اعتصام الاردنية الى متى ؟


كثر اللغط , وزاد عدد المتشدقين والمتنطعين للحديث حول اعتصام طلبة الجامعة الاردنية المطالبين بتخفيض الرسوم الجامعية , حتى تخطت القضية اسوار الجامعة الأم التي نفاخر بها واصبحت حديث الشارع .

البعض جير الا عتصام لأيدي خارجية , وان الهدف وراءه الاطاحة برئيس الجامعة الاردنية , والاخر رصد الاغاني التي تُغنى في الاعتصام وانها من اغاني الثورة السورية , والبس الاعتصام رداء التمرد على الدولة , وان العملية تصفية حسابات , وان ما يحدث تمرين لشيء اكبر . اكاد اجزم ان بعض الاقلام هدفها صب الزيت فوق النار , وتأجيج المشاعر السلبية , واثارة الفتنه والنعرات ,والتي نحن بغنى عنها . فالسِلم الاجتماعي , ووؤد الفتن , والوعي بمصلحة الوطن هو المطلوب في هذه الظروف . فأذا لم يجدوا ما يحشوا به اعمدتهم اليومية , فاليصمتوا , على قاعدة ( قل خيراً او فصمت ) افضل من التأجيج المؤذي للوطن الذين يدّعون حرصهم علية .

الكل يعرف ان الاعتصام جاء نتيجة لرفع الرسوم غير المنطقي , والذي هز الجسم الطلابي في الجامعة منذ اقراره والذي بدأ تنفيذه من بداية العام الجامعي 2015 , سواءً ممن شملهم قرار الرفع , او من البقية الذين تعاطفوا مع زملائهم الذين طالهم الرفع من طلبة الموازي .

وان الطلبة خاطبوا منذ بدء تنفيذ القرار بتاريخ 1-2-2015 رئيس الجامعة النظر بالغاء قرار الرفع , الا ان الرد جاء من مجلس الامناء صاحب الصلاحية بالابقاء على القرار بالرفع . مع بداية الفصل الحالي اعاد ممثلي مجلس الطلبة المطالبة بتخفيض الرسوم الذي اثقل كاهل اهاليهم , وبناء على عدم الاستجابة جاء الاعتصام على امل النظر في التخفيض .

رئيس الجامعة الذي لم يألوا جهداً مع مجلس الامناء صاحبة الشأن بقرار الرفع لتلبية المطالب المشروعة للطلبة , الا ان قرار المجلس جاء بعدم الموافقة على التخفيض , وهذا ما اعلن عنه الرئيس في مؤتمره الصحفي بهذا الشأن بتاريخ 10-3-2016.

اسبوعان انقضيا والاعتصام قائم وما من حلول مرضية للطرفين تنهيه . والسؤال المطروح ما الحل ؟

هل نترك الطلبة مطية للجوء لاجراءات تصعيدية لا نريدها ونخشى تبعاتها ؟
ولماذا نترك الامور دون معالجة حتى يفض الاعتصام بالقوة مما سيترتب عليه تبعات اشد وطأة من الاعتصام نفسه ؟

والمطلوب النظر في امكانية تخفيض الرسوم بما يرضي الطرفين , والعمل على اشراك اولياء امور الطلبة في الحل , وكذلك وزارة التعليم العالي , واعضاء لجنة التربية والتعليم في الاعيان والنواب , واحتواء المشكلة بعقلانية وباجراءات تنفيذية واعية , فدرء المفاسد خير من جلب المنافع , وفي نهاية المطاف المعتصمين هم ابنائنا شباب هذا الوطن , ومطالبهم حقة , تحاكي واقعهم الاقتصادي الصعب , الذي لا يشعر به اصحاب الذوات , ومن يصدر القرارات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات