للمرة الثانية خلال الأسبوع الماضي عبرت الكثير من شوارع العاصمة عمان أثناء ساعات النهار وفي أوقات الذروة المرورية ، وذلك بعد غياب عن بعض هذه الشوارع لأكثر من ثلاثة شهور ،والشيء المثير في القصة أن الأردنيين يصبحون أكثر أدباً والتزاماً وتوافقاً وكل صفات الإحترام لقواعد المرور عند عبورهم لشارع توجد به كاميرة مراقبة للسرعة .

وهذا الأدب والإحترام يستمر لمسافة مئات الأمتار وهي المسافة التي يصبح بها السائق في مرمى عين الكاميرا وعندما يخرج من مرماها ، وبعد ذلك يصبح الأردنيين شعبا مروريا غير مؤدب ولايحترم أية قاعدة مرورية ، وربما قد تتشابه هذه الصفات من الأدب والإحترام لقواعد المرور عندما يتواجد رجل السير على أحد الدوواير أو التقاطعات .

وبكل عفوية خرجت من فمي كلمة " يا الله شو مؤدبين .." عندما عبرت شارع الأقصى باتجاه جسر مدخل القصور الملكية ومن ثم اتجه الى شارع الاستقلال ، وفي مسافة لاتتجاوز المائتي متر عشت أجمل لحظات القيادة في الأردن ، الجيمع يسير بما تعلن عنه آرمة السرعة المقررة ، وكل سائق يتخذ مسربه المخصص له بناءا على اتجاهه في الطريق ، ومن ثم وبعد أن خرجنا من مرمى عين كاميرة المراقبة فلت السائقين من عقالهم وعدنا لواقعنا الأردني المعروف في طريقة قيادتنا للمركبات في الطريق .

وهنا أقدم نصيحة لدائرة السير ولأمانة عمان وبقية البلديات بأن تقوم بوضع كاميرات مراقبة وهمية في كافة شوارع المملكة الرئيسية والفرعية ، وأن تعمل هذه الكاميرات على ارسال فلاشات ضوئية وهمية بين اللحظة والأخرى ؛ كي يصبح لدينا سائقين محترمين ومؤدبين وتنتهي كارثة الموت الجماعي اليومية نتيجة للسرعة الزائدة والتهور وعدم الإلتزام بقواعد المرور ، وهذه ليسة كذبة ولايحاسب عيلها من الله لأن الهدف منها حماية الناس من إلقاء أنفسهم الى التهلكة .