الوجود الأردني في افغانستان .. ليست حربنا


تصريحات وزير الخارجية تثير اسئلة حول المستقبل بعد عملية »خوست«


صدمنا وزير الخارجية ناصر جوده بقوله ان الوجود الاردني في افغانستان سيتعزز في المرحلة المقبلة.

جوده الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشارك مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون اكد ان الاردن من اوائل الدول الموجودة في افغانستان لمكافحة الارهاب الى جانب تقديم المساعدة الانسانية.

للوهلة الاولى يخيل للمراقبين ان للاردن وجودا عسكريا مكثفا في افغانستان والامر ليس كذلك بالطبع. فالحضور الاردني هناك يتمثل بمستشفيات ميدانية وتعاون استخباري في مجال مكافحة الارهاب كشفت عملية »خوست« جانبا مهما فيه.

بعد تلك العملية الانتحارية يصعب على الرأي العام الاردني ان يهضم تصريحات وزير الخارجية بشأن تعزيز الوجود الاردني في افغانستان وهي بالمناسبة توجهات تتناقض مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية في عهد اوباما الذي يتبنى منذ اشهر استراتيجية للخروج من افغانستان وقال للأفغان بكل صراحة ان عليكم الاستعداد لتولي شؤونكم بانفسكم.

موقف اوباما كان خلاصة تصور امريكي يرى النصر في افغانستان امرا مستحيلا ويقر المسؤولون الامريكيون ان الوجود في افغانستان خاصة في بعده الاستخباري امر محفوف بالمخاطر. وقبل فترة وجيزة كتب رئيس المخابرات الامريكية في افغانستان مقالا في التايمز الامريكية شرح فيه معاناة عناصر المخابرات هناك والصعوبات الجمة التي تجعل من حربهم ضد تنظيم »القاعدة« وقادته ضربا من الجنون.

لن تتخلى امريكا عن ملاحقة قادة القاعدة كما لن يتخلى الاردن عن دوره في مكافحة الارهاب وليس مطلوبا منه ان يفعل ذلك لكن الحرب الدائرة في افغانستان ليست حربنا, وينبغي ان نتوقف عن خوض معارك الآخرين.

لقد ابلى الامن الاردني في مواجهة تنظيم القاعدة داخل حدودنا وبعد هجمات الفنادق الارهابية تمكن من تصفية حسابه مع الزرقاوي وحافظ على يقظة دائمة تجاه اي محاولة لاختراق امننا. في الاثناء توسعت المواجهة مع تنظيم القاعدة التي اصبحت لها قواعد في عدة دول ليس الاردن من بينها. اما الحرب ضد الارهاب في افغانستان وباكستان فهي من نوع آخر وتنطوي على تعقيدات شديدة, ويتمتع تنظيم القاعدة فيها بامتيازات خاصة من حيث البيئة الاجتماعية وظروف الصراع مع امريكا التي فشلت بدورها في اصطياد قادته الرئيسيين وعلينا ان لا نكون جزءا من هذا الفشل.

نحن دولة صغيرة ولسنا بقوة امريكا ومسؤوليتنا الدولية تتحدد وفق قدراتنا وامكانياتنا وهي كافية لحماية امننا لا امن الآخرين وليست لدينا القدرة على تعزيز وجودنا في افغانستان كما يقول وزير الخارجية. بينما الولايات المتحدة بجبروتها تقر بالفشل وتستعد للانسحاب. مصلحتنا هي في مواجهة اشكال التطرف الداخلي وتعزيز الثقافة الوطنية والديمقراطية في مواجهة ثقافة التكفير والانغلاق واجتتثاث الجذور الاقتصادية والاجتماعية للفكر التكفيري والضرب بقوة على يد كل من يفكر بالمس باستقرارنا الداخلي, هذا كله لا يتطلب تعزيز الوجود في افغانستان انما تعزيز الاصلاحات الاقتصادية والسياسية, ولنترك للامبراطورية الامريكية مهمة القبض على ابن لادن وايمن الظواهري ومواجهة الارهاب المعولم. وبخلاف ذلك فإن مواصلة النهج القديم سيكون مثل من يجلب الدب الى كرمه.0


fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم



تعليقات القراء

مراد
للكاتب المحترم
هذه العمليات اللوجستيه ليست من اختصاصك
والحرب التي تتكلم عنها هم من بدأها بتفجير فنادق عمان
والدوله الاردنيه ادرى بامنها وليس انت من يقررها
10-01-2010 12:22 PM
احمد العمري
والله يا مراد انت واشكالك غير تضيعوا الأردن
حرب لوجستية ... لا حول ولا قوة الا بالله
تحية للكاتب
10-01-2010 12:30 PM
محمد العبادي ابو المعتصم
مقالك يعبر عن راي الشارع الاردني شكرا لك
10-01-2010 12:47 PM
صلاح المومني
الى الاخ العزيز فهد الخيطان شكرا لك على هذا المقال الرائع الذي يعبر عن راي العقلاء في هذا البلد شكر لك مرة اخرى
10-01-2010 02:38 PM
قول لجودة
وزير خارجيتنا يظن ان الكذب واللفلفة والسرسرة هي الدبلوماسية ، والله لو صار - لا سمح الله - حرب على الاردن الا تلاقيه اول من يغادر الى امريكا ... يورطونا ونقع بالمشاكل .... الاولى يا جودة ان تطالب مصر بوقف الجدار الفولاذي وهدم ما بني منه ، وأن تطالب نظام مصر الخائن بفتح الحدود مع غزة .. لم نسمع منك طلب كهذا منذ قام حصار غزة ... أما ان تقاتل عوضا عن الامريكان في افغانستان فهذا قمة الخسة والعمالة ... ووالله أي اردني يموت في افغانستان دمه في رقبة الملك والحكومة ............... وتحياتي للخيطان
10-01-2010 07:09 PM
حسام النعيمات
كلام رائع يعبر عن رأي عدد من افراد الشعب الاردني وهي وجهة نظر متوازنة ، الاولى بنا تمتين جبهتنا الداخلية والانصراف الى شؤوننا الداخلية وأمننا الداخلي ولا داعي لفتح ثغور لا داعي لها نتصدى لمن يحاول دخول بلدنا ونهاجم من يهاجم حدودنا اما ان نتوغل في اعماق افغانستان للبحث عن معركة نخوضها ونحن لسنا طرفها فهذا غير مقبول ، كل التحية لجرأة الكاتب وكلامه الموزون ،،،
10-01-2010 08:51 PM
عامر
يا سلام لو يصحلنا فروجه الان متبله جاهزه ومعها شطه حمراء مخلله
12-01-2010 12:04 AM
اردنية للعظم يا عمي بس النصيب
شكرا لقد أثلجت صدورنا نحن الاردنيات اللواتي حرمن من ابسط حقوقنا التي منحنا اياها الدستور حقنا في الاستقرار ومنح اولادنا فذات اكبادنا الجنسية ! فكيف تعيش الاردنية الاستقرار وترى زوجها وابناءها يكابدون بلا جنسية اردنية وهذا مسقط رأسهم والبلد االلذي ترعرعوا فيه ولا يعرفون بلد سواه لماذا يحرموا من جنسية امهم ويعانوا لا مدارس لا تعليم مجاني لا تأمين صحي والاصعب لا عمل !! فينظر له كأجنبي ببلد أمه البلد الذي نشأ وتربى به ولا يعرف سواه هل هذا عدل؟ هل هذه المساواة التي نص عليها الدستور الاردني ؟ ولماذا لا تتساوى المراة مع الرجل الذي يمنح زوجته الجنسية بمجرد الزواج ولو كانت من بلاد الواق واق وليس لديها ادنى ولاء للوطن
ما الضرر من منح الابناء على الاقل الجنسية ؟
الى كل مسؤول حاولوا مساعدة الالاف من الاسر الاردنية ؟؟؟


13-01-2010 01:21 PM
هندي أحمر
اسكت يا مسخم بلاش يرفعوا عليك دعوا زي التل ومحادين ويشككوا بوطنيتك
18-02-2010 12:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات