الأمين العام الجديد للجامعة العربية بين التحديات والتطلعات


ينظر الكثيرون في العالم العربي وربما في العالم قاطبة إلى منصب الأمين العام للجامعة للعربية على أنه منصب شرفي ورمزي وبروتوكولي أكثر من كونه منصب يتمتع بصلاحيات واسعة وتنفيذية، إلا أننا تحدونا الأمنيات بأن الشخصية التي سيتم ترشيحها لهذا المنصب، عقب عدم قبول نبيل العربي الأمين العام الحالي لتمديد فترة ولايته، لمدة أخرى، ستكون من الشخصيات التي تمتلك خبرة ودراية ديبلوماسية وسياسية كبيرة ومتنوعة في التعاطي مع المشكلات السائدة في العالم العربي، وفي القضايا الدولية لاسيما منها ما يمس الشأن العربي عموما، ويمتلك من العزيمة والإصرار ما يحوز به على صلاحيات تنفيذية بما يمكنه من العمل على جمع كلمة الأمة تحت سقف الجامعة العربية، والمحافظة بكل السبل على سلامة ما بقي من دولها، والعمل على لملمة جراحها، وإعادة بناء النسيج الوطني لكل دولة تعرضت للتمزق بفعل التدخلات السافرة فيها من الأطراف التي تكن العداء لها، وتعمل على مزيد من التشرذم فيها، والعمل على جسر الهوة السائدة بين البعض من دولها، وإيجاد الحلول الدائمة لأية مشكلات واختلافات فيما بينها.

ويأتي اختيار مرشح جديد لتولي منصب الأمين العام للجامعة العربية في فترة تعد أحرج الفترات التي مرت على النظام العربي منذ قيام الجامعة العربية وتأسيسها، عطفا على ما يعصف بالمنطقة العربية من مشاكل وثورات شكلت ضربة موجعة للنظام العربي برمته قياسا إلى مخرجاتها التي لم ينتج عنها إلا مزيد من التدمير والاندثار لمقدرات الأمة في أكثر من ركيزة من ركائزها التي استندت إليه لسنوات طوال، وأدت إلى ما أدت إليه من حروب بين أبناء الوطن الواحد، وتقسيم أكثر من دولة عربية إلى دويلات متناحرة فيما بينها، إضافة إلى تدخل القوى الدولية في هذه الدول، بما فيها من أعداء الأمة من أهل الجوار الذين ما برحوا يحاولون التمدد كالسرطان في جسدها بعد حالة الهوان التي أصابتها وتغلغلت بها، وتسلل أنماط من التفكير الغريبة عنها إلى مجتمعاتها.

نعلم أن الأمين العام الجديد للجامعة العربية لن يتمكن من تحقيق المعجزات بين ليلة وضحاها، لكن الإخلاص في النية والعمل بما يؤدي إلى إعادة ترتيب البيت العربي من الداخل على النحو المأمول والمطلوب، سيؤدي ولو بالقليل والنزر اليسير، إلى نتائج ربما تترك آثارها الإيجابية على صعيد تحقيق طموحات الكثيرين من أبناء الأمة وتطلعاتهم نحو الانطلاق بالجامعة العربية إلى آفاق رحبة من العمل العربي المشترك في المستقبل، وعلى النحو الذي يكون فيه هذا العمل قويا وفاعلا في المنطقة والعالم، إضافة إلى القفز بالجامعة فوق دورها الذي يقتصر في الغالب الأعم حاليا على تنظيم مؤتمرات القمة والمؤتمرات الوزاريةوالاكتفاء في التعليق على الأحداثبالشجب والتنديد والاستنكار، وإطلاق المبادرات التي تعمل على تحقيق صالح الأمة جمعاء أيا كانت الصعاب وأيا كانت الظروف في كل الأوقات شدة ورخاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات