التلوث السمعي
عدت إلى منزلي منهكاً بعد يوم عمل طويل وشاق ممنيّاً نفسي بوجبة لذيذة ونوماً هانئاً لأتخلص من عناء ذلك اليوم وما أن دخلت إلى المنزل حتى تناولت طعامي وذهبت مسرعاً لآخذ قسطاً من الراحة في غرفة نومي حيث ابتدأ المسلسل الذي اطلقت عليه اسم التلوث السمعي، بدأ بشريط مُسجّل على سيارة لبيع الخضار والفواكه وبأعلى الصوت لا يهدأ مكرراً مرات ومرات معّددا اصناف الخضار التي يحملها وأسعارها، وما أن تنفست الصعداء لأنه ابتعد عن منزلي وإذا بصوت آخر كما الأول تماما ولكنه يعلن للجميع هذه المرّه عن استعداده لشراء الأدوات المستعمله (الخردوات) ويعدّد ايضا ألأصناف التي يود شرائها وبضجيج يصم الآذان، أوقفه أحد جيراني لبيعه بعض المواد واستمر الصوت رغم وقوفه وأخيرا تحرّك بعد ان اشترى بعضا من مواد جاري وبأسعار متواضعه جدا كما علمت باليوم التالي، حمدت الله على ابتعاده عن حيّنا وقلت لنفسي حان الآن وقت النوم واذا بموسيقى لا تهدأ تبثها سيارة بيع اسطوانات الغاز، سألت نفسي كيف سندخل الألفية الثالثة ونحن نبيع اسطوانات الغاز بهذه الطريقه أليس الأولى ان يتم تمديد خطوط الغاز الى المنازل كما شبكة المياه أو على الأقل أن تكون هناك وكالات لبيع الغاز يتم الإتصال بهم هاتفياً بعد ان أصبح كل منا يحمل هاتفين جوالين على الأقل ناهيك عن خط الهاتف الأرضي، قارب وقت القيلولة على الإنتهاء وانا لم اتذّوق طعم النوم وإذا بشاب يقود سيارته ويأبّى الاّ ان يشاركه كافة ابناء الحي بالإستماع الى موسيقاه الصاخبة وأغانيه الأجنبية الصادرة من سيارته والتي أقسم انه لا يفقه حرفاً واحداً من حروفها او معانيها ولكنه فقط يزعج الجميع بهذا التمدن الزائف مما أدى أن تطلق السيارات الأخرى أبواقها أمّا محييّة له على فعلته هذه او مستنكرة، وبعد أن قاربت الشمس على الغروب وأنا اتقّلب في الفراش وإذا بصوت أبواق سيارات كثيرة يتخللها أحياناً إطلاق لأعيرة نارية تصم الآذان وشبان يخرجون أجسادهم من الفتحات العلوية للسيارات أو حتى نوافذها، إنه موكب عرس أحدهم يتم بهذه الطريقة وأعجب كيف أن اسلحة القتل تستخدم لدينا للتعبير عن الفرح!!! وما أن غربت الشمس وحلّ الظلام حتى بدأت مكبرات الصوت المنتصبة قريباً جداً من سور منزلي ترسل ضجيها الهادر وموسيقاها التي تخرق الآذان فإبن جارنا عريس ولا بُدّ لي من المشاركة والعودة بعد وقت طويل من السهر وقد صُمّت أذناي واحتاج الى وقت حتى استرجع سمعي الطبيعي تخللّ هذا كله اطلاق لإلعاب نارية استمر إلى ما بعد منتصف الليل وبعيارات ثقيلة كانت احياناً تهز جدران منزلي وتفزع الشيخ الكبير وتوقظ الطفل الصغير مذعوراً باكياً وقد انطبق علينا قول الشاعر:
هرب النوم من جفوني فيها ............... هرب الأمن من فؤاد الجبان
وهنا اسمحوا لي ان أَضيف ان بعضاً من مظاهر التلوث السمعي قد وصل حتى إلى مساجدنا برنات هواتف خلوية لا تراعي قدسية المكان الذي يتواجد فيه المصّلي وتسبب فقدان الخشوع المطلوب لا بل والتشويش على الإمام وحتى في مقابرنا اثناء دفن موتانا تصّور الموسيقى الصادره في تلك اللحظات ونحن نواري احدهم الثرى !!! وأقسم ايها الأخوة القراء انني استيقظت يوما على أصوات ألعاب نارية تطلق الساعه الرابعة فجراً ابتهاجاً بعودة حجاج بيت الله الحرام ,أي وسيلة هذه للتعبير عن الفرح لا بل وفي مثل هذه المناسبة؟؟، قد تقولون انني بالغت كثيراً ولكنها الحقيقة اليومية التي نعيشها ولولا مخافة أن أطيل لذكرت مظاهر كثيرة وأخيراً نسأل: من المسؤول عن هذا كله؟؟؟ أرجو أن تفيدوني ليكون عامنا الجديد عاماً تهدأ فيه أعصابنا ويقل فيه ضجيجنا وترتاح فيه نفوسنا على الأقل في بيوتنا هل هذا ممكن أيها المسؤولون؟؟؟
Hussein.maharmeh@gmail.com
عدت إلى منزلي منهكاً بعد يوم عمل طويل وشاق ممنيّاً نفسي بوجبة لذيذة ونوماً هانئاً لأتخلص من عناء ذلك اليوم وما أن دخلت إلى المنزل حتى تناولت طعامي وذهبت مسرعاً لآخذ قسطاً من الراحة في غرفة نومي حيث ابتدأ المسلسل الذي اطلقت عليه اسم التلوث السمعي، بدأ بشريط مُسجّل على سيارة لبيع الخضار والفواكه وبأعلى الصوت لا يهدأ مكرراً مرات ومرات معّددا اصناف الخضار التي يحملها وأسعارها، وما أن تنفست الصعداء لأنه ابتعد عن منزلي وإذا بصوت آخر كما الأول تماما ولكنه يعلن للجميع هذه المرّه عن استعداده لشراء الأدوات المستعمله (الخردوات) ويعدّد ايضا ألأصناف التي يود شرائها وبضجيج يصم الآذان، أوقفه أحد جيراني لبيعه بعض المواد واستمر الصوت رغم وقوفه وأخيرا تحرّك بعد ان اشترى بعضا من مواد جاري وبأسعار متواضعه جدا كما علمت باليوم التالي، حمدت الله على ابتعاده عن حيّنا وقلت لنفسي حان الآن وقت النوم واذا بموسيقى لا تهدأ تبثها سيارة بيع اسطوانات الغاز، سألت نفسي كيف سندخل الألفية الثالثة ونحن نبيع اسطوانات الغاز بهذه الطريقه أليس الأولى ان يتم تمديد خطوط الغاز الى المنازل كما شبكة المياه أو على الأقل أن تكون هناك وكالات لبيع الغاز يتم الإتصال بهم هاتفياً بعد ان أصبح كل منا يحمل هاتفين جوالين على الأقل ناهيك عن خط الهاتف الأرضي، قارب وقت القيلولة على الإنتهاء وانا لم اتذّوق طعم النوم وإذا بشاب يقود سيارته ويأبّى الاّ ان يشاركه كافة ابناء الحي بالإستماع الى موسيقاه الصاخبة وأغانيه الأجنبية الصادرة من سيارته والتي أقسم انه لا يفقه حرفاً واحداً من حروفها او معانيها ولكنه فقط يزعج الجميع بهذا التمدن الزائف مما أدى أن تطلق السيارات الأخرى أبواقها أمّا محييّة له على فعلته هذه او مستنكرة، وبعد أن قاربت الشمس على الغروب وأنا اتقّلب في الفراش وإذا بصوت أبواق سيارات كثيرة يتخللها أحياناً إطلاق لأعيرة نارية تصم الآذان وشبان يخرجون أجسادهم من الفتحات العلوية للسيارات أو حتى نوافذها، إنه موكب عرس أحدهم يتم بهذه الطريقة وأعجب كيف أن اسلحة القتل تستخدم لدينا للتعبير عن الفرح!!! وما أن غربت الشمس وحلّ الظلام حتى بدأت مكبرات الصوت المنتصبة قريباً جداً من سور منزلي ترسل ضجيها الهادر وموسيقاها التي تخرق الآذان فإبن جارنا عريس ولا بُدّ لي من المشاركة والعودة بعد وقت طويل من السهر وقد صُمّت أذناي واحتاج الى وقت حتى استرجع سمعي الطبيعي تخللّ هذا كله اطلاق لإلعاب نارية استمر إلى ما بعد منتصف الليل وبعيارات ثقيلة كانت احياناً تهز جدران منزلي وتفزع الشيخ الكبير وتوقظ الطفل الصغير مذعوراً باكياً وقد انطبق علينا قول الشاعر:
هرب النوم من جفوني فيها ............... هرب الأمن من فؤاد الجبان
وهنا اسمحوا لي ان أَضيف ان بعضاً من مظاهر التلوث السمعي قد وصل حتى إلى مساجدنا برنات هواتف خلوية لا تراعي قدسية المكان الذي يتواجد فيه المصّلي وتسبب فقدان الخشوع المطلوب لا بل والتشويش على الإمام وحتى في مقابرنا اثناء دفن موتانا تصّور الموسيقى الصادره في تلك اللحظات ونحن نواري احدهم الثرى !!! وأقسم ايها الأخوة القراء انني استيقظت يوما على أصوات ألعاب نارية تطلق الساعه الرابعة فجراً ابتهاجاً بعودة حجاج بيت الله الحرام ,أي وسيلة هذه للتعبير عن الفرح لا بل وفي مثل هذه المناسبة؟؟، قد تقولون انني بالغت كثيراً ولكنها الحقيقة اليومية التي نعيشها ولولا مخافة أن أطيل لذكرت مظاهر كثيرة وأخيراً نسأل: من المسؤول عن هذا كله؟؟؟ أرجو أن تفيدوني ليكون عامنا الجديد عاماً تهدأ فيه أعصابنا ويقل فيه ضجيجنا وترتاح فيه نفوسنا على الأقل في بيوتنا هل هذا ممكن أيها المسؤولون؟؟؟
Hussein.maharmeh@gmail.com
تعليقات القراء
انا ارى الامر مبالغ فيه............هي ظواهر موجوده ولكنها لاتحدث متتاليه بهذا الشكل
برأيك ما هو الحل المعقول والمقبول....فجميع من ذكرت يسعون على لقمة العيش والله المعين
على هذه المقالة الرائعة .......
التلوث السمعي لا احد قادر على مكافحة هذه الافة الخطيرة والتي تزعجنا يومياً صباح ومساء وفي كل وقت وكل حين حتى في المنام اصبحنا نسمع هذا الازعاج
وكوني صاحب محل على الشارع العام فقد تلوث سمعي واصبح سمعي ضعيف من كثرة ما اسمع من زوامير سيارات وهواتف خلوية ترن هنا وهناك وضجيج استعمر سمعي
واصبحت اتمنى ان اسكن البادية والصحراء الكبيرة الخالية من هذه المظاهر وهذا الزعاج
مما ادا بي الى انني فقدت الان الفكرة على هذا الموضوع من صوت الضجيج الان لعلي اعود بعد يوم او يومين لاقوم على هذه المقالة
والتي تعكس واقع محلي مرير نعيشه ونراه في حياتنا اليومية ضجيج-ضوضاء-تلوث سمعي- كلها مسميات لشيء واحد هو ازعاج راحة الناس والتعدي عليها
ولتنا نتخلص من تلك الملوثات وليتنا سمعنا بحل ينهي ويريح بال المواطنين
بارك الله فيك استاذ حسين ونأمل بان نتعدى تلك المشكلات للسعي لحلها ووضع لها الحد الذي تستحقه
اشكرك ودمت بخير
هل سبق لك ان حضرت برنامج الإتجاه المعاكس؟؟
هل سبق ان شاهدت مسرحيه مصريه او مسلسل مصري ؟؟
هل لديك اطفال شاركتهم مره بالنظر الى مسلسلات الآكشن؟؟
هذه بعضا من مظاهر الازعاج الذي لا يطاق وانت تسمع فيصل القاسم يردد الف مره بالحلقه الواحده (يا جماعه يا جماعه ) او الزعيق والصراخ الذي لا ينتهي في المسلسلات او طاخ طيخ بوووووو للأطفال
حسبنا الله يا كاتبنا الكريم
مششششكور و جازاك الله خيراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً اً
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وما ذنب البقية في تحمله؟؟
الله يفرجها علينا بــ 2010