منْ يصلُح كرئيس للوزراء؟؟


علامتي استفهام لربما لا تكفيان الى جانب عنوان المقال فلربما نحتاج الى مائة علامه او يزيد..ففي ظل غياب ممنهج ومقصود لممارسة الحياة السياسيه في بلدٍ بحجم الأردن,, وفي تعظيم للعشائريه حتى وصلت الى القبليه بعيداً عن اكتساب لأدوات الحضاره,, وتحت مظلة وزاره الهدف من وجودها ليس تعليمنا كيف نمارس السياسه ولكن الهدف من وجودها مباركة وجود 43 حزب سياسي مجتمعين لا يشكلون 5% من تعداد السكان..نعيش أزمات لا أزمه واحده في هذا الوطن المبتلى والذي قدرنا ان نعشق ترابه ونذود عنه بالكلمه وهي اعظم ما نستطيع تقديمه.. النُصح!!

لربما تعاقب على رئاسة الحكومه اكثر من سبعين رئيس وزراء ولكن منذ نشوء عهد الأماره ومن ثم الممالك الثلاثه حتى تاريخه لم يتبوأ المنصب رئيس بالمعنى الحقيقي لممارسة السياسه سوى ثلاث او اربع رؤساء ولست بصدد ذكر محاسن موتانا , فاللطم والنحيب لا يعيدنا للمربع الأول,, احاول جاهداً منذ وجدت في الكتابه ضالتي وخلوتي, أن أضع اصبعي دوماً على مواطن الخلل لربما هناك من يقرأ فيهتدي برأيي ان وجده على صواب ولكن لن يحدث,,من هنا فواجب الوطن علي ان ابقى في خندق المدافعين عن حياضه الى أن يتوقف قلمي عن الكتابه بحلول الأجل.

لست بصدد ذكر تجارب الغير ممن كانوا معنا على نفس خط السباق في دول اقتصادياتها لم تكن بأفضل من اقتصادنا ولكنهم سبقونا اشواطاً واشواط ونحن نراوح مكاننا وما قد حدث عندنا من حداثه لهو تحصيل حاصل كما تطورت باقي الشعوب وليس بفضلٍ لأحد علينا,,ولدنا فقراء ولكن كان رصيدنا الكرامه,,عشنا الحياة يوماً بيوم ولكن هاماتنا كانت عاليه وليس هناك من فائض,,تعلم الابناء لاباء لم يكونوا يوما جهلاء ولكن ضيق الحياة وعدم توفر الامكانات كان تعليمهم متواضع فتخرجنا نحن الجيل بأعلى الشهادات العلميه بفضل عزيمة واصرار الاباء والامهات,,ولكن لم تستطع الدوله برغم انها صاحبة الولايه التخطيط لوطن بحجم قبضة اليد والقلب وشعب محب لتراب وطنه, لتجعل من الاردن سنغافوره او مالزيا ومن عمان دبي الشرق الاوسط,, ومن المدارس لتكون مشاعل علمٍ ومن الجامعات منارات لا اماكن للاقتتال والاضرابات..نعم لقد عجز المسؤولون عن بناء مجتمع متصالح مع نفسه واضح الخطى نحو المستقبل, فقتلوا فينا الطموح وتركونا نحتاج الغير.

برغم من اننا الدوله الافقر في المنطقه كما يزعمون, الا ان لدينا اكبر نسبة متعلمين ممن يحملون اعلى الشهادات في العالم مقارنة الى عدد السكان, وهذا دليل على طموحنا وسعينا للتميز لكن ليس هناك من يرتب اولوياتنا,, لا اصحاب دوله ولا معالي,, فكلٌ منهم مشغول بعائلته واقاربه وخلانه فحسب وطز بالوطن(اعذروني لاستخدام اللفظ)..نعم نحن مدينين للعالم باكثر من 23 مليار دينار لا دولار برغم اننا الدوله الاعلى ضرائب!! وبنيتنا التحتيه متهالكه متآكله لسببين الأول تم انشاءها بغياب للضمير فكانت سيئه, وثانياً لعدم الحفاظ والتجديد وغياب الرقابه!! الجامعات الحكوميه لا تصلح بعضها مدارس,, والمدارس ايضاً استغنت عنها الوزاره لصالح القطاع الخاص ليفتك بالوطن والناس(الله لا يسامح مروجي الخصخصه والتي كانت لصلصه)وعلى حساب الشعب والوطن,فاغتنى من اغتنى وفقر من فقر.

نحتاج الى رئيس منتمي للوزراء حتى لو كان من ايٍ من مكونات الوطن الديموغرافي وليكن عراقي او سوري ..نحتاج الى طاقم من الوزراء ممن يخافون الله .. نحتاج الى تقييف القطاع الحكومي المترهل ولجم القطاع الخاص المتغول..نحتاج ان نزرع في الغور ونسوق للعالم.. نحتاج الى اصلاح التعليم ليعود اليه ألقه,, نحتاج الى مؤسسات صحيه تراعي حق المواطن وبما يرضي الله.. نحتاج الى نبذ المفسدين لتكون غياهب السجون مآلهم..نحتاج الى مال الوطن المنهوب ومقدراته..نحتاج ان يعود الدينار دينار,,لربما احتاج الى اضعاف مضاعفه للمساحه المسموحه لمقال قابل للقراءه ان كان هناك من يقرأ او يدلي بدلوه..

المؤهل الأول لرئيس الوزراء ان يخاف الله..الله فحسب ومن بعد سيبدأ الاصلاح, الاصلاح ليس بايجاد القوانين ولكن بتطبيق الموجود منها,, السياسه والاحزاب والانتخابات هي ادوات ان توفرت النيّه,, نعم النيّه في الاصلاح وليست هدف!! الاصلاح يحتاج الى اقتفاء تجارب الغير ممن حققوا نقلات نوعيه لشعوبهم لا بتغيير القبعات ومسميات الوزارات!! ان كنا غير قادرين على ايجاد منظومه حضاريه للنقل في عمان وهي تعاني الازدحام , فهذا دليل على فشلنا على كافة الأصعده ولن ننجح لطالما وضعنا رؤسنا بين أكفنا عقب كل صلاه ندعو ولكن ضمائرنا منخوره.

مهما حاولنا وضع الصفات للرئيس المطلوب فلن نفلح بالوصول ما دامت ثقافاتنا شماليه وجنوبيه,, ما دمنا نقول من شتى الأصول والمنابت,, ما دمنا نغرق في أثنيات الغير وتوجهاتهم وسياساتهم العرجاء,,ما دمنا لدينا كوتات في الانتخابات بمسميات يجهلها الاباء فلم تكن يوماً موجوده,, أغرقونا وعندما تيقنوا اننا اصبحنا في العالم الآخر بدأوا باجراء التنفس لنا!! انا نغرق..نغرق..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات