ترامب هيلاري وبالعكس ..


كان يُكتب على الباصات في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم كلمة وبالعكس, كأن يكتب عمّان الكرك وبالعكس.. نحن اليوم في هذا العالم المترامي الاطراف نعيش كما القريه الواحده, فما يحدث في امريكا نتأثر به, وما يحدث في افغانستان مثلاً تتأثر به الولايات المتحده الامريكيه, بمعنى ان أي حدث قد يؤثر إن سلباً او ايجاباً في منطقه أخرى بعيده عن مكان الحدث.

فكيف بالسياسه وهي أم الاحداث العالميه وركيزتها,, فالانتخابات الامريكيه لسنا بمنأ عنها ونحن نعي ان مشاكلنا وأزماتنا تطبخ على نارٍ هادئه في أروقة المخابرات والدوائر الأمنيه الأمريكيه وتعرض على الرئيس في البيت الأبيض ونحن العرب نباركها ونؤيدها والا،الانتخابات الامريكيه كالمعتاد تدور بين الحزبين الرئيسين هناك الديمقراطي والجمهوري منذ زمن.

ويتناوب الحزبان على الحكم لا كنتاج للديمقراطيه فحسب بل ايضاً هناك دور للوبي الصهيوني في الحسم , كما للاقتصاد والحروب كذلك, فاذا ما كسد الاقتصاد هناك فما عليهم الا باجترار خلافات تؤدي الى حروب في منطقةٍ ما والشرق الاوسط جاهز لذلك ,لبيع الاسلحه والطائرات والصواريخ والذخائر حتى ينتعش الاقصاد عندهم , ناهيك عن أن المصلحه الامريكيه العليا تلعب أدواراً في الخفاء لدعم مرشح على حساب آخر وهذا ما نشهده في الساحة الامريكيه وخصوصاً على مائدة الجمهوريون بعدما انفلتت جادة الصواب عند المرشح الأوفر حظاً للحزب وهو ترامب.. فلتصريحاته المعاديه للمسلمين وهم مكون مهم في الساحة هناك , هنالك أثراً قد يكون سلبياً على نتائج الانتخابات, مما يجعل الحزب يتخذ اجراءات لن تقود الى فوزه, من هنا نرى في الأفق تجاذبات قد تهدد الأمن الأمريكي اذا ما فاز ترامب.

هيلاري تمتاز عن ترامب كونها امرأه اولاً مما يجعل من انتخابها كأول امرأه تقود امريكا حدثاً يشجعه العنصر النسائي, كما ان لسياسات الحزب الديمقراطي والتي انتهجها سلفها اوباما في تقليص الوجود الامريكي في اكثر البؤر سخونة في افغانستان والعراق ومؤخراً في سوريا والزج بالروس في معمعه سياسيه ستطول وتأتي على طموح بوتن في ان يكون نداً لامريكا, هناك من يشجع هذا التوجه للسياسه الامريكيه, لكن هناك تركه صعبه وتحتاج الى صاحب قرار في الشرق الاوسط بقيت لعقود طويله فقط في فلسطين واليوم اتسعت لتشمل سوريا والعراق واليمن وهناك دول أخرى مرشحه للفوضى ان لم يتم لجم داعش وغيرها من المنظمات الارهابيه!!

ووضع حد لهذا التدهور الأمني مما ينذر بحدوث فوضى قد تطال الربيبه اسرائيل!!
الرئيس القادم لا يُحسد على هذه التركه من المشاكل العالميه والتي تزداد اشتعالاً وليس هناك في الأفق من حلول,,لربما يحتاج الى اداره حديثه تنظر للمشكلات من زوايا أخرى ولديها تصور مغاير لمعالجة المشكلات, فالنأي بامريكا عن الصراعات المحتدمه لربما سيجعل من الارهاب ان يطرق ابوابها,, فعندما اهملت امريكا مشاكل العالم وصلت الطائرات اليابانيه الى هناك لتضرب العمق الامريكي في بيرل هاربر مما حدى بامريكا بتوجيه ضربه نوويه لليابان في هيروشيما وناجازاكي لا زالت اثارها لليوم.

ولا اعتقد انهم لم يستفيدوا من ذاك الدرس.. امريكا اليوم مطالبه لا بالمراقبه عن بعد وهناك من يحارب عنها, فالانظمه في الشرق الاوسط اضحت مرفوضه لشعوبها وبالتالي الرهان عليها كما في السابق اضحى مغامره غير محسوبة النتائج.. من هنا على امريكا ان تشارك عن قرب في اجتثاث الارهاب اولا وهم اول الداعمين له, ومن ثم وضع الامور في نصابها في المشاكل العالقه ومنها القضيه الاساس , القضيه الفلسطينيه.

ننتظر من الاداره الجديده اياً كان الفائز ان يباشر لحلحلة مشكلات المنطقه فاستقرار امريكا والعالم يبدأ من استقرار الشرق الاوسط ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات