأبحاث العلمية اتجاها تطبيقيا يلبي حاجات بلدنا ، ومن النجاحات التي تحسب للصندوق تصديه بشكل علمي بحثي أكاديمي لأكبر مشكلة تواجه بلدنا وكل بلاد العالم وهي الفكر المتطرف، وهو المنتج للإرهاب بأنواعه والتعصب والتطرف والانحراف، وهو الفكر الذي يدخل الإنسان في مواجهة مع الآخر ومع المجتمع من خلال فهم خاطئ سواء كان للدين أو المعتقد، أو من خلال الغلو في الدين والمعتقد والحياد عن الوسطية وهي أساس امتنا الإسلامية، وقد عانى بلدنا من مشكلة الفكر المتطرف ونتائجه، ولا ننسى تفجيرات عمان، والخلايا الإرهابية التي واجهتها أجهزتنا الأمنية في الآونة الخيرة، والتي أظهرت آن الأردنيين بكل تنوعهم كانوا على قلب رجل واحد،و شكلوا رأيا وجبهة واحدة تدعم الحكومة والأجهزة الأمنية للوقوف بحزم لكل من يعبث بأمن بلدنا.

أما الريادة لصندوق دعم البحث العلمي الذي التقط رسالة القيادة وحاجة البلد وبادر بالتصدي لظاهرة الفكر المتطرف، فقد جاءت من خلال تسخير الفكر لمواجهة الفكر المتطرف بالتوازي مع الأجهزة الأمنية ، ومعروف أن المعالجات الأمنية على أهميتها ليست الحل الوحيد، بل إن أفضل المعالجات معالجة الفكر المتطرف بالفكر الحصيف الذي يأخذ الأبعاد التربوية والدينية والإعلامية والتعليمة والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمواجهة واجتثاث الفكر المتطرف والغلو والتعصب والتطرف والانحراف، قبل ان يصل إلى أجيال الشباب وأبناء الوطن بكل فئاتهم، ولم تكن مواجهة الصندوق للفكر المتطرف نتيجة فزعه أو رد فعل آني، بل عمل بحثي علمي ابتدأ منذ عامين حيث عمل الصندوق على عقد جلسات عصف ذهني لهذه الغاية منذ عام 2014 حيث تم إعداد مقترح دراسة من قبل اللجنة المختصة في الصندوق لإجراء دراسة تكاملية لمعالجة التطرف من خلال الجوانب الدينية الإعلامية و التربوية والتعليمية والاجتماعية والسياسية. ومن هذا المنطلق عقدت ندوة علمية مختصة العام الماضي لمناقشة هذه المحاور والاستماع إلى آراء أصحاب الفكر ومناقشاتهم الموسعة من خلال جلسات متخصصة تعالج ظاهرة الفكر المتطرف وخلصت إلى تشخيص الظاهرة والجوانب التي يجب بحثها والتي تعتبر من أكثر الجوانب تأثيرا في صنع التطرف عندما يساء فهمها، حيث تم تشكيل فرق بحثية عملت منذ عام ومن خلال عينات من مختلف الأعمار والمستويات حيث التزمت منهجية بحثية علمية في جمع المعلومات وتحليل البيانات والإفادة من الخبرات التراكمية للخبراء من مختلف التخصصات (السياسية والتربوية والإعلامية والدينية والاقتصادية والاجتماعية) وتوصلت إلى استراتيجيات ونتائج لمواجهة الفكر المتطرف وهنا لا بد من ذكر الحقائق التالية:

1- اخذ صندوق دعم البحث العلمي جانب المبادرة نيابة عن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لمواجهة الفكر المتطرف وتشخيصه بمنهجية علمية ووضع التوصيات والاستراتيجيات لمواجهته لخدمة السياسات والخطط للحفاظ على بلدنا.

2- يجب أن نؤمن جميعا بان الفكر المتطرف لا يمكن مواجهته إلا بتحصين الشباب وأفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم، من خلال المعرفة والأفكار التنويرية ومن خلال المحاور الأربعة التي شكل الصندوق لكل منها لجان من المختصين ومن الشباب وهي المحور الأول المحور التربوي والتعليمي والثقافي، والمحور الثاني السياسي والاجتماعي والإقتصادي، أما الثالث فهو المحور ألإعلامي والرابع المحور الديني، فهذه المحاور مجتمعة لها تأثيرها الكبير على مواجهة الفكر المتطرف والجهل الذي وجد انه أكثر الأسباب في تبني الشباب وأفراد المجتمع للفكر المتطرف .

3- يعتبر الفقر والبطالة من الأمور الأساسية التي قد تجعل من بعض الشباب والأفراد هدفا سهلا للقوى المروجة للفكر المتطرف الهدام.

4- عدم تكافؤ الفرص وانعدام العدالة الاجتماعية من المسببات لانحراف الشباب والأفراد نحو الفكر المتطرف.

5- انعدام التواصل بين الآباء والأبناء وغياب القدوة تعتبر من المسببات لانحراف الشباب والأفراد نحو الفكر المتطرف إضافة لأسباب أخرى وفي جميع الجوانب.

6- تقلص ادوار أساتذة الجامعات والمعلمين إلى العملية التدريسية فقط، دون تعزيز عملية التواصل والتفاعل مع الطلبة وإعطائهم الحرية وتطوير المسؤولية والوطنية لديهم.

7- يجب أن لا نغفل دور الدول العدوة، والتي تدير وتصنع الإرهاب، وتعمل كل الموبقات لإفساد شبابنا.

الحديث يطول عن هذه الدراسة التي تمت من قبل اللجان التي شكلها الصندوق والموسومة (الشباب في مواجهة الفكر المتطرف) ولن نستبق الحدث بل سننتظر نتائجها التي هدفت إلى توضيح أسباب انتشارها بين الشباب وتأثير الفكر المتطرف عليهم ووضع خطة عمل وطنية تتضمن مجموعة من الإجراءات التنفيذية العملية لمواجهة هذا الفكر ومحاصرته وتحصين الشباب من الوقوع فريسة لهذا الفكر الدخيل على مجتمعاتنا.

والنقطة الأهم أن يتم تبني هذه النتائج من جميع الجهات حكومية وشعبية، وتأطيرها واعتبارها إستراتيجية وطنية يتم ترجمتها إلى خطوات تنفيذية من جميع الجهات المعنية، بحيث يتحمل الجميع واجباتهم ومسؤولياتهم في حماية الشباب لمواجهة الفكر المتطرف المدمر لكل مجتمع يستفحل فيه، بلدنا يستحق منا أن نقبض على كل حبة تراب من أرضه، وان نحتضن كل شاب وفرد، لنحميه من الفكر المتطرف والإرهاب، بحيث تصبح إستراتيجية مواجهة الفكر المتطرف ممارسة يومية تزرع في شبابنا حب الوطن وتحميهم من الوقوع في حبال دعاة الفكر المتطرف والغلو و نتمنى دائما كل الخير لبلدنا وأبناؤه....حمى الله الأردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات