لقد فتحت صفحة لنفسي ناصعة البياض و قررت أن أزينها بألوان زاهية و قد اخترت أرضها بلون أخضر اعتنيت بها و رسخت فيها أساس قيام الدولة و وضعت فيها مبادئ الصدق و الأمانة و بدأت أختار ألواني الزاهية و لكن توقفت لبرهة و فكرت أنني مهما نسقت هذه الألوان على هذه الصفحة  فإنها لن تغني عن ألوان الطبيعة الزاهية لذا قررت أن أشتري أرضي و أزرعها لتعطي ألوانها الزاهية و رائحة الأزهار الجميلة .
 
 و كان لي خمسة أولاد رسخت في ذهنهم حب الأرض و لم أعرف بعدها أنهم سوف يكونوا إما شهداء هذا الوطن أو أسراه و أن هذه الأرض هي التي جمعتهم في ظل مبادئ قيام الأمة على أرض اخترتها ليكون لها التاريخ فكان تاريخها عريقا رسمته كل زهرة من البستان و اخترت ليكون لهذه الأرض حضارة فهي ذات حضارة خالدة رسمها القرآن في آية من كتاب الرحمن تحدث عن  مقدساتها ذات العراقة و البنيان قبتها صفراء ناصعة جميلة و حيطانها تنطق بعظمة التاريخ و الحضارة  ينطق كل شبر منه بتاريخ هذه المنطقة.
 
هناك حادثة تحدثت عن  عظمة المنطقة تشكل معجزة من معجزات البشرية جمعاء حيث قرأت أن هناك رسول يدعى محمد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و عرج إلى السماوات العلا فزينت هذه الحادثة عراقة المنطقة و أبرزت أهميتها الدينية و التاريخية  فعرفت أن هذه الأرض تحمل المجد و الحضارة و صورة التاريخ الجميل لغتها عربية سامية جاء بها قرآن كريم و لكن هذه المنطقة التي حفر فيها هذا الكيان الذي اختار رب الأكوان أن يحميه و يحفظه باق إلى الأبد جسدته سورة الإسراء الذي رتلت بآيات من القرآن و لكني كنت فرحة على مدار السنين بهذه الأرض المقدسة التي كان حولها أراض في قمة جمال ما رسم الله على الأرض التي بوركت بحماية الرحمن.
 
 و فجأة و أنا جالسة فإذا بآليات كبيرة تأتي للحفر و البناء قالوا لي أنها لبناء  المستوطنات و لكن فجأة وإذ  هناك مدرسة انهارت فنظرت ما الذي جعلها تنهار ففوجئت برؤية الأنفاق تحت هذه الأرض المقدسة على مساحة كبيرة من الأرض  قيل أنهم يريدون حفر تاريخ و إثباته و لكن هل التاريخ الذي حفر فوق الأرض أمام أعين الناس الذي خلدته  معجزة خالدة سوف يأتي تاريخ جديد من تحت الأرض يلغيه؟؟؟؟؟ هل يريدون التحكم في رسم تاريخ وهمي ليس له وجود فما ثبت بمعجزة هل ستلغيه الأكاذيب و المعتقدات التي ليس لها أساس.
 
 سمعت بعدها بمصطلح جديد يقال له التهويد و لم أفهم أبعاد هذا المصطلح إلا فيما بعد أي بعد أن فرضت هذه الكلمة جبروتها بطرد الناس هناك  و بناء منشآت يهودية فكم عانى الناس هناك حتى أحسست حينها أن هذه الأرض معزولة عن العالم الخارجي و يجب أن تحل مشاكلها بنفسها فهي بمعجزتها لم يحرك الاعتداء عليها أي مشاعر و إنما كان الاعتداء عليها قتلا للمشاعر و الأحاسيس حيث كان هذا الاعتداء يهز جبال بعظمتها و سماء ببعدها و ماء بمساحتها الفسيحة و لكنها لم تحرك مشاعر من يجب أن تتحرك مشاعرهم.
 
زاد الأمر سوءا المراسم الغريبة التي حاولوا ممارستها داخلك يا مسجدي الأقصى فمن سيلغيك و الرحمن يحميك كيف ستهدم و أنت ملك المقدسات حركت مشاعري بالاعتداء عليك حتى لم تعد العين تدمع فقد جفت الدموع حتى أن سكانك يتحدثون عن ذكريات شهدائهم فالأمهات أنجبت أولادها لتقدمهم فداء للوطن فبعد أن رسمت أجمل صورة على هذه الأرض المباركة أرضها خضراء منظر يهدئ النفس البشرية و لكنها الآن أرضها حمراء سقيت بدماء شهدائها  الطاهرة و سكبت دموع فقدان الأرض و الأحباب .
 
أيتها النفوس البشرية التي لن تحركها الريح العاتية فهم فقدوا قدرة الإحساس التي سوف تنقذهم من ضعفهم و فشلهم حتى أنهم لم يعودوا يسمعوا النداء و فقدوا بصرهم حتى لا يروا أبشع الجرائم و لكن آه.....ألهذا العذاب خلقنا حتى نصل إلى مرحلة نكون فيها جمادات تحركها أيد غريبة تخدم مصالحهم  و تنفذ  رغباتهم و تزرع الأرض بالشوك الجاف مع أنني كنت قد  زرعتها بأجمل الأزهار و زينتها بالخضار فكان منظرا بديعا تتغنى فيه المشاعر و كان  لغة العشاق حتى كسر هذا القلب الحزين فكنت أنا من جملك و لفت الأنظار إليك حتى أصبح هذا القلب ينتظر و لو موقفا واحدا لتجف الدموع و نصرة  سوف ترجع البسمة و لكن الرغبات  الضعيفة سوف تبقي الحزن الدائم حتى يتحدد طريق المجد و الكرامة .
منال عمر محمود العامري
manalalamiri@yahoo.com   

أرض الحياة
 
لقد فتحت صفحة لنفسي ناصعة البياض و قررت أن أزينها بألوان زاهية و قد اخترت أرضها بلون أخضر اعتنيت بها و رسخت فيها أساس قيام الدولة و وضعت فيها مبادئ الصدق و الأمانة و بدأت أختار ألواني الزاهية و لكن توقفت لبرهة و فكرت أنني مهما نسقت هذه الألوان على هذه الصفحة  فإنها لن تغني عن ألوان الطبيعة الزاهية لذا قررت أن أشتري أرضي و أزرعها لتعطي ألوانها الزاهية و رائحة الأزهار الجميلة .
 
 و كان لي خمسة أولاد رسخت في ذهنهم حب الأرض و لم أعرف بعدها أنهم سوف يكونوا إما شهداء هذا الوطن أو أسراه و أن هذه الأرض هي التي جمعتهم في ظل مبادئ قيام الأمة على أرض اخترتها ليكون لها التاريخ فكان تاريخها عريقا رسمته كل زهرة من البستان و اخترت ليكون لهذه الأرض حضارة فهي ذات حضارة خالدة رسمها القرآن في آية من كتاب الرحمن تحدث عن  مقدساتها ذات العراقة و البنيان قبتها صفراء ناصعة جميلة و حيطانها تنطق بعظمة التاريخ و الحضارة  ينطق كل شبر منه بتاريخ هذه المنطقة.
 
هناك حادثة تحدثت عن  عظمة المنطقة تشكل معجزة من معجزات البشرية جمعاء حيث قرأت أن هناك رسول يدعى محمد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و عرج إلى السماوات العلا فزينت هذه الحادثة عراقة المنطقة و أبرزت أهميتها الدينية و التاريخية  فعرفت أن هذه الأرض تحمل المجد و الحضارة و صورة التاريخ الجميل لغتها عربية سامية جاء بها قرآن كريم و لكن هذه المنطقة التي حفر فيها هذا الكيان الذي اختار رب الأكوان أن يحميه و يحفظه باق إلى الأبد جسدته سورة الإسراء الذي رتلت بآيات من القرآن و لكني كنت فرحة على مدار السنين بهذه الأرض المقدسة التي كان حولها أراض في قمة جمال ما رسم الله على الأرض التي بوركت بحماية الرحمن.
 
 و فجأة و أنا جالسة فإذا بآليات كبيرة تأتي للحفر و البناء قالوا لي أنها لبناء  المستوطنات و لكن فجأة وإذ  هناك مدرسة انهارت فنظرت ما الذي جعلها تنهار ففوجئت برؤية الأنفاق تحت هذه الأرض المقدسة على مساحة كبيرة من الأرض  قيل أنهم يريدون حفر تاريخ و إثباته و لكن هل التاريخ الذي حفر فوق الأرض أمام أعين الناس الذي خلدته  معجزة خالدة سوف يأتي تاريخ جديد من تحت الأرض يلغيه؟؟؟؟؟ هل يريدون التحكم في رسم تاريخ وهمي ليس له وجود فما ثبت بمعجزة هل ستلغيه الأكاذيب و المعتقدات التي ليس لها أساس.
 
 سمعت بعدها بمصطلح جديد يقال له التهويد و لم أفهم أبعاد هذا المصطلح إلا فيما بعد أي بعد أن فرضت هذه الكلمة جبروتها بطرد الناس هناك  و بناء منشآت يهودية فكم عانى الناس هناك حتى أحسست حينها أن هذه الأرض معزولة عن العالم الخارجي و يجب أن تحل مشاكلها بنفسها فهي بمعجزتها لم يحرك الاعتداء عليها أي مشاعر و إنما كان الاعتداء عليها قتلا للمشاعر و الأحاسيس حيث كان هذا الاعتداء يهز جبال بعظمتها و سماء ببعدها و ماء بمساحتها الفسيحة و لكنها لم تحرك مشاعر من يجب أن تتحرك مشاعرهم.
 
زاد الأمر سوءا المراسم الغريبة التي حاولوا ممارستها داخلك يا مسجدي الأقصى فمن سيلغيك و الرحمن يحميك كيف ستهدم و أنت ملك المقدسات حركت مشاعري بالاعتداء عليك حتى لم تعد العين تدمع فقد جفت الدموع حتى أن سكانك يتحدثون عن ذكريات شهدائهم فالأمهات أنجبت أولادها لتقدمهم فداء للوطن فبعد أن رسمت أجمل صورة على هذه الأرض المباركة أرضها خضراء منظر يهدئ النفس البشرية و لكنها الآن أرضها حمراء سقيت بدماء شهدائها  الطاهرة و سكبت دموع فقدان الأرض و الأحباب .
 
أيتها النفوس البشرية التي لن تحركها الريح العاتية فهم فقدوا قدرة الإحساس التي سوف تنقذهم من ضعفهم و فشلهم حتى أنهم لم يعودوا يسمعوا النداء و فقدوا بصرهم حتى لا يروا أبشع الجرائم و لكن آه.....ألهذا العذاب خلقنا حتى نصل إلى مرحلة نكون فيها جمادات تحركها أيد غريبة تخدم مصالحهم  و تنفذ  رغباتهم و تزرع الأرض بالشوك الجاف مع أنني كنت قد  زرعتها بأجمل الأزهار و زينتها بالخضار فكان منظرا بديعا تتغنى فيه المشاعر و كان  لغة العشاق حتى كسر هذا القلب الحزين فكنت أنا من جملك و لفت الأنظار إليك حتى أصبح هذا القلب ينتظر و لو موقفا واحدا لتجف الدموع و نصرة  سوف ترجع البسمة و لكن الرغبات  الضعيفة سوف تبقي الحزن الدائم حتى يتحدد طريق المجد و الكرامة .

manalalamiri@yahoo.com